www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
تقرير عن الدورة 23 ((مواقف 2012))

المؤتمر القومي العربي الثالث والعشرون
مناقشات فكرية وانتخابات ديمقراطية
فسحة حوار لرؤى متباينة


 

رحاب مكحل *


 

* مساعدة الأمين العام للشؤون الإدارية والتنظيمية.


بعد 23 عاماً على استضافتها للدورة الأولى عام 1990، عادت تونس لتحتضن الدورة الثالثة والعشرين للمؤتمر القومي العربي في فندق الرويال في الحمامات ما بين 4 – 6 حزيران/جوان 2012، في تظاهرة قومية شارك فيها 200 شخصية ما بين مشارك ومراقب وإعلامي وضيف جاؤوا من 18 قطر عربي ومن بعض دول المهجر، من بريطانيا وألمانيا والنمسا والسويد وفرنسا وسويسرا، فجمعت هذه الدورة كالعادة شخصيات ينتمون إلى التنوع الفكري والسياسي والحزبي والنقابي في الأمة، (من ناصريين وبعثيين وقوميين عرب، وإسلاميين متعددي التنظيمات، بما فيها المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية، ويساريين وليبراليين وطنيين وقوميين)، تلاقوا جميعاً على الالتزام بالمشروع النهضوي الحضاري العربي وعناصره الست: الوحدة العربية، والديمقراطية، والاستقلال الوطني والقومي، والتنمية المستقلة، والعدالة الاجتماعية، والتجدد الحضاري.
وحرمت التطورات في مصر حضور عدد غير قليل من أعضاء المؤتمر لاضطرارهم لمتابعة المستجدات، رغم إعلامهم إدارة المؤتمر بحضورهم كالسادة حمدين صباحي، ود. عبد المنعم أبو الفتوح، وعبد الحكيم عبد الناصر، وأمين عام حزب العمل مجدي حسين.
التحضيرات
هذا المؤتمر انعقد بعد اتصالات وتحضيرات استمرت عدّة أشهر شارك فيها الأمين العام أ. عبد القادر غوقه، والأمينان العامان السابقان د. خير الدين حسيب وأ. معن بشور، والأمين العام المنتخب في الدورة (نائب الأمين العام سابقاً) أ. عبد الملك المخلافي، وعضو الأمانة العامة للمؤتمر أ. أحمد الكحلاوي، ونائب الأمين العام السابق أ. ضياء الفلكي، ومساعدة الأمين العام للشؤون الإدارية والتنظيمية أ. رحاب مكحل، وذلك بعد قرار اتخذته الأمانة العامة للمؤتمر في اجتماعها المنعقد في بيروت بتاريخ 4/2/2012، بعقده في تونس بناء على اقتراح عضو الأمانة العامة أ. أحمد الكحلاوي، لإبراز دور التيار القومي العربي في تونس خصوصاً وفي المغرب عموماً، ولتوجيه تحية إجلال وإكبار إلى شعب تونس الذي أطلق شرارة الثورة العربية الشعبية المعاصرة في وجه الاستبداد والفساد والتبعية.
وانطلاقاً من قناعة "بأنه حيث يستطيع المؤتمر أن يعقد اجتماعاً بشروطه وبما يصون استقلاليته، في كل أرجاء الأرض العربية فهو لن يتأخر عن ذلك، فأرض العرب للعرب وليست لحكامها، وليست ملكاً للنظام الذي ينعقد في ظله.
وإن تعدّد الأقطار التي يعقد فيها المؤتمر اجتماعاته هي تعبير عن قوة المؤتمر واستقلاليته وترجمة لخطه القومي العابر لحدود سايكس – بيكو"، وهذا كلاّم سجّله الأمين العام للمؤتمر أ. عبد القادر غوقه في رسالة إلى بعض الأعضاء الذين اعترضوا على عقد المؤتمر في تونس.
