المؤتمر القومي العربي
ARAB NATIONAL CONFERENCE
وفاة د. محمد المسعود الشابي
أحد مؤسسي المؤتمر القومي العربي
نعت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي أحد أبرز مؤسسي المؤتمر، المفكر والمناضل العربي التونسي الدكتور محمد المسعود الشابي الذي لعب دوراً هاماً في مجال العمل القومي العربي على الصعيدين الفكري والمؤسساتي.
فعلى الصعيد الفكري شدّد د. محمد المسعود الشابي في مؤلفاته على أهمية تعميق البعد الاجتماعي في الحركة القومية العربية وانحيازها الواضح للطبقات الكادحة، كما ركّز كذلك ، وبشكل مبكر على عمق العلاقة بين الإسلام والعروبة باعتبارهما مصدرا قوة للأمة وعنصرا تشكيل هويتها، ناهيك عن تركيزه على أهمية بناء التنظيم القومي الموّحد في تحقيق الوحدة العربية وصياغة رؤية استراتيجية للثورة العربية.
أما على الصعيد النضالي والمؤسساتي فقد أرتبط الشابي منذ شبابه بحزب البعث العربي الاشتراكي وأنتخب عضواً في قيادته القومية، في المؤتمر القومي التاسع للحزب الذي أنعقد في بيروت عام 1968 حيث كان مسجوناً في سجون النظام التونسي آنذاك.
ولقد ساهم د. محمد المسعود الشابي في تأسيس المؤتمر القومي العربي منذ دورته الأولى في تونس عام 1990، وأنتخب عضواً في أول أمانة عامة عام 1991 حيث بقي فيها حتى العام 2006 بعد انتخابه في كل دورات المؤتمر.
كان الشابي أيضاً من مؤسسي المؤتمر القومي الإسلامي تجسيداً لدعوته المبكرّة إلى تلاقي تاريخي بين القوميين والإسلاميين، وجرى انتخابه عضواً في لجنة المتابعة للمؤتمر لعدة دورات بدءا من الدورة الأولى عام 1994 حتى عام 2009.
شارك الشابي أيضاً في تأسيس مؤسسة القدس الدولية في مطلع 2001 وانتخب أمين سر هيئة رئاسة مجلس أمنائها لعدة سنوات حتى العام 2006.
شارك الشابي في كل مؤتمرات وملتقيات التضامن مع العراق في مواجهة الحصار والعدوان والاحتلال منذ أوائل التسعينات حتى احتلال العراق عام 2003.
وفي الملتقيات العربية الدولية لنصرة القضية الفلسطينية التي دعا اليها المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في اسطنبول، ودمشق، والقنيطرة، وبيروت، والجزائر.
الراحل الدكتور الشابي من مواليد تبوز (تونس) في 30/7/1934 متزوج وله ولد واحد وهو المحامي حازم الشابي، وهو أبن العائلة التي تحّدر منها الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي.
حصل على اجازة في الأدب قسم الوثائق والمكتبات عام 1963 ليحصل على اجازة في القانون الدولي ثم على دكتوراه دولة في القانون السياسي من جامعة نانيتر بدرجة شرف.
تنقل بين القاهرة ودمشق وبيروت وبغداد وباريس منذ أوائل الستينات، ليعود إلى تونس عام 1967 فيتم سجنه حوالي 5 سنوات، ليعود إلى منفاه في باريس عام 1974 بعد أن أمضى عامين في بغداد، ثم عاد إلى تونس عام 1988 ومنها إلى بيروت مرة أخرى عام 1999 ويستقر فيها حتى عام 2006.
ساهم في تأسيس مجلة دراسات عربية الصادرة عام 1964 عن دار الطليعة في بيروت، كما نشر دراسات عدة في صحيفة البعث السورية (1964-1966) وفي صحيفة الأحرار اللبنانية (1966-1967)، ونشر العديد من المقالات والمقابلات في صحف عربية وأجنبية.
صدرت له كتب عدة:
منها "مشكلات الثورة" (دمشق 1964 ) - حول "استراتيجية للثورة العربية" (دار الطليعة 1965 )، "لا تراجع بل خطوة إلى الأمام" (المؤسسة العربية للدراسات والنشر1972 )، "حول الثقافة والتعليم في تونس" (باريس 1974 )، 26 جانفي: "دروس وعبر"، "إسلام وعروبة"، "رؤية استراتيجية" (عام 1988).
وأشرف الشابي على تأسيس الجمعية الثقافية العربية (العروة الوثقى) عام 1980، وهو العام الذي تفرغ فيه بشكل كامل للعمل الفكري والنشاط الثقافي مبتعداً عن العمل السياسي المباشر.
كان يتقن بالإضافة إلى لغته العربية، اللغة الفرنسية، كما كان يتحدث الانكليزية والألمانية، واللاتينية.
التاريخ:3/12/2012
|