بيان
حول خطر الحفريات الصهيونية تحت الأقصى
لقد تواترت الأنباء المروّعة، معززة بالصور، حول ما يجري تحت المسجد الأقصى من حفريات تهدده بالانهيار، الأمر الذي يُلقي مسؤولية خاصة على قادة العرب والمسلمين ولجنة القدس والرئيس محمود عباس والأمانة العامة للجامعة العربية والأمانة العامة للمؤتمر الإسلامي، فهم ومنذ سنين يعلمون جيداً بما يجري من حفريات تحت المسجد الأقصى، وبما يبيت له من تقسيم سياسي تناولته مفاوضات كامب ديفيد(2)، والمفاوضات الثنائية المنبثقة عن مؤتمر أنابوليس، كما يشهدون ما يُنشر من صور تتهدده بالانهيار وما يجري حوله من تهويد، ومع ذلك لم يتخذوا خطوة واحدة عملية لوضع حد لهذا التمادي الصهيوني وما يلقاه من دعم دولي وسكوت مخزٍ من أمانة هيئة الأمم المتحدة.
إن مؤتمراتنا الثلاثة المؤتمر القومي العربي والمؤتمر العام للأحزاب العربية والمؤتمر القومي- الإسلامي وهي تُسجل بالشجب استمرار إغلاق المعابر بما فيها معبر رفح ضد أهلنا في قطاع غزة، وما يُمارس من مماطلة ويوضع من شروط لبدء إرسال المساعدات، وعمليات البناء والأعمار تُسجل الشجب الشديد كذلك لما يجري من تقاعس فلسطيني وعربي وإسلامي رسمي في عدم اتخاذ إجراءات عملية ضد الكيان الصهيوني وداعميه جراء كل هذه الغطرسة المتمادية.
وتطالبهم جميعاً بالعمل على وقف الحفريات تحت المسجد الأقصى، ودعم الشعب الفلسطيني والمقاومة لدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات في الضفة الغربية.
إن مؤتمراتنا الثلاثة تطالب بعقد قمة عربية عاجلة وأخرى إسلامية لاتخاذ القرارات الجماعية الحازمة والخطوات العملية المؤثرة من أجل فتح المعابر كافة وبلا قيد أو شرط وفك للحصار عن قطاع غزة وتعزيزاً لصموده وانتصار مقاومته على العدوان الإجرامي، وتضميداً لجراحه وإعادة بنائه وتأمين تدفق كل أشكال المساعدة إليه. فاستمرار الحصار ولا سيما استمرار إغلاق معبر رفح مرفوضان بكل المعايير والوطنية والقومية و الإسلامية والإنسانية فضلاً عن تعارضهما مع القوانين الدولية وحقوق الإنسان والرأي العام العالمي.
كما تطلب مؤتمراتنا الثلاثة من القادة التصالح والتوافق والتضامن واتخاذ الخطوات العملية لوقف الحفريات تحت المسجد الأقصى وردمها والإسراع بتسنيده ومعالجة ما أصاب جدرانه وأعمدته من تصدعات. ولا يكون ذلك إلا بقطع كل أشكال العلاقات مع العدو الصهيوني والتخلي عن السياسات التي سمحت بمواصلة الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس وبناء الجدار وحصار قطاع غزة والعدوان الوحشي عليه واستمرار الاعتقالات والاغتيالات والحواجز في الضفة الغربية فمؤتمراتنا الثلاثة تطالب قادة العرب والمسلمين بمراجعة شجاعة وحقيقية لكل السياسات التي راحت تكافئ الذين يدعمونه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية بأن يواصلوا دعمه، بينما يتمتعون بأفضل العلاقات والامتيازات السياسية والاقتصادية في أغلب دولنا العربية والإسلامية.
ولهذا لا يجوز أن يستمر هذا الوضع وقد عبرت عن ذلك الملايين في التظاهرات التي عمت أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي معلنة وبشدة هذه المطالب، كما تتوجه المؤتمرات الثلاثة إلى أعضائها أحزاباً وشخصيات وإلى الهيئة الشعبية العربية للتعبئة العامة بكل مكوناتها من اتحادات ونقابات وهيئات ومنظمات بالعمل لرفع الحصار عن قطاع غزة والوقوف إلى جانب أهلنا في بيت المقدس المنافحين بأرواحهم عن القدس والمسجد الأقصى بكل السبل والفعاليات الممكنة والضغط على الحكومات في أقطارهم لكي تقوم بواجبها ومسؤولياتها تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين وتجاه مواطني غزة الصامدين الأباة.
"ولينصرن الله من ينصره إنّ الله لقوي عزيز"
خالد السفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي
منير شفيق المنسق العام للمؤتمر القومي-الإسلامي
عبد العزيز السيد الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية
التاريخ: 18/2/2009