بيان صادر عن الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي
لم يعد أمام المتخاذلين عن نصرة العراق، أي تبرير لتقاعسهم. فقد تأكد زيف الدعاوى الأمريكية، أن احتلال ما بين النهرين قد هدف إلى نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، بعد أن تكشف من قبل فشل أكذوبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وعلاقته بتنظيم القاعدة، لقد أضحى الذين ادعوا الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، في موضع اتهام صريح بعد نشر موقع ويكيليكس، وثائق تؤكد ضلوع الاحتلال الأمريكي ونوري المالكي والحكومة الإيرانية، بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.
إن أهمية هذه الوثائق لا تكمن فيما احتوته من معلومات، عن جرائم المحتل والمتضامنين معه، وآخرها أحكام الإعدام التي صدرت بحق نائب رئيس مجلس الوزراء السيد طارق عزيز، وثلة من رفاقه. فما يعرفه العراقيون، أكبر بكثير مما ورد في تلك الوثائق. لقد صودر العراق، كيانا وهوية، وتم فرض القسمة الطائفية والإثنية عليه، بما يسهم في تمزيق وحدته.
ما يهم في هذه الوثائق، هو كونها صادرة عن جهات معنية مباشرة بما يجري بالعراق، من انتهاكات صارخة للقانون الدولي. وهي تأكيد بتشجيع الإدارة الأمريكية لجرائم الحرب، بما يناقض نفي إدارة الرئيس جورج بوش المتكرر للتقارير التي تصدرها المقاومة العراقية، عن ممارسة الجيش الأمريكي، والميليشيات الطائفية، للتعذيب، وارتكابها لجرائم الحرب. إن نشر هذه التقارير يفتح أفاقا جدية، أمام أي توجه لمحاكمة دولية لمجرمي الحرب في العراق، أسوة بما فرضته الإدارة الأمريكية، ودول الإتحاد الأوروبي، بما جرى في يوغوسلافيا السابقة، والسودان وعدد آخر من الدول.
إن الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، في الوقت الذي تعبر فيه عن غضبها واستنكارها، لجريمة احتلال العراق، وللانتهاكات التي يتعرض لها العراقيون، لتهيب بكل الهيئات الحقوقية العربية والدولية، وكل الشرفاء العمل على تشكيل لجان مستقلة للتحقيق في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان، التي ارتكبت في العراق، ورفض ما تمخض عن الاحتلال جملة وتفصيلا، على كل
الأصعدة، وملاحقة مجرمي الحرب، وجلبهم للعدالة، ومحاكمتهم على ما اقترفوه من جرائم. كما نطالب بالإيقاف الفوري لتنفيذ الأحكام الجائرة بحق الوطنيين العراقيين، وفي مقدمتها أحكام الإعدام بحق قادة العراق.
ونطالب الدول العربية برفض الاعتراف بحكومة جاء بها الاحتلال وعدم التعامل معها ونقل مقر القمة العربية القادمة من بغداد حتى جلاء آخر جندي من جنود الاحتلال عن أرض العراق.
تحرير العراق، ليس مهمة وطنية فحسب، بل هو مهمة قومية وإنسانية تستدعي تصعيد النضال والكفاح من أجل إنجازه، من قبل كل الشرفاء العرب، وتبدأ برفض العملية السياسية التي تتم في ظل الاحتلال العسكري. والاعتراف بالمقاومة القومية الوطنية ممثلاً شرعياً لشعب العراق.
وليعود هذا البلد العزيز حراً عربياً مستقلا.
التاريخ: 2/11/2010