حرصت الأمانة العامة للمؤتمر على أن يتمّ تشكيل لجنة تحضيرية داخل العاصمة التونسية يشترك فيها ممثلون عن حركة النهضة، وكل من يرغب من ممثلي الأحزاب والحركات القومية العربية في تونس برئاسة الكحلاوي الذي حرص بدوره أن يلتقي برفقة الأمين العام ومساعدة الأمين العام للشؤون الإدارية والتنظيمية بعدد كبير من أعضاء المؤتمر وقادة الأحزاب والحركات القومية، بالإضافة إلى رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي، عضو المؤتمر، ومن أمكن الاتصال بهم من الشخصيات التونسية المشاركة في المؤتمر كالوزير الأول الأسبق الأستاذ أحمد بن صالح، والدكتور محمد المسعود الشابي، والدكتور مصطفى الفيلالي.
وللإعلان عن انعقاد الدورة، عُقدت عشية المؤتمر ندوة صحفية بدار الثقافة - "بأبن خلدون" في العاصمة تونس شارك فيها كل من غوقه، والمخلافي، ومكحل، والكحلاوي، فعرضوا لفكرة المؤتمر وأهدافه وبرنامج الدورة، وأجابوا على أسئلة الإعلاميين وغيرهم من الحضور، وكانت توضيحات وشروحات لمن لم يستطيعوا التمييز بين أهداف المؤتمر وآليات عمله وبين الأمور السياسية الداخلية في تونس.
افتتاح المؤتمر وجلساته
في صبيحة الرابع من حزيران/جوان 2012، افتتحت دورة المؤتمر في وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية (قاعة المستشارين سابقاً)، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والنقابية التونسية منهم مستشار رئيس الحكومة أ. لطفي زيتون، ووزير حقوق الإنسان أ. سمير ديلو، ورئيس المكتب السياسي لحركة النهضة أ. عامر العريض، ورئيس حركة الشعب الناصرية أ. خالد كريشي، بالإضافة للأعضاء والضيوف والمراقبين والإعلاميين.
في هذه الجلسة التي ترأسها الأمين العام السابق د. خير الدين حسيب مستعرضاً مسيرة المؤتمر واستراتيجيته وأهدافه، منتقلاً إلى التطورات الحالية، محدّداً أربعة معايير لنجاح أي انتفاضة عربية وهي: كسر حاجز الخوف، والوحدة الشعبية، والانتفاضة السلمية، إضافة إلى حيادية موقف الجيش.
كان لافتاً استضافة النائب البريطاني جورج غالاواي الذي وقف منذ السبعينات إلى جانب القضية الفلسطينية ولم يتأخر عن المشاركة في تحركات رفض الاحتلال للعراق والتحرك قبل ذلك لفك الحصار عنه، وقد لاقى التصفيق الحاد والمطول لكلمته التي شرح فيها معاناته مع الديكتاتوريين خلال الحملات المتكررة التي قادها إلى غزّة متوقفاً عند إعادته إلى لندن فور وصوله إلى تونس مشاركاً في حملة "تحيا فلسطين" أواخر عام 2009، وها هو اليوم مرة أخرى في تونس البلد الحرّ ومع أصدقاء تجمعه معهم قضية فلسطين ومقاومة الاستبداد والقمع.
عند انتهاء كلمته وقبل الكلمة التالية دوى في القاعة هتافات ورفعت شعارات من مجموعة من التونسيين في مظهر ديمقراطي يؤكّد على إمكانية إبداء الرأي والتعبير في أي مكان وفي أي احتفال، وكانت شعاراتهم تدعو إلى تحرير فلسطين وتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني.
بعد ذلك تحدّث الشيخ راشد الغنوشي الذي أشار بأن تحرير فلسطين هو مطلب يجمع عليه التونسيون، وأن الثورة التي قامت لم تزدّ تونس إلاّ تمسكاً بعروبتها ووقوفها إلى جانب الحق العربي في فلسطين، وشرح لأهمية العلاقة بين العروبة والإسلام وإنه لا تصادم بين العقيدتين بل أنهما يكملان بعضهما البعض.
