المؤتمر القومي العربي
ARAB NATIONAL CONFERENCE
صدر عن الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي البيان التالي:
في البيان الصحفي الذي أعلنه الرئيس المؤقت لمجلس الحكم الانتقالي السيد جلال طالباني حول آليات تسلم العراقيين السلطة من قوات الاحتلال في شهر حزيران/يونيو القادم، استوقفتنا ملاحظتان أساسيتان:
الملاحظة الأولى خلو البيان الذي يتضمن المبادئ الأساسية لقانون الحكم الانتقالي من أية إشارة لعروبة العراق من قريب أو بعيد، وهي سابقة خطيرة لم يتضمنها أي نص دستوري عراقي منذ تأسيس دولته الحديثة، التي كانت تعتبر نفسها دائما جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية. إن إنكار عروبة العراق كان دائما مطلبا صهيونيا واستعماريا هدفه فصل العراق عن انتمائه القومي وحرمان الأمة العربية من وزنه الفاعل, كما إن هذا الإنكار سيترتب عليه مجموعة إجراءات ومواقف خطيرة طالما قاومها العراقيون وقدموا عظيم التضحيات لمواجهتها.
وبالمقابل فان الإشارة إلى عروبة العراق بوضوح لا يعني بأي حال من الأحوال تجاهل أقليات قومية هامة كالأكراد والتركمان، بل أن العرب في العراق وخارجه كانوا دائما ينظرون إلى الأقليات القومية من موقع المشاركة في المصير الوطني والنسيج الحضاري فهل يقبل السيد الطالباني وهو المتمسك بقوميته وبعلمه الخاص أن يتخلى أغلبية العراقيين الساحقة عن عروبتهم وقوميتهم؟.
المسألة الثانية تضمين المبادئ الأساسية لهذا القانون إشارة واضحة حول النظام الفدرالي في العراق، وهو أمر يعتبر استباقا لاستفتاء شعبي عراقي ولجمعية تأسيسية منتخبة مما يحول مواقف الحكم الانتقالي إلى مواقف ملزمة في قضية مصيرية تمس مستقبل العراق ومصير المنطقة برمتها، فلماذا الاستعجال في التأكيد على قضية ما زالت موضوع نقاش وحوار؟. وما هو موقف القوى الأخرى المشاركة في مجلس الحكم من هذا الأمر؟.
يبقى أن نشير هنا إلى أن سلطات الاحتلال الأمريكي بلسان رامسفيلد وبريمر قد أكدت أن قوات الاحتلال باقية حتى بعد قيام حكومة منتخبة، كما أن بعض أعضاء مجلس الحكم قد أعلن منذ ألان أن قواعد عسكرية أمريكية ستبقى في العراق مصادرا في ذلك حق الشعب برمته في تقرير مصير هذه القوات علما أن التاريخ العراقي كله هو تاريخ رفض المعاهدات والأحلاف الاستعمارية والقواعد الأجنبية.
إن هذه التصريحات تظهر بجلاء أن وعود الإدارة الأمريكية بتسليم السلطة إلى العراقيين ليست إلا محاولات جديدة لتجميل واقع الاحتلال الذي يترنح يوميا تحت ضربات المقاومة العراقية الباسلة التي لولاها لما فكر المحتل لحظة واحدة بإقامة مجلس الحكم الانتقالي، أو أية هيئات عراقية مماثلة.
إننا نتوجه إلى القوى الحية الحكيمة والأصيلة في العراق والأمة العربية إلى التنبه إلى المخاطر التي تتهدد عروبة العراق واستقلاله وسيادته، والالتفاف حول المقاومة العراقية الباسلة المدعوة بدورها إلى أن تقدم برنامجها الوطني الجامع القائم على مراجعة التجارب السابقة، وعلى مصالحة وطنية عراقية شاملة، تؤكد على عراق حر ديمقراطي تعددي مستقل.
التاريخ: 17/11/2003
|