المؤتمر القومي العربي
ARAB NATIONAL CONFERENCE
المؤتمر القومي العربي ينعي الفقيه محمد البصري
تنعي الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأستاذ محمد (الفقيه) البصري الذي وافته المنية فجر اليوم الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2003، في مدينة شفشاون المغربية، حيث كان يقضي نقاهة بعد عملية جراحية للقلب خضع لها في إحدى مستشفيات باريس في أواخر شهر آب/أغسطس الماضي.
لقد فقد المؤتمر القومي العربي عضواً مؤسساً ومرجعاً سياسياً قومياً كبيراً، وفقدت معه الأمة العربية واحداً من رجالاتها الذين ذاذوا عنها وعن قضاياها بالنّفس والنفيس ودفعوا ثمن ذلك غالياً، مثلما فقد الشعب المغربي واحداً من أعظم قادته التاريخيين المعاصرين ومن أهم رموز نضاله في الخمسين عاماً الأخيرة، وبوصلة اهتدى بها التيار العروبي في البلاد وفي إطار المغرب العربي عامة.
ولد الفقيه البصري في العام 1927، وتلقى تعليمه بمراكش، وانضم الى " حزب الاستقلال " في مطلع الأربعينات وهو صغير السن، ثم سرعان ما بدأ دوره السياسي يتعاظم، وملكاته في التنظيم والقيادة تبرز. وقد نجح الفقيه محمد البصري، في أوائل الخمسينات في تنظيم حركة المقاومة الوطنية المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي حين أصبح قائداً فعلياً لها، كما أسس مع الشهيد المهدي بنبركة وبعض رفاقهما حزب "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" في العام 1959، وكان عضواً في كتابته العامة ومديراً لجريدته "التحرير".
وبعد اختطاف الشهيد المهدي بنبركة وإغتياله في باريس "29/10/1965"، غادر الفقيه محمد البصري مدينته الدار البيضاء إلى المنفى متنقلاً بين الجزائر وباريس والقاهرة، وأصدر في فرنسا مجلة "الاختيار الثوري"، وشارك في اطلاق الكثير من المبادرات الوطنية والقومية كان منها المؤتمر القومي العربي الذي كان عضواً في لجنته التحضيرية في العام 1990 وعضواً في أماناته العامة ولجانه التنفيذية على مدى أكثر من عشر سنوات، بالاضافة الى دوره في تأسيس المؤتمر القومي – الاسلامي والمنظمة العربية لحقوق الانسان.
وبعد صدور عفو عام في المغرب على المعتقلين والمنفيين، عاد الفقيه البصري – الذي كان محكوماًُ بالإعدام – إلى المغرب ليستأنف دوره الوطني المرجعي إلى أن رحل عن عالمنا مخلّفا وراءه مدرسة في الوطنية والعمل القومي تعّهدها بالرعاية والحدب والتوجيه.
وإذا كان المغرب العربي قد خسر بالفقيه البصري علماً من اعلام حركته الوطنية ورمزاً لإرادة التقدم والتغيير فيه، فإن الأمة العربية والإسلامية قد خسرت به أحد الشخصيات الأبرز في العمل من أجل توحيد الطاقات وجمع الشمل، ولقاء التيارات، وتجاوز الانقسامات، فكان جسراً بين الناس ودرعاً للثوابت، وحصناً للمبادئ والقيم وتراث الأمة.
تغمّد الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنّانه، وألهم عائلته وأبناء أمته الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي
بشور يغادر الى الدار البيضاء
ومن جهة ثانية، سيشارك الامين العام للمؤتمر القومي العربي الاستاذ معن بشور، على رأس وفد من الامانة العامة للمؤتمر في مراسم تشييع الفقيه محمد البصري في الدار البيضاء بعد صلاة الظهر ظهر يوم غد الاربعاء، حيث سيوارى الثرى في مدافن الشهداء في المدينة المغربية الكبيرة.
التاريخ : 14/10/2003
|