ولأن التياران يكملان بعضهما البعض فكان لا بدّ من حضور المنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي أ. منير شفيق الذي أشار إلى خلافات ظهرت خلال بضعة الأشهر الماضية داخل صفوف القوميين، كما داخل صفوف الإسلاميين، وبعضها أخذ يمتد ليصبح خلافاً بين قوميين وإسلاميين... وتحدّث عن خيارين الأول أن نذهب سوقاً وبإرادتنا في طريق صراع قومي – إسلامي وفي هذا بلا جدال تحقيق لمخططات الأعداء وفيه كثير من النكسات والكوارث لجبهتنا، والطريق الثاني أن لا نسمح بتفاقم الخلافيات حتى لو بدت وجيهة فنحضرها ونحاصرها في أضيق الحدود، ونبقي للود مكاناً فسيحاً ونعمل بصبر وأناة على إعادة اللحمة إلى جبهتنا العريضة القومية – الإسلامية.
أما الأمين العام للمؤتمر أ. عبد القادر غوقه رأى أن أعضاء المؤتمر يجب أن يكونوا قد تمرّسوا بالحوار ومعالجة الاختلاف بالحجة والمنطق وأدركوا أيضاً أن ما يوحّدنا من مبادئ وأهداف يفوق بكثير ما يفرّقنا من مواقف ورؤى آنية.
وأشار إلى أن الأحداث التي ما تزال تتلاحق في حياتنا العربية... يرى المؤتمر فيها إيجابيات تفوق السلبيات محذّراً من قوى مضادة تسعى إلى إجهاض هذا الحراك أو حرفه عن مبتغاه أو دفعه باتجاه صراعات أهلية دموية أو باتجاه تدخلات أجنبية، عسكرية وغير عسكرية، لم تأت يوماً إلاّ بالويلات على شعوب الأمة.
وختم رئيس اللجنة التحضيرية في تونس عضو الأمانة العامة للمؤتمر أ. أحمد الكحلاوي الكلمات قائلاً أن الشعب التونسي الذي رفع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، رفع إلى جانبه شعار "الشعب يريد تحرير فلسطين" وأن الأمة العربية لن تنتصر على أعدائها إذا لم يتحد جناحاها المتمثل بالعروبة والإسلام.
وتخلل الاحتفال احتفاءً خاصاً بأعضاء المؤتمر إذ قدمت فرقة من الفتيات والفتيان مجموعة من الأناشيد القومية والأغاني الوطنية الثورية الوحدوية، ليجتمع بعد ذلك المشاركون والضيوف في حفل استقبال على شرفهم في قاعات الضيافة في وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، الذي كان اختيارها مقراً للافتتاح محل دلالات عدّة تؤكد على عمق العلاقة بين الحركة القومية العربية وبين حقوق الإنسان والعدالة والحرية.
كما اهتم وزير الثقافة أ. مهدي المبروك بالتواصل مع أعضاء المؤتمر والتعرف على المشاركين فزارهم في الفندق، وكلّف إحدى الفرق الموسيقية والغنائية التونسية بإحياء سهرة فنية للأعضاء والضيوف.
الجلسات والمناقشات
ينص النظام الداخلي للمؤتمر القومي العربي أن "يناقش المؤتمر السنوي تقريراً عن حال الأمة خلال العام المنصرم، وقضية عربية حيوية أو أكثر، ومشروع بيانه الختامي".
ولهذا فقد انعقدت الجلسة الأولى لمناقشة الأوضاع العربية العامة على خلفية عرض لتقرير حال الأمة الذي يعدّه سنوياً مركز دراسات الوحدة العربية وكان هذا العام بعنوان "حال الأمة العربية 2011 – 2012، معضلات التغيير وآفاقه".
وقدّم عضو الأمانة العامة د. محمد السعيد إدريس عرضاً ملخصاً للتقرير الذي رصد لتطورات النظام الدولي وموقفه من الثورات العربية، وللنظام العربي ومأزق التغيير وللثورات والاحتجاجات العربية وإشكاليات الانتقال الديمقراطي وللثورات العربية وفلسطين، وبعض القضايا القطرية في سوريا والعراق ولبنان والسودان وأخيراً للانعكاسات الاقتصادية للاحتجاجات الشعبية العربية الأخيرة.
