المؤتمر القومي العربي
Arab National Congress
قرارات الجامعة العربية
انتهاك للسيادة القومية للأمة قبل أن تكون انتهاكاً للسيادة الوطنية السورية
أدلى الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الأستاذ عبد القادر غوقه بالبيان التالي:
إن القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الخارجية العرب حول الأزمة السورية تشكّل سابقة غير مألوفة في العمل العربي المشترك، وانتهاكاً فاضحاً لا للسيادة الوطنية السورية فحسب، بل للسيادة القومية للأمة العربية كلها.
وأخطر ما في هذه القرارات لا يكّمن في تناقضها الواضح مع ميثاق جامعة الدول العربية، ولا في استخفافها الصارخ بنتائج تقرير بعثة المراقبين العرب الذي قدمه رئيس البعثة الفريق محمد مصطفى الدابي، وإنما بتوجهها الخطير نحو تدويل الأزمة عبر التوجه إلى مجلس الأمن في زمن بات فيه كل مواطن عربي يدرك حجم التداعيات المدمرة التي حملتها إلى أكثر من قطر عربي أو إسلامي مشاريع التدويل والتدخل الخارجي.
إننا نرى أن دور جامعة الدول العربية كان وسيبقى في مساعدة الدول الأعضاء في ما تواجهه من أزمات، وفي توفير أجواء الحوار بين الأطراف المتنازعة داخلها، وفي وقف التحريض الإعلامي والعنف الدموي، لا السير وفق أجندة خطيرة متصاعدة، تسهم في المزيد من إراقة الدماء ودفع قطر عربي هام كسوريا باتجاه المجهول على حساب استقلاله ووحدته وموقعه وموقفه القومي الثابت، مستغلة للمطالب المشروعة.
إننا إذ نشدّد على دعوة جميع الأطراف المعنية في سوريا إلى وقف سفك الدماء، وإلى المباشرة بحوار وطني شامل يؤسس لحل سوري – سوري قائم على الحرية والتعددية السياسية والإعلامية، وصون الكرامة الوطنية والإنسانية، فإننا نتوجه إلى كل القيادات السورية والعربية، أياً كانت مواقعها، إلى تحمّل مسؤولياتها الكاملة في حلّ الأزمة السورية بعيداً عن التدويل وتشجيع العنف، والحلول الأمنية والدموية أياً كان مصدرها.
كما ندعو إلى توفير فرص النجاح أمام المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي ودعم الحوار والإصلاح، والداعية إلى أوسع مشاركة شعبية وسياسية سورية في رسم الحلول المنشودة.
كذلك نتوجه إلى كل القوى العربية والدولية الحيّة، والمناهضة للهيمنة الاستعمارية الصهيونية، للوقوف بوجه المنزلقات الخطيرة التي تقود إليها قرارات مجلس جامعة الدول العربية، والسعي لاستعادة هذا المجلس لروح ميثاق الجامعة، ولأصول التعامل بين الأشقاء بعيداً عن تكرار نماذج كالنموذج الليبي والنموذج اليمني في سوريا، بكل ما ينطوي عليه النموذجان من مخاطر ما زالت ماثلة بوضوح أمامنا.
|