بيان صادر عن المؤتمرات الثلاثة؛ القومي العربي والقومي-الاسلامي والاحزاب العربية
تلقت المؤتمرات الثلاثة: المؤتمر القومي العربي ومؤتمر الاحزاب العربية والمؤتمر القومي-الاسلامي بالاسف والقلق الشديد بيان مجلس الجامعة العربية الاخير الذي رحب بدعوة بوش لعقد مؤتمر دولي يتناول الموضوع الفلسطيني، وذلك بحجة احتوائها على "عناصر ايجابية".ان هذه المبادرة جاءت في ظل هرولة غير مسبوقة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، واجراء زيارات رسمية له، مدانة بكل المقاييس، الأمر الذي يدل على ان الاغلبية التي اخذت هذه القرارات لم تأخذ في الاعتبار مواقف الرأي العام العربي من المحيط الى الخليج في رفض السياسات والمشاريع الامريكية الصهيونية. فتجارب الرأي العام العربي مريرة خلال الست سنوات الماضية مع حكومات بوش وشارون واولمرت فقد عايش ما سفكته من دماء والحقته من دمار وخراب في فلسطين والعراق ولبنان واليوم في الصومال والسودان كذلك. ولهذا وقفت الغالبية الساحقة من الامة العربية الى جانب المقاومات والممانعات لاحباط الاعتداءات والاحتلالات والمشاريع الامريكية التي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية وتمزيق البلاد العربية الى دويلات فسيفسائية تحت الهيمنة الامريكية – الصهيونية. من هنا نعجب من غالبية وزراء مجلس الجامعة العربية، بالرغم من كل تلك التجارب، ان يرحبوا بمبادرة لا يعرفون من سيشارك فيها، ولا ما هي أجندتها، ولا من يدعى اليها، ان كان سيُدعى، انه ترحيب كالبصم على بياض. من هنا فاننا في المؤتمرات الثلاثة: المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي -الاسلامي ومؤتمر الاحزاب العربية، نرى في هذا الموقف كشافاً للخلل الكبير الذي اصاب الوضع العربي الرسمي، وأقله العجز والضعف وقصر النظر، والمسارعة لاسترضاء امريكا حتى لو جعلت عالي البلاد العربية سافلها. ولهذا من حقنا ومن حق امتنا العربية التوجس خيفة من السياسات العربية القادمة ولاسيّما اذا ما تجاوبت مع تصريحات كونداليزا رايس الاخيرة في 30/7/2007، التي اعلنت فيها ان ادارة بوش في صدد عقد اتفاقات عسكرية "مع اسرائيل والسعودية ومصر ودول الخليج" وذلك كما قالت:" لتجديد التزامنا بأمنها في مواجهة التهديد الايراني". وباختصار ان السياسة الامريكية الجديدة تريد من الدول العربية المعنية أداء فاتورة عدوانها على الأمة العربية والاسلامية ،والتحالف معها ومع الدولة العبرية ضد دمشق وطهران وقوى الممانعة والمقاومة، وذلك تحضيراً للحرب على ايران واعتبارها العدو بدلاً من العدو الصهيوني – الذي يحتل فلسطين ويعمل على تصفية القضية الفلسطينية واذلال الامة العربية وتمزيقها. وعليه، فان مؤتمراتنا الثلاثة تناشد الدول العربية المعنية، ان بقيت ثمة بقية لمناشدة، ان ترفض بحزم السياسات الامريكية الجديدة التي تستهدف اشعال الحروب الاهلية في فلسطين ولبنان والعراق، بعد ان فشلت في تحقيق اهداف المشروع الصهيوني الشرق اوسطي من خلال العضلات العسكرية. واننا في المؤتمرات الثلاثة واثقون، بعون الله، بان شعوبنا لن تقبل بان تحقق امريكا والكيان الصهيوني من خلال تمزيق الصف الداخلي ما لم يحققه عبر العدوان والاحتلال العسكريين. ولهذا لن تسمح بان تنتقل النار الى داخل الدار. لان الجميع يجب ان يدركوا بانها ستحرق الحقل كله، وهو ما يسعى اليه بوش واولمرت المعزولان المهزومان الا باعين قلة منا ويا للاسف ويا للعار. التاريخ: 1/8/2007