بيان مشترك صادرعن الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي ولجنة المتابعة للمؤتمر القومي/الاسلامي
ان توقيع الرئيس الامريكي جورج بوش على ما يسمى "بقانون محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية" يشكل انتهاكا صريحا للقانون الدولي وللقواعد التي تنظم العلاقات الدولية، كما يشكل تدخلا صريحا في الشؤون الداخلية لدولتين مؤسستين في الامم المتحدة وتجاوزا صريحا لميثاقها، وخطوة جديدة في سياق ضغوط وتهديدات متصاعدة ضد سوريا ولبنان بهدف محاصرة مواقع الممانعة والاعتراض على سياسة الهيمنة الاميركية الحاضنة لنهج الارهاب العنصري الصهيوني.
ويبدو من هذا التوقيع ان الادارة الامريكية الحالية لم تتعلم شيئا حتى الان من تجربة احتلالها للعراق وما ينجم عنها من خسائر مادية وبشرية، سياسية واخلاقية، بل انها ما زالت اسيرة تلك النظرة الاستعلائية العنصرية التي تحرك دوائر واوساط متنفذة في مراكز صنع القرار الامريكي والتي تسعى الى ارضاء اللوبي الصهيوني من جهة، والى حماية بعض المصالح الضالعة والساعية الى اذكاء بؤر التوتر واشعال الحروب في العالم عموما ومنطقتنا خصوصا من جهة ثانية.
وتتجلى مخاطر هذه النظرة، وما تعززه من اجراءات وقوانين في انها تنتقل بعدوانيتها من بلد الى آخر دون ان تستثني حتى الدول المعروفة بصداقتها التاريخية لواشنطن، كما هو الحال مع الاعداد "لقانون محاسبة السعودية" بعد تحضير اعلامي واسع النطاق على مدى اكثر من عامين مما يشير الى ان المستهدف الرئيس في كل هذه الحروب والقرارات والاجراءات هو الامة العربية والاسلامية ككل، وليس مجرد انظمة واشخاص.
واذا كان الرئيس الامريكي قد اراد من هذا القانون سيفا مسلطا على سوريا ولبنان، للقبول باملاءات ادارته، لاسيّما في قضية الصراع مع العدو الصهيوني، وفي مسألة الاحتلال الامريكي – البريطاني للعراق، فان الامة العربية، بنظامها الرسمي وقواها الشعبية، مدعوة الى اتخاذ المواقف والاجراءات الكفيلة بمواجهة تمادي الادارة الامريكية في حربها المتصاعدة والمستمرة ضد هويتنا وعقيدتنا ووجودنا ومواردنا.
كما ان مواجهة السياسة العدوانية بات يتطلب اكثر من أي وقت مضى من انظمتنا ومنظماتنا على اختلاف مشاربها وتوجهاتها مراجعة عميقة وصادقة لمجمل التجربة الماضية والثغرات الكامنة في العلاقات الداخلية والخارجية، بما يعيد الاعتبار لمؤسسات العمل العربي المشترك ومعاهداته وقراراته على المستوى القومي، كما لقواعد العمل الديمقراطي والمشاركة الشعبية والمصالحة الوطنية داخل كل قطر.
ان المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الاسلامي، اذ يجددان مساندتهما لسوريا ولبنان في مواجهتهما الضغوط والتهديدات الامريكية، واذ يشددان على ان نهج المقاومة والممانعة والمقاطعة هو النهج الاسلم في مواجهة نظرة الاستعلاء العنصري المتحكمة بالادارة الامريكية الحالية، ونهج الارهاب الفاشي الذي يشكل الكيان الصهيوني ذروة تجلياته، يريان ان مثل هذه الضغوط والتهديدات لن تقود الا الى المزيد من الاحتقان والتوتر في المنطقة، والى المزيد من الاهتزاز في الضوابط الناظمة للعلاقات الدولية على مستوى العالم، بل الى المزيد من الارتباك للسياسة الامريكية والاضرار بالمصالح الامريكية.
14/12/2003
|