وسجل المتداخلون بعض الملاحظات الشفهية على التقرير، على أن يرسلوها مكتوبة إلى مركز دراسات الوحدة العربية بعد الاطلاع عليه بشكل معمّق لأنهم لم يتمكنوا من قراءته قبل انعقاد الدورة، وتمّ استلامه صبيحة يوم المؤتمر.
لكنّ أكثر ما شغلهم وعبّروا عنه في كلماتهم تمحور حول الوضع في سوريا وما يشهده هذا البلد من عنف غير مبرر، وما يتهدده من ويلات، كما شغلتهم العلاقة بين التيارين القومي والإسلامي.
وركّزوا على قضايا أخرى منها تهميش القضية الفلسطينية، وضرورة العمل الجاد مع حركات التضامن العالمية من أجلها، والسعي لوحدة فلسطينية تصون المقاومة لتحرير الأرض.
وتوقف المؤتمرون عند خطورة التدخل الخارجي في بلادنا والمحاولات الحثيثة لتحويل الصراع عن وجهته الحقيقية مع العدو الصهيوني وداعميه على كل المستويات ليصبح صراعاً داخلياً على أساس طائفي أو عرقي.
ولم يوفروا في ملاحظاتهم دراسة بعض العمليات الانتخابية في بلادنا، وعدم صدقية قسم منها.
ولكي يعود الهمّ الفكري إلى الواجهة وكي لا يتركز الاهتمام بالنواحي السياسية الآنية، فقد قررت الأمانة العامة أن يكون موضوع جلسات دورة المؤتمر مناقشة ما طرأ من تطورات إيجابية وسلبية على عناصر المشروع النهضوي العربي، وكلّفت أعضاء من الأمانة العامة لإعداد أوراق تمهيدية، فكتب د. يوسف مكي عن "الوحدة العربية"، وأ. عبد الملك المخلافي عن "الديمقراطية"، وأ. محمد حسب الرسول عن "الاستقلال الوطني والقومي"، ود. زياد حافظ عن "التجدد الحضاري"، وأ. عبد الإله المنصوري عن "التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية".
أما القضية الخاصة لهذا العام فكانت حول "سبل استنهاض التيار القومي العربي" كتبها الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي أ. معن بشور.
وكلّفت الأمانة العامة عدد من المشاركين بترؤس جلسات المؤتمر فتناوب على ذلك أ. محمد حسب الرسول (السودان)، أ. ماهر مخلوف (مصر)، أ. محمد عبد المجيد منجونه (سوريا)، الأب د. أنطوان ضو (لبنان)، أ. ليث الشبيلات (الأردن)، أ. صباح المختار (العراق/بريطانيا)، أ. خالد السفياني (المغرب).
واختار المؤتمرون كل من د. مصطفى نويصر (الجزائر)، ود. عبده غالب العديني (اليمن) كمقررين للمؤتمر.
ورغم حرارة النقاش فقد أثبت المشاركون في جلسات المناقشة العامة، وجلسات مناقشة عناصر المشروع النهضوي العربي وسبل استنهاض التيار القومي العربي أن المؤتمر هو فسحة حقيقية للتحاور والتشاور وإطار متميز للتنوع، كما تميّزت المناقشات بمستوى فكري راقٍ سمح للكثيرين باعتبار هذه الدورة من بين أكثر دورات المؤتمر نجاحاً على الصعد الفكرية والسياسية والتنظيمية.
إلاّ أن الهدوء الذي ساد دورة المؤتمر، وكأنه أزعج البعض، وأراد أن يعكّره، فبدأت تُبثّ على شريط أحدى القنوات الفضائية، وفي المواقع الإلكترونية أن هناك اشتباكات بالأيدي قد حصلت داخل أروقة المؤتمر، وأن هناك جرحى نتيجة لذلك.
جلسة مناقشة البيان الختامي التي ترأسها الأمين العام السابق للمؤتمر أ. خالد السفياني تميّزت بقدّر عالٍ من الحيوية في النقاش، لكن الثوابت كانت الموجه الأساسي لها، وأهمها رفض الفساد والاستبداد والتبعية وحق الشعوب بالكامل في الحرية والكرامة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة، والحفاظ على الوحدة الوطنية ورفض التدخل الخارجي، ومواجهة الاستعمار، وتحرير الأرض والإرادة، وأن فلسطين هي البوصلة والهدف، كما كان إجماع على رفض مبدئي للعقوبات الاقتصادية وقطع العلاقات الدبلوماسية وتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، لأنها تصيب الشعب السوري، كما أصابت أقطار عربية أخرى، وكان أيضاً للمؤتمر موقف مناهض لها.
ولقد كانت لاقتراحات الأمين العام السابق للمؤتمر د. خير الدين حسيب الفضل الكبير في صياغة الأجزاء التي برز حولها بعض التباينات في المواقف وبالأخص حول الوضع في سوريا.
وبيان إلى الأمة الذي صدر عن هذه الدورة والمنشور على موقع المؤتمر (
www.arabnc.org) دعا القوى الثورية للحرص على وحدتها الوطنية والمضي نحو تحقيق الأهداف التي قامت الثورة من أجلها، والعمل بشتى السبل على عزل ومحاصرة قوى الثورة المضادة والوعي بالمخاطر الخارجية والأدوار التي تقوم بها القوى المعادية لثورتنا ومشروعنا النهضوي العربي، وعلى الأخص الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية والرجعية العربية.
المناقشات الصريحة والواضحة التي كانت في جلسات المؤتمر سادت أيضاً اللقاء الذي جمع أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر برئيس الجمهورية المؤقت في تونس أ. المنصف المرزوقي، فكان الحوار صريحاً وشفافاً وشمل كل القضايا الساخنة.
كما كان أيضاً مناسبة لاستعادة أجواء بدايات المؤتمر القومي العربي في تونس عام 1990، وكان الرئيس المرزوقي أحد أعضائه.
وكالعادة لم تخلو جلسات المؤتمر من جلسة خاصة تناولت سبل تفعيل دور المؤتمر، ومهّد للنقاش تقرير أعدّته مساعدة الأمين العام للشؤون التنظيمية والإدارية أ. رحاب مكحل، فقدّم المؤتمرون عدّة اقتراحات، ستكون محل اهتمام من الأمانة العامة التي انتخبت في هذه الدورة مع الأمين العام الجديد أ. عبد الملك المخلافي، وهو الشخصية اليمنية الذي واكب مسيرة المؤتمر منذ تأسيسه إذ حضر الدورة الأولى التي عُقدت عام 1990، وليكون الأمين العام السابع خلال 13 عاماً، بعد أن تولى هذه المهمة كل من: د. خير الدين حسيب (العراق)، المرحوم أ. عبد الحميد مهري (الجزائر)، المرحوم أ. ضياء الدين داوود (مصر)، أ. معن بشور (لبنان)، أ. خالد السفياني (المغرب)، أ. عبد القادر غوقه (ليبيا).
ولأن المؤتمر يحرص على استقلاليته، ويعتمد في تمويله على اشتراكات وتبرعات أعضائه وعلى تبرعات من أصدقائه، فقد تحولت جلسة مناقشة الوضع المالي، إلى جلسة لجمع التبرعات بعد أن اطلع المشاركون على التقرير المالي للمؤتمر لعام 2011، والذي يظهر أن العجز المتراكم من سنوات متتالية قد بلغ حوالي خمسة وتسعون ألف دولار أمريكي، مع تعهّد منهم بالسعي لتأمين إيرادات مناسبة تسمح للمؤتمر بأن يقوم بالمهمات المتوجبة عليه في هذه الظروف الدقيقة.
ربما لم يتمكن المؤتمر من القيام بواجباته الملقاة على عاتقه في ظروف الأمة الصعبة، وفي خضم التحولات والحروب التي تعيشها المنطقة، لكن من يتابع مواقفه ومن يواكب نشاط أعضائه يتأكد من أنه حاول دائماً أن يكون أميناً على ثوابته، متمسكاً بمبادئه، محاولاً دائماً العمل من أجل قضايا أمته، وأن يشكّل فسحة حوار لآراء متعددة، ورؤى متباينة حول مختلف قضايا الأمة والتحديات التي تواجهها.

25/6/2012