المؤتمر القومي العربي
ARAB NATIONAL CONFERENCE
بيان صادر عن الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي:
اصدر الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر قراراً بتشكيل مجلس حكم انتقالي للعراق، تخضع قراراته لفيتو الحاكم الامريكي، في محاولة منه لاسباغ شرعية محلية على الاحتلال الامريكي – البريطاني للعراق، ولتكريس تمثيل سياسي قائم على محاصصة عرقية وطائفية ومذهبية لاطالة امد الاحتلال المأزوم، والذي افتتح قراراته باعتبار يوم احتلال العراق في التاسع من نيسان/ابريل عيداً وطنياً.
وانطلاقا من مقررات الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر القومي العربي المنعقدة في صنعاء ما بين 23 – 26 حزيران/يونيو 2003، ومقررات الدورة الثالثة للمؤتمر العربي العام الذي دعا اليه المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الاسلامي والمؤتمر العام للاحزاب العربية في بيروت ما بين 24 و25 نيسان/ابريل 2003، والقاضية بالتنديد بالاحتلال وكل افرازاته، ودعوة الحكومات العربية والاسلامية الى رفض التعامل مع ممثلي الاحتلال والحكومات التي يعينها، فان الامانة العامة للمؤتمر تؤكد على ما يلي:
1 – ان مجلس الحكم الانتقالي، وبغض النظر عن اشخاصه والجماعات التي يمثلون، جاء بقرار من سلطة الاحتلال التي يجمع العراقيون على رفضها ومقاومتها، وبالتالي فهو يعتبر احد افرازاته ونتائجه التي ينبغي على الدول العربية والاسلامية كما على المجتمع الدولي عدم التعامل معها.
2 – ان القرار الاول الذي اتخذه مجلس الحكم الانتقالي باعتبار يوم احتلال العاصمة العراقية عيدا وطنيا عراقيا، كما اعلان بعض اركانه بان قوات الاحتلال هي قوات تحرير، انما يكشفان بوضوح طبيعة المهمة الموكولة لهذا المجلس وهي تغطية الاحتلال، وتبرير انتهاكاته لسيادة العراق واستقلاله وموارده وحقوق ابنائه.
3 – ان مجلس الحكم الانتقالي، وبالشكل الذي جرى فيه الاعلان عنه، جاء ليصوغ تمثيلا سياسيا عراقيا على مقاس الطائفة والمذهب والملة لا على اساس الشعب الواحد، وذلك على نحو لم يشهد له تاريخ العراق مثيلاً، وبشكل مغاير تماما للوطنية العراقية الساطعة بوضوحها وبتجاوزها لكل الانقسامات والعصبيات.
4 – ان الهجوم الذي شنه بعض اعضاء مجلس الحكم الانتقالي على وسائل الاعلام العربية والاجنبية في اول اطلالة اعلامية للمجلس، يعطي الرأي العام فكرة عن طبيعة "النظام الديمقراطي" الذي أقامه الاحتلال.
5 – ان سلطة الاحتلال الامريكي التي احتفظت لنفسها بسلطة الوصاية الكاملة على قرارات هذا المجلس، سارعت الى تشكيله بفعل تنامي المقاومة العراقية، بشتى اشكالها ومستوياتها للاحتلال الامريكي، وفي زحمة اقرارها بحجم المصاعب والتكاليف البشرية والمادية والسياسية والمحلية والاقليمية التي تواجهها، وفي غمرة استنجادها بقوى دولية واقليمية لانقاذها من الفشل المحتوم، وبالتالي فان التذرع بالواقعية من اجل القبول بهذا المجلس هو قفز فوق الواقع المأزوم للسلطة المحتلة ومساهمة في اطالة امد هذا الاحتلال الذي تتعاظم مقاومته عراقيا، وتزداد عزلته عربياً واسلامياً ودولياً.
ان الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي التي تؤكد التزامها الدائم بالثوابت القومية في كل الظروف، تدعو الامة العربية والاسلامية ومؤسسات المجتمع الدولي، الى عدم التعامل مع هذا المجلس، وتجدد تأكيدها ان الطريق الاقصر والاسلم لتحرير العراق من المجتل الامريكي انما يتم عبر مقاومة شعبية متعددة الوسائل ترتكز الى مصالجة تاريخية مقرونة بمراجعة نقدية شاملة وساعية الى تحقيق جبهة وطنية متحدة عاملة من اجل نظام دستوري ديمقراطي في عراق حر مستقل.
14/7/2003
|