بـيـان
إلـى الرؤسـاء العـرب المجتمعيـن فـي طرابلـس
بمناسبة لقاء عدد من الرؤساء العرب في العاصمة الليبية طرابلس للبحث في "مشروع الاتحاد من أجل المتوسط" الذي دعت إليه فرنسا بموافقة الاتحاد الأوروبي، فإن المؤتمرات الثلاثة المؤتمر القومي العربي والمؤتمر العام للأحزاب العربية والمؤتمر القومي ـ الإسلامي تعرب عن القلق الشديد من تحويل مشروع التعاون العربي ـ الأوروبي (الاتحاد المتوسطي) إلى قاطرة تعبر من خلالها دولة الكيان الصهيوني إلى الجسم العربي، والأنكى أن ذلك يحدث في الوقت الذي يمعن فيه هذا الكيان في الاستيطان وحصار قطاع غزة ولا يتورع عن مواصلة ارتكاب المجازر اليومية والاغتيالات والاعتقالات والاقتحامات بحق الفلسطينيين في الضفة والقطاع والقدس. فضلاً عن استمرار التهجير ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وإقامة المزيد من الحواجز التي ناف عددها عن ستمائة وخمسين حاجزاً.
وفي الوقت الذي تعلن فيه "يهودية الدولة" بما يتهدد وجود مليون ونصف مليون فلسطيني ظلوا في وطنهم في مناطق الـ 48، كما يتهدد كل الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني التاريخية منها والراهنة.
بل وفي وقت يعلن فيه هذا الكيان أن القدس الكبرى عاصمة للدولة العبرية إلى جانب رفض حق العودة تكريساً لما اغتصب من أراضي الفلسطينيين وأملاكهم في حرب 1948/ 1949.
في هذا الوقت، تجري محاولة إخضاع الدول العربية للتطبيع وانتزاع التنازلات منها من خلال استغلال الرغبة العربية في التعاون الأوروبي ـ العربي وتعزيزه وهذا ما ترفضه شعوبنا العربية وتحذر من إقامة " الإتحاد المتوسطي" بإشراك الدولة العبرية فيه، وتعتبر أن الإصرار على هذه المشاركة نسف لأسس التعاون الأوروبي ـ العربي.
ولهذا فإن مؤتمراتنا الثلاثة مع حرصها الشديد على إقامة أوثق عرى التعاون العربي ـ الأوروبي المتوسطي وتطويره في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ترفض رفضاً حاسماً استغلال هذا الحرص لمصلحة الدولة التي ترتكب كل صنوف العدوان والإرهاب. الأمر الذي يقف حاجزاً أمام تعزيز أواصر التعاون ـ العربي ـ الأوروبي.
وختاماً نحن لا نفهم ولا نستطيع أن نتفهم، لماذا تتطوع القيادات الأوروبية لفرض الدولة العبرية على هذا التعاون بدلاً من مناصرة حقوق الشعب الفلسطيني ومن شجب تنكر الدولة العبرية لكل القرارات القوانين والأعراف الدولية والإنسانية وهو ما يشجعها على الإمعان في العدوان والإرهاب من دون رادع بل مع تقديم مكافأة مجانية لها.
من هنا فإن مؤتمراتنا الثلاثة تهيب بالقادة العرب أن يرفضوا المشاركة في هذا الاتحاد بمشاركة دولة الكيان الصهيوني فيه.
التاريخ:11/6/2008
خالـد السـفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي
منيـر شـفيق المنسق العام للمؤتمر القومي-الإسلامي
عبد العزيز السـيد الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية