بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر القومي العربي المؤتمر القومي ـ الإسلامي المؤتمر العام للأحزاب العربية
بيان من المؤتمرات الثلاثة
تعلن مؤتمراتنا الثلاثة استنكارها الشديد للموقف الهزيل الصادر عن وزراء الخارجية العرب في مواجهة العدوان الإجرامي الذي يتعرّض له قطاع غزة. وقد تعدّى الشهداء الأربعمائة والجرحى الألفين. وما زال القصف الذي يستهدف المدنيين والبنى التحتية متصاعداً. وكذلك الإعداد للهجوم البرّي.
إن هذا التردّد والتسويف والتأجيل في عقد قمة عربية طارئة وإرجائها إلى ما بعد التوجّه إلى مجلس الأمن، هو هروب من المسئولية العربية، ويعلم الوزراء أنفسهم أن مجلس الأمن المكان المناسب للعدو الصهيوني حيث تستطيع أميركا الشريكة في العدوان تعطيل أي قرار ضد العدو الصهيوني، وإذا وافقت على قرار فلا بدّ من أن يتضمن مكاسب للعدوان، وتغطية له، وإعفاءه مما ارتكب من جرائم حرب وإبادة.
ولا حجّة لمن يقول أن اللجوء إلى مجلس الأمن يحرج أميركا فأميركا أعلنت تكراراً ومنذ اليوم الأول وحتى اليوم دعمها للعدوان وأهدافه وإدانتها لحركة حماس وحركات المقاومة والشعب الفلسطيني، والسؤال لماذا لم يلجأ وزراء الخارجية العرب إلى الدعوة إلى اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة، والدعوة لقمّة إسلامية، وقمّة أفريقية، وأخرى لدول عدم الانحياز، إلى جانب اتخاذ إجراءات عملية في الرد على العدوان وما ارتكب من جرائم، أقلها قطع العلاقات، ووقف التطبيع معه، وسحب المبادرة العربية.
وكان يفترض في وزراء الخارجية العرب أن يأخذوا موقفاً حازماً لا شبهة فيه في دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وفي دعم الصمود والمقاومة في قطاع غزة، والتشديد على فتح كل المعابر بلا قيد أو شرط، وأولها معبر رفح، والكف عن التصريحات التي تبرر إغلاقه أو رهن ذلك بموافقة العدو الصهيوني.
إن مؤتمراتنا الثلاثة ترى أن فتح معبر رفح للناس وللبضائع لا يُسهم بأي شكل من الأشكال في تكريس الانقسام الفلسطيني، بل أن الحصار وإغلاق معبر رفح، كما دلّت تجربة السنة الماضية كانا من أسباب تعميق الانقسام والتأزيم ولهذا إذا كانت حجة مصر بإغلاق المعبر باعتبار إدارته من حق السلطة في رام الله فإن على السلطة الفلسطينية أن تعلن أنّ من يشرفون عليه من جانب قطاع غزة ينوبون عنها. الأمر الذي سيكون إسهاماً في وحدة الموقف الفلسطيني ميدانياً ويحول دون نقل الانقسام إلى المعبر لما يتضمنه ذلك من إسهام في حصار الموت لمليون ونصف مليون فلسطيني. ومن هنا فإن أيّة حجّة يمكن أن تساق لتسويغ إغلاق المعبر من قبل السلطة أو مصر مرفوضة تحت كل الظروف. فحصار الموت يجب أن يُستبعد من الخلافات الداخلية وذلك لأسباب إنسانية إن لم يكن وطنية وأخلاقية.
وأن مؤتمراتنا الثلاثة ترفض توجهّات وزراء الخارجية بالدعوة إلى فتح ملف الانقسام في ظروف تستوجب تحقيق وحدة وطنية فورية، بلا حوار، ضد العدوان. ولهذا فإن مؤتمراتنا تشجب أن يُستخدم الانقسام الفلسطيني ذريعة لعدم تحمّل المسؤولية العربية لمواجهة العدوان. علماً بأن فصائل المقاومة جميعاً بما فيها فتح وحماس متحدّة في قطاع غزة كما في الضفة الغربية ومخيمات اللجوء في مواجهة العدوان.
وختاماً فإن مؤتمراتنا الثلاثة ؛ المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي - الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، تطالب وزراء الخارجية العرب بتصحيح موقفهم والانحياز لموقف الجماهير العربية والإسلامية في كل مكان، بل وللموقف الإنساني في كل أنحاء العالم واتخاذ قرارات فاعلة وعملية للضغط على العدو الصهيوني.
كما نحذر من الموافقة على أي قرارات أو مبادرات عربية أو دولية تنال من حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وتحقق أي إنجاز سياسي للعدو الصهيوني.
إن مؤتمراتنا، قبل ذلك وبعده، تؤكد على أن صمود المقاومة في غزة واستعدادها البري، واستمرار التفاف المواطنين والشعب الفلسطيني معها وتصاعد التظاهرات والاعتصامات الشعبية العربية والإسلامية والعالمية إلى جانب انفضاح العدوان وعزلته سوف يحقق النصر بمشيئة الله، قريباً.
التاريخ: 2/1/2009
الأمين العام للمؤتمر القومي العربي خالد السفياني
الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية عبد العزيز السيد
المنسّق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي منير شفيق