www.arabnc.org
الصفحة الرئيسة
تقارير حال الأمّة
تقرير حال الأمّة 2002
بيانات 2019
بيانات شهر كانون ثاني
أسماء الأمانة العامة
أمانة عامة 1991 - 1994
أمانة عامة 1994 - 1997
أمانة عامة 1997 - 2000
أمانة عامة 2000 - 2003
أمانة عامة 2003 - 2006
أمانة عامة 2006 - 2009
أمانة عامة 2009 - 2012
أمانة عامة 2012 - 2015
أمانة عامة 2015 - 2018
امانة عامة 2018 - 2021
أمانة عامة 2022 - 2025
برامج الدورات
برنامج الدورة 33 عام 2024
برنامج الدورة 32 عام 2023
برنامج الدورة 14 عام 2003
برنامج الدورة 15 عام 2004
برنامج الدورة 16 عام 2005
برنامج الدورة 17 عام 2006
برنامج الدورة 18 عام 2007
برنامج الدورة 19 عام 2008
برنامج الدورة 20 عام 2009
برنامج الدورة 22 عام 2011
برنامج الدورة 23 عام 2012
برنامج الدورة 24 عام 2013
برنامج الدورة 25 عام 2014
برنامج الدورة 26عام 2015
برنامج الدورة 27 عام 2016
برنامج الدورة 28 عام 2017
برنامج الدورة 30 عام 2019
برنامج الدورة 31 عام 2022
جداول حضور دورات المؤ
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
جدول المشاركين 32
جدول المشاركين 33
النظام الداخلي والأسا
النظام الداخلي للمؤتمر
النظام الأساسي للمؤتمر
نشاطات
نشاطات نيسان 2000 - أيار
نشاطات أيار 2001 - نيسان
نشاطات حزيران 2003 - نيس
نشاطات نيسان 2004 - نيسا
نشاطات نيسان 2005 - نيسا
نشاطات نيسان 2006 - نيسا
نشاطات نيسان 2007 - أيار
نشاطات أيار 2008 - شباط 20
نشاطات أيار 2010 - أيار 20
نشاطات أيار 2011 - أيار 20
نشاطات 31 أيار 2012 - 28 أي
نشاطات 30 أيار 2013 - 10 حز
نشاطات حزيران 2014 - أيا
نشاطات أيار 2015 - نيسان
نشاطات 10 نيسان 2016 – 8 ا
نشاطات 10 أيار/مايو 2017
نشاطات 23 تموز 2018 – 25 ح
نشاطات 7/7/2019- 11/6/2022
بيانات
مواقف 2003
مواقف 2004
مواقف 2005
مواقف 2006
مواقف 2007
مواقف 2008
مواقف 2009
مواقف 2010
مواقف 2011
مواقف 2012
مواقف 2013
مواقف 2014
مواقف 2015
مواقف 2016
بيانات المؤتمر السنوي
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
الثاني والثلاثون 2023
الثالث والثلاثون 2024
تعريف المؤتمر وأهدافه
تعريف المؤتمر
هدف المؤتمر
تكوين المؤتمر وأنعقاده
مالية المؤتمر
الأمانة العامة للمؤتمر
تكوين اجهزة المؤتمر
أجهزة المؤتمر
تكوين المؤتمر وأنعقاده
الامانة العامة
الأمين العام
اللجنة التنفيذية
التجمع
المكاتب والفروع
مالية المؤتمر
تعديل النظام الداخلي
أحكام ختامية
الفكرة والنشأة
الفكرة والنشأة
الاهداف
التكوين
الاليات واسلوب العمل
الوثائق الاساسية
تقرير حال الامة
البيان الى الامة
كتاب حال الامة
التمويل
الممارسة
الشبكة القومية
دراسات مقدمة للدورة 19
فلسطين والأمة بعد ستين عام 2008
المحور الثقافي 2008
تجديد الدبلوماسية العربية 2008
الأوضاع السياسية 2008
العمل العربي المشترك 2008
الأمن القومي العربي 2008
تهديدادت الأمن القومي العربي 2008
التعاون الاقتصاد العربي 2008
العمل العربي والبرلمان العربي 2008
التعاون الإقليمي العربي 2008
الواقع السياسي العربي 2008
دراسات مقدمة للدورة 20
نحو نظام شعبي عربي 2009
البعد الاقتصادي 2009
الورقة السياسية 2009
البعد الثقافي 2009
البعد التاريخي 2009
البعد العربي الشعبي 2009
البعد العربي الرسمي 2009
بعد الرأي العام الدولي والغربي 2009
البعد الإعلامي 2009
البعد القانوني 2009
البعد السياسي 2009
دراسات مقدمة للدورة 22
القضية الخاصة 2011
الاقتصاد العربي 2010 - 2011
حال الأمة إقليمياً 2010 - 2011
الأمن القومي 2010 - 2011
المشهد الثقافي 2010 - 2011
حال الأمة عالمياً 2010 - 2011
حال الأمة سياساً 2010 - 2011
دراسات مقدمة للدورة 23
الوحدة العربية وتجديد مشروع النهضة 23
التجدد الحضاري: تحديات وقضايا 23
الاستقلال الوطني والقومي 23
القضية الخاصة 23
دراسات مقدمة للدورة 24
وضع اللغة العربية المؤسف 24
حول العلاقة بين التيارين القومي والإسلام
من أجل تفعيل التكامل لإقليمي العربي
الديمقراطية وحقوق الانسان في الوطن العرب
التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية
الاستقلال الوطني والقومي 24
القضية الخاصة 24
دراسات مقدمة للدورة 25
القضية الخاصة 25
آليات مقترحة للتجدّد الحضاري 25
التنمية المستقلة 25
العدالة الاجتماعية في الوطن العربي 25
الاستقلال الوطني والقومي 25
ورقة خلفية: لفكرة دستور اتحاد عربي 25
الديمقراطية وحقوق الإنسان 25
الوحدة العربية 25
ورقة تقويمية لتجربة المؤتمر 25
كلمات الافتتاح للدورة
كلمة أ. قاسم صالح 25
كلمة أ. منير شفيق 25
كلمة أ. عبد الملك المخلافي 25
دراسات مقدمة للدورة 26
القضية الخاصة 26
أفكار تقويمية 26
التجدد الحضاري 26
التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية 26
الديمقراطية وحقوق الإنسان 26
الوحدة العربية والتقسيم 26
في الاستقلال الوطني والقومي 26
دراسات مقدمة للدورة 27
الاستقلال الوطني والقومي 27
التجدد الحضاري 27
التنمية المستقلة 27
العدالة الاجتماعية 27
المشهد السياسي 27
الديمقراطية وحقوق الإنسان 27
الوحدة العربية حاضرها ومستقبلها 27
القضية الخاصة 27
دراسات مقدمة للدورة 28
المشهد السياسي 28
القضية الخاصة 28
الوحدة العربية 28
الاستقلال الوطني والقومي 28
التجدد الحضاري 28
التنمية المستقلة 28
العدالة الاجتماعية 28
الديمقراطية وحقوق الإنسان 28
إعادة هيكلية المؤتمر 28
دراسات مقدمة للدورة 29
الديمقراطية وحقوق الإنسان 2 -29
التنمية المستقلّة 29
العدالة الاجتماعية 29
الديمقراطية وحقوق الإنسان 29
الاستقلال الوطني والقومي 29
التجدد الحضاري 29
الوحدة العربية 29
المشهد السياسي 29
القضية الخاصة 29
دراسات مقدمة للدورة 30
التقرير السياسي 30
القضية الخاصة 30
التجدد الحضاري 30
الاستقلال الوطني والقومي 30
التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية 30
الديمقراطية وحقوق الإنسان 30
الوحدة العربية 30
صفقة القرن 30
دراسات مقدمة للدورة 31
نداء الوحدة 22-2-2022
الوحدة العربية 31
الديمقراطية وحقوق الإ
التنمية المستقلة والع
الاستقلال الوطني والق
التجدد الحضاري 31
القضية الخاصة 31
التقرير السياسي 31
دراسات مقدمة للدورة 32
نحو بناء جبهة عالمية 32
مواقف ومبادرات 32
الاستقلال الوطني والق
الوطن العربي بين الأص?
الوحدة العربية 32
السودان وحرب الاستعما
الديمقراطية 32
التنمية المستقلة 32
التقرير السياسي 32
دراسات مقدمة للدورة 33
مخرجات الدورة 33
الصندوق العربي 33
مبادرات ومواقف 33
واقع القدس 33
مستقبل غزّة 33
الديمقراطية 33
الحراك الشعبي 33
حركة عالمية 33
الولايات المتحدة 33
التجدد الحضاري 33
المقاطعة والتطبيع 33
المشهد الدولي 33
القدس 33
العدالة الاجتماعية 33
الدور العربي 33
الاستقلال 33
الأبعاد الاستراتيجية
الوحدة العربية 33
التنمية المستقلة 33
استراتيجية وخطة عمل
خطة عمل للحركة القومية
اعضاء المؤتمر
أعضاء الأمانة العامة
اتصل بنا
القائمة البريدية
بحث
أرسل الخبر لصديق
اسم صديقك
عنوانه البريدي
اسمك
عنوانك البريدي
بيان صادر عن المؤتمر 2/10/2005
((مواقف 2005))
المؤتمر القومي العربي
Arab National Congress
بشور في مهرجان حماس في الذكرى الخامسة للانتفاضة
·
الانتفاضة فاجأت الكثيرين بانطلاقتها وزخمها واستمراريتها بعد ان ظن كثيرون ان صفحة الصراع في فلسطين قد انطوت.
·
التداعيات الرئيسية للانتفاضة برزت داخل الكيان الصهيوني، فاربكت المشروع العقائدي، وهزت الصيغة السياسية، واعاقت نمو الاقتصاد.
·
واشنطن تحولت الى حارس مرمى في فريق شارون، مهمتها تغطية عدوانه ومنع محاسبته.
·
لو رفضت دولة عربية استقبال لجنة تحقيق دولية، كما فعلت تل ابيب يوم مجزرة جنين، فكيف كان سيتصرف المجتمع الدولي.
·
الانتفاضة حولت الكيان الصهيوني من مخفر حراسة امامي للمصالح الامريكية الى موقع مهتز يحتاج الى حماية الاساطيل الامريكية.
·
سكوت ريتر كشف حجم التنسيق بين لجان التفتيش الدولية في العراق وبين الموساد والمخابرات الامريكية والانكليزية.
·
احد اسباب الحرب على العراق دعم قيادته لذوي الاستشهاديين، والضغوط اليوم على سوريا ان فيها رئيساً ما زال يمتلك الشجاعة لاستقبال قادة فصائل المقاومة.
·
قادة التحرك الشعبي في مصر هم انفسهم قادة الهبة الشعبية المصرية من اجل فلسطين والعراق، والحركة الشعبية المغربية اسقطت عدة اختراقات تطبيعية.
·
كان الأجدر بلارسن أن يدعو الإسرائيليين إلى إقرار حق العودة بدلاً من الضغط لسحب السلاح الفلسطيني.
·
أنها لمفارقة غريبة ان تشتد التعبئة ضد الفلسطينيين والسوريين، ضد العروبة، فيما يشتد الترويج للامركة وللتدويل في كل مجال، تدويل الامن والقضاء والاقتصاد والثقافة والسياسة.
·
نسجل لعرفات انه بقي امينا لثوابت شعبه الوطنية، ولحماس انها رفضت الانزلاق الى الفتنة.
·
رغم التباينات والخلافات والحساسيات لا بد من قيام محور جهادي يمتد من كابول الى غزة مروراً بالقدرات الايرانية، والمقاومة العراقية، والممانعة السورية.
·
الهجمات الإسرائيلية على غزة رسالة احراج لبعض الحكام المهرولين باتجاه التطبيع، فاذا كانوا عاجزين عن دعم الفلسطينيين فليتوقفوا على الاقل عن دعم الإسرائيليين.
في المهرجان الشعبي الذي اقامته حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في بيروت في الذكرى الخامسة لانطلاق انتفاضة الاقصى، وبمناسبة مرور اسبوع على مجزرة جباليا، القى السيد معن بشور الامين العام للمؤتمر القومي العربي كلمة حول الاوضاع الفلسطينية والعربية الراهنة.
وقد تحدث في المهرجان ايضا الاخ محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، والاخ غالب ابو زينب عضو المكتب السياسي لحزب الله، والنائب السابق اسعد هرموش رئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية.
وفيما يلي نص الكامل للكلمة:
في يوم الانتفاضة وهي تدخل عامها السادس، في يوم شهداء جباليا وقد رووا بالدم انتصار شعبهم في غزة، تطل علينا جملة حقائق ومعان تستحق منا جميعا التأمل العميق والادراك الثاقب لدلالاتها على غير صعيد.
الحقيقة الأولى:
إن هذه الانتفاضة قد فاجأت الكثيرين بانطلاقها وبزخمها منذ اللحظة الاولى، بل فاجأتهم بقدرتها على الاستمرار كل هذه السنوات في ظل حصار، كان، بالدرجة الاولى، حصاراً عربياً اغلق الحدود بوجه شعب فلسطين، كما اوقف كل اشكال الدعم والمساندة الجدية.
وجوهر المفاجأة في المرتين ان كثيرين ظنوا ان صفحة الصراع في فلسطين قد طويت مع اتفاقية اوسلو، وان الرهان على العملية السياسية بات الرهان الاقوى، فاذا بفلسطين، كل فلسطين، تخرج كالمارد من قمم التسويات السياسية لتعيد الزخم لمسيرة الكفاح والجهاد، لا بل ان من اجمل معاني هذه الانتفاضة أن المشاركة فيها لم تنحصر في اراض محتلة عام 1967، بل حركت في عرب فلسطين 1948 انتماءهم الوطني الاصيل فكانت مسيراتهم، وكان شهداؤهم الابرار، شهادات على عروبة كل فلسطين.
تراجع المشروع الصهيوني
الحقيقة الثانية:
ان هذه الانتفاضة قد فتحت صفحة جديدة في كتاب النضال الفلسطيني الاسطوري، وبدأت معها حقبة تاريخية في حياة فلسطين والامة لا بسبب حجمها وتأثيرها داخل شعب فلسطين فحسب، بل بسبب تداعياتها ونتائجها على الكيان الصهيوني ذاته الذي لم تشهد علاقاته الداخلية وبنيته السياسية اهتزازاً كما شهدتا بعد الانتفاضة، ولم يشهد اقتصاده ركوداً كما شهد مع الانتفاضة، ولم يعد الصهاينة من جديد الى طرح الاسئلة عن مصير كيانهم الغاصب كما كان الامر مع هذه الانتفاضة.
وعلى الرغم من كل ما يمكن ان يقال عن الانداحار الصهيوني من غزة، سلباً او ايجاباً، تعظيماً او تحجيماً، لكن احد لا يستطيع ان ينكر ان هذا الاندحار ما كان ممكنا ان يتم لولا الانتفاضة والمقاومة، وانه اذا كان الاندحار الثاني من ارض عربية دون شروط بعد الاندحار من جنوب لبنان، لكنه في فلسطين هو الاندحار الاول بكل ما يعنيه هذا الاندحار ومعه تفكيك المستعمرات، من دلالات تاريخية على مستقبل المشروع الصهيوني، ايديولوجية وسياسة ومصيراً.
وعلى الرغم من كل ما يقال عن خطورة بناء جدار الفصل العنصري الصهيوني على مستويات عدة، الا ان بناء هذا الجدار هو دون شك اعلان صريح عن انكفاء المشروع الصهيوني التوسيعي الى داخله، واعادته الى حجم الكيان الغاصب ذاته، أي الى نموذج "القلعة المحكمة الإغلاق" بعد أن سقط نموذج "السوق المفتوحة" الذي اراده بيريز في مشروعه "الشرق الأوسط الجديد".
واشنطن حارس مرمى في فريق شارون
اما الحقيقة الثالثة
التي كشفتها هذه الانتفاضة فهي حجم الارتباط الوثيق بين المشروع الصهيوني والمشروع الامبريالي الغربي عموماً، والامريكي خصوصاُ.
فبالإضافة إلى الدعم العسكري والمالي الامريكي المنقطع النظير، تحولت الادارة الامريكية الى دور حارس المرمى في فريق شارون في الملعب الدولي، فكانت مهمتها المستمرة والدائمة تغطية العدوان الصهيوني، والحصار الصهيوني، ومنع اصدار أي قرار دولي بحق تل ابيب، بل على العكس السماح للدولة العبرية برفض تنفيذ أي قرار يتم اتخاذه كما جرى مع الرفض الصهيوني لوصول لجنة تقصي الحقائق الدولية في مجزرة جنين عام 2002، فعاد الفريق الدولي من جنيف الى نيويورك خائباً، واغمض المجتمع الدولي عينيه على هذا الرفض الاسرائيلي الصريح لقرار مجلس الامن.
ترى لو كانت دولة عربية رفضت هذا التحقيق الدولي فماذا كان سيفعل بها المجتمع الدولي؟.
من مخفر للحماية الى موقع يطلب الحماية
اما
الحقيقة الرابعة
المرتبطة بسابقتها فهي ان هذه الانتفاضة وتداعياتها العربية والاسلامية، قد حوّلت الكيان الصهيوني من مخفر حراسة أمامي للمصالح الامريكية والغربية في المنطقة، الى موقع مهتز تضطر الاساطيل الامريكية والحليفة ان تجتاز الاف الكيلومترات من اجل حمايته، كما كان الحال مع احتلال العراق الذي لم يخف الامريكيون الاعلان بان احد اهدافه هو "ضمان امن اسرائيل"، كما لم يخف بعض اركان البيت الابيض انهم ارادوا ان يدفع العراق وقيادته ورئيسه ثمن مساعدتهم لذوي الاستشهاديين والشهداء في فلسطين، معتبرة ذلك دليلاً على تورطهم بالإرهاب.
ان انتقال الكيان الصهيوني من مخفر امامي يحمي مصالح واشنطن، الى موقع مهدد يحتاج الى حماية واشنطن بدماء جنودها وبسمعتها الاخلاقية وباقتصادها المتعثر، هو احد ابرز التحولات الاستراتيجية الكبرى في تاريخ الصراع في المنطقة، والذي لن تخفيه كل الالاعيب والمناورات، بل ان هذا التحول ما كان ممكنا له ان يتم لولا الانتفاضة والمقاومة.
التنسيق بين الموساد ولجان التفتيش في العراق
الحقيقة الخامسة:
إن هذه الانتفاضة التي رافقتها هبات شعبية في كل اقطار الوطن العربي، بل رافقتها تحركات عالمية كان ابرزها مؤتمر دوربان في جنوب افريقيا الذي جدد اعتبار الصهيونية حركة مرادفة للعنصرية، كانت دون شك شرارة اطلقت تفاعلات على غير صعيد، ووسعت اطار المجابهة بين الامة وأعدائها.
فما يجري اليوم في العراق من مقاومة باسلة واستثنائية اربكت المحتل ونقلت ازمته الى الداخل الامريكي، وبرغم كل محاولات تشويه صورة المقاومة واغراقها في فتن اهلية وعمليات اجرامية مشبوهة ضد الابرياء، كما جرى بالامس في بلد والحله، فان احداً لا يمكن ان يفصل هذه المقاومة عن انتفاضة فلسطين، في الاهداف والوسائل والاساليب، تماماً كما لا يمكن فصل الاحتلال الامريكي في العراق عن الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، اهدافاً واساليب ووسائل.
ولقد كشف سكوت ريتر ضابط البحرية الامريكي الذي تولى يوماً مهام التفتيش الدولي في العراق عن حجم التنسيق بينه وبين الموساد الصهيوني ووكالة الاستخبارات الامريكية وقال ان الموساد زوده بكل المعلومات عن مواقع الحرس الجمهوري في العراق، وكان يساعده في تحليل كل المخابرات الهاتفية التي كان يسجلها فريق التنصت البريطاني باشراف وتدريب المخابرات المركزية الامريكية.
وما تتعرض له سوريا، اليوم، وبالامس، من تهديدات وضغوط لا يمكن ايضاُ فصله عن موقفها الثابت في دعم الانتفاضة ونضال الشعب الفلسطيني، خصوصاً انه ما زال في سوريا رئيس يمتلك الشجاعة والجرأة على استقبال قادة الفصائل الفلسطينية، بينما يخشى كثيرون من حكامنا على السماح لبعضهم حتى بزيارة بلدانهم.
وما يجري في مصر من حراك شعبي يطالب بالتغيير الديمقراطي والاصلاح هو امتداد لتلك الحركة الشعبية المصرية التي رافقت انطلاقة الانتفاضة، وشكلت لجاناً لدعمها، وارسلت المؤن والمساعدات عبر رفح الى اهل فلسطين.
وليس من قبيل الصدف ان يكون قادة هذا الحراك الشعبي سواء من أدخل منهم السجن (كالاخ الغالي الدكتور عصام العريان المنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي) أو من بقي منهم في الشارع ينتظر دوره "وما بدلوا تبديلاً"، هم انفسهم قادة تلك الهبة الشعبية في مصر من اجل فلسطين والعراق.
وفي المغرب، لم يكن ممكنا اسقاط العديد من المحاولات التطبيعية كمنع مؤتمر الحاخامات والائمة، ومنع مشاركة محامين اسرائيليين في مؤتمر الاتحاد الدولي للمحامين في فاس، ومنع المنظمة الدولية للتنمية الحضرية في طنجة خصوصا بعد ان عرف ان المسؤولة عن بناء الجدار العنصري والمستعمرات الاستيطانية الاسرائيلية تتولى منصب نائب الرئيس فيها، لم يكن ذلك كله ممكناً لولا ايضاً روح الانتفاضة وزخمها الذي ما زال مستمراً.
لبنان ومعادلة التدويل والفتنة
الحقيقة السادسة
والتي تتصل بلبنان، فلقد اكدت هذه الانتفاضة الاسطورية ان ارض الصراع المثلى لشعب فلسطين ضد اعدائه هي ارض فلسطين، وان الكفاح الاجدى بالنسبة اليه هو كفاح الداخل الفلسطيني، وان الحق الابرز بين حقوق يجاهد الفلسطينيون في سبيلها هو حق العودة، وان كل الاضاليل والاكاذيب التي تروج عن انه يريد ارضاً غير ارضه، ووطناً غير وطنه، تكذبها شلالات الدم المنهمرة على ارض فلسطين.
وبهذا المعنى فلقد ساهمت هذه الانتفاضة، التي هي ايضاً بنت هذا التفاعل الخلاق بين مقاومة لبنان ومقاومة فلسطين، تماماً كما كانت المقاومة اللبنانية نفسها بنت هذا التفاعل، في تصحيح نظرة الكثير من اللبنانيين الى العلاقة الفلسطينية – اللبنانية بعد سلسلة اخطاء وخطايا وقعنا بها جميعاً، تماماً كما احرجت هذه الانتفاضة مخططات ومؤامرات تريد باستمرار تحريض فئات من اللبنانيين ضد اشقائهم العرب لاسيّما منهم ابناء فلسطين وسوريا.
ولعله من دواعي المرارة والاسى، ان يحاول البعض في لبنان، وفي الذكرى الخامسة للانتفاضة، ان يعيد انتاج خطاب ولغة ومنطق التحريض ضد اشقائنا الفلسطينيين ومخيماتهم، فتنبري مجموعات بالدعوة الى قتلهم، فيما تنطلق تصريحات من مسؤولين تحاول الايحاء بان الفلسطينيين يقفون وراء ما يشهده لبنان من جرائم وتفجيرات نعرف جميعاً انها تخدم مباشرة او بشكل غير مباشر مخططاً صهيونياً معروفا سعى، وما يزال، لتقسيم لبنان وتدمير صيغة عيشه المشترك، واعادة الاعتبار لفكرة الامن الذاتي والفدرالية، كما تؤدي هذه التفجيرات الى الغاء دور لبنان الاقتصادي والثقافي والحضاري المشع في المنطقة، والى توطين الفلسطينيين فيه على حساب حقهم المقدس في العودة، باعتبار ان التوطين هو الوجه الاخر للتقسيم.
ويؤسفنا ايضاً ان تكون مهمة تيري لارسن، احد الاوصياء الجدد في لبنان، هي اجراء الاتصالات مع قيادات فلسطينية وعربية ودولية لنزع السلاح الفلسطيني، وان يقوم بهذه الