المؤتمر القومي العربي
ARAB NATIONAL CONFERENCE
الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي
تنعي المناضلة المغربية والرائدة في الحركة النسائية العربية
الدكتورة زهور العلوي
نعت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي المناضلة المغربية والرائدة في الحركة النسائية العربية الدكتورة زهور العلوي، العضو السابق في الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، (1997 – 2000)، وقد أصدرت بياناً يتضمن سيرة الفقيدة الكبيرة، متوجهة بأحر التعازي إلى عائلتها وأشقائها وصديقاتها الكثر في المغرب والوطن العربي.
وفي ما يلي نص البيان:
معطيات عن المناضلة الراحلة الدكتورة زهور العلوي المدغري:
ناضلت في صفوف الحركة الوطنية المغربية ضد الاستعمار الفرنسي في صفوف حزب الاستقلال، وبعده في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي قاد تأسيسه الشهيد المهدي بنبركة الذي كان ملهما للعديد من الشباب المناضل من أجل التصدي للاستبداد والحكم التسلطي الفردي، وكانت الراحلة زهور من أولى المناضلات اللواتي جذبهن المشروع التحرري الذي قاده الشهيد المهدي بنبركة، حيث كانت المرحومة زهور واحدة من أبرز قياديات القطاع الطلابي الاتحادي آنئذ الذي كان يؤطره تياران ينتميان للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، التيار الأول كان يقوده عبد اللطيف المانوني (أستاذ بكلية الحقوق، رئيس لجنة إعداد دستور 2011 ومستشار حالي لملك المغرب) والثاني كان يقوده محمد الخصاصي (أستاذ التاريخ بكلية الآداب الرباط وسفير المغرب الحالي في سوريا)، وكانت الراحلة زهور تجد نفسها مع التيار الأول.
ولدت في مدينة فاس لأب كان شيخا لطريقة صوفية، قدم إلى فاس من عمق الجنوب الشرقي بالمغرب (منطقة واحات تافيلالت) رغبة منه في تلقي العلم من منارته بجامعة القرويين العتيقة.
عرفتها دروب مدينة فاس مناضلة من أجل الاستقلال وهي لا تزال في سن المراهقة حيث كانت تصعد منبر جامعة القرويين لتحميس الناس من أجل التصدي للاحتلال (بقراءة الآيات القرآنية الداعية لمجابهة المستعمر والتصدي لغطرسته)، كما كانت هي من يلقي الشعارات في المظاهرات المطالبة بالاستقلال في شوارع فاس.
كانت من أوائل الفتيات المغربيات اللواتي ولجن المدرسة العصرية، وكانت متأثرة بأفكار المصلح المغربي شيخ الإسلام محمد بلعربي العلوي أحد رموز السلفية الإصلاحية بالمغرب العربي الذي دعا إلى ضرورة تثقيف المرأة المغربية وتحريرها من دعوات الجمود والانحطاط الذي كان يدافع عنها بعض الفقهاء التقليديين المرتبطين بالاستعمار الفرنسي.
وبعد نيلها لشهادة البكالوريا التحقت بالجامعة في الرباط بشعبة الفلسفة حيث تتلمذت على جيل المؤسسين الأوائل لشعبة الفلسفة هناك الدكتور نجيب بلدي (مصر) والدكتور محمد عزيز الحبابي...وكانت من أصغر الخريجات كمدرسة حيث زارت لبنان لأول مرة مطلع الستينيات من القرن الماضي ضمن وفد تربوي مغربي استضافته الجامعة الأمريكية في بيروت (كان ضمنه الأستاذ عبد السلام ياسين مفتش التعليم آنئذ ومؤسس جماعة العدل والإحسان فيما بعد). وقد أصبحت أستاذة للفلسفة فيما بعد، إذ لم يكن بالإمكان تمييزها عن طلبتها داخل الفصل، وقد كان من ضمن طلبتها آنئذ السيد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة الحالي والأستاذ محمد الساسي القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، وكان فصلها بشهادة طلبتها مدرسة في النقاش الفكري الحر واكتساب مهارات التناظر والحجاج. وبعدها رحلت إلى فرنسا لاستكمال دراستها العليا حيث سجلت أطروحتها للدكتوراه مع الفيلسوف الفرنسي فرانسوا شاتلي.
كانت مقرّبة من عدد من أعلام ورموز الثقافة والنضال بالمغرب مثل الراحل محمد باهي، والمجاهد محمد الفقيه البصري، والمقاوم عبد الفتاح سباطة، والمجاهد محمد بنسعيد أيت يدر.
كما كانت من الرموز النسائية البارزة في المؤتمر القومي العربي، تحظى بمكانة وتقدير بارزين من مؤسسي المؤتمر القومي العربي ورموزه، كما كان لها علاقات ممتدة ومتميزة مع عدد من المفكرين والسياسيين في كل أرجاء الوطن العربي.
تعتبر إحدى رائدات العمل النسائي بالمغرب والوطن العربي، حيث كانت من مؤسسي اتحاد العمل النسائي (مطلع الثمانينيات من القرن الماضي) المنظمة النسائية المغربية التي لعبت أدوارا طلائعية في الدفاع عن تحرير المرأة المغربية وتطوير منظومة المؤسسات والقوانين المغربية في هذا المجال، كما كانت عضوه في هيئة تحرير جريدتها الشهيرة "8 مارس".
كما كانت وجها حقوقيا بارزا حيث كانت من مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وتبنت قضايا المرأة والاعتقال السياسي الذي ابتلي به المغرب في سنوات الجمر والرصاص.
كانت عاشقة للغة العربية فلا تتكلم إلا بها، وبسلاسة مثيرة للإعجاب، كما كانت عاشقة للشعر العربي متيمة بما ارتبط فيه بالصوفية والحب العذري الجميل.
لها بنتان من زواجها بالدكتور علي أومليل: بهية المستقرة بالديار الأمريكية وكنزة الأستاذة بجامعة الأخوين (الأنغلوفونية) بمدينة إيفران المغربية.
للفقيدة الرحمة ولعائلتها الصبر والسلوان
يمكن القيام بواجب التعزية على عنوان ابنة الفقيدة الدكتورة كنزة أومليل
هاتف: 002012662056225
البريد الالكتروني: koumlil@gmail.com
التاريخ: 23/11/2013
|