بيـــــان
إدانـة المشـاركـة في مؤتـمـر انـابـوليـس
بعد مراجعة دقيقة لكل ما يتعلق بمؤتمر أنابوليس فإن المؤتمرات العربية: المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي- الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية تؤكد على ما يأتي:
1 - لا علاقة لهذا المؤتمر بما يدعيه من هدف تحقيق ما يسمى بحل الدولتين, لأن الإدارة الأميركية تضع الآن الإعداد لحرب عدوانية ضد إيران على رأس أجندتها، الأمر الذي يتطلب منها أن تُخضع كل سياساتها وتحركاتها لخدمة هذا الغرض. وهو ما ينطبق بالضرورة على مؤتمر أنابوليس.
2 - إن الإصرار على عقد مؤتمر أنابوليس في 27 تشرين الثاني/نوفمبر2007 يشير إلى أن المؤتمر يراد له أن يعقد بأسرع ما يمكن، وكيفما اتفق ليكون غطاء لخدمة شن الحرب، ويدل على ذلك عدم التحضير الجيد والمتأني الذي يوصل إلى نتائج ملموسة تُضمن قبل انعقاده. مما يجعل عقد المؤتمر هدفاً في حدّ ذاته.
3 - إن تحديد مدة المؤتمر بيوم واحد فقط يدل على أن المقصود منه التقاط الصور، وليس البحث الجاد في طرح القضايا بجدية،إذ لا يكفي يوم واحد لكلمات رؤساء الوفود(وهم قرابة الأربعين) لو شاؤوا الكلام ،كأن المطلوب من أغلب المشاركين أن يكونوا شهود زور في تظاهرة تدعم اولمرت وبوش المتداعيين والمحتاجين إلى مؤتمر يخرجهما، نسبياً من عزلتهما ومآزقهما الداخلية على حساب فلسطين وقضيتها.
4 - إن الموقف العربي، وموقف المفاوض الفلسطيني اللذين طالبا بأن يكون خروج المؤتمر بـ " نتائج ملموسة شرطاً لحضوره، بالرغم من ضرورة معارضته، لم يلقيا تجاوباً. بل انصبت الضغوط الأميركية والصهيونية على الجانب الفلسطيني لانتزاع تنازلات تدنت إلى حد صدور " بيان مشترك " عام وغامض (تضليلي) وربما استعيد عنه ببيانين من أولمرت وعباس وذلك لإحراج الدول العربية ودول أخرى أو الضغط عليها لحضور هذا المؤتمر المبتور والمشبوه. الأمر الذي يحقق للكيان الصهيوني تطبيعاً مجانياً مع الدول العربية ولا سيما غير المطبعة منها، ويتيح للولايات المتحدة أن تستثمره في العدوان على إيران، فضلاً عن تجاهله لقضية الأراضي العربية المحتلة في سورية ولبنان.
5 - إن التنازلات التي يضغط كل من بوش واولمرت لانتزاعها من الرئيس الفلسطيني من أجل مجرد عقد المؤتمر، وبمقابل وعود هامشية أو وهمية مخادعة، تشكل تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية مستقبلاً من خلال الإلتفاف على ثوابتها المركزية,ولا سيما حق العودة والقدس، فالإقرار بمبدأ تبادل الأراضي، حيث تضيع معه أهم أراضي الضفة الغربية، والإقرار بتقسيم القدس ليكون غربيّها وأغلب شرقيها عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، أو الاعتراف بأن " إسرائيل دولة يهودية " بمعنى لليهود فقط. إنما يعني اسقاط حق العودة بل وتهجير عرب الـ 48.
من هنا فإن المؤتمرات الثلاثة المؤتمر القومي العربي والمؤتمر العام للأحزاب العربية، والمؤتمر القومي ـ الإسلامي، تعتبر المشاركة الفلسطينية والعربية في مؤتمر أنابوليس مرفوضة ومدانة، وسوف تزيد من عمق الهوة بين المشاركين فيه وبين الجماهير العربية ، لأنها تضع الحَبَّ، ولو بلا قصد ووعي، في طاحونة المشروع الأمريكي وعدواناته القائمة والقادمة، وتعمل على استهداف الصمود والممانعة والمقاومة العربية، على كل صعيد وفي كل قطر لصالح الكيان الصهيوني المهزوم بفعل المقاومة،كما أنه يمثل تهديداً لسورية ولبنان وايران، وتكريساً للانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني. بما يقدمه من تنازلات سواء من جهة التطبيع أو من جهة أخرى تجريء القيادات الصهيونية على التمادي في طلب الاعتراف بـ "يهودية الدولة" وإسقاط حق العودة والمزيد من تهجير الفلسطينيين ومصادرة المزيد من أراضي القدس وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لهذا فإننا ندعو الرئيس الفلسطيني والدول العربية إلى عدم الخضوع للضغوط الأمريكية، وإلى رفض المشاركة في هذا المؤتمر الذي يراد له أن يهيئ لتصفية القضية الفلسطينية، والمساهمة في التغطية على حرب عدوانية خطيرة تهدف إلى ضرب سورية أو إيران والمقاومة ولا تقف تداعياتها عند أي منها، بل ستتجاوز ذلك إلى الإقليم كله.
التاريخ: 22/11/2007
خالـد السـفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي
منيـر شـفيق المنسق العام للمؤتمر القومي-الإسلامي
عبد العزيز السـيد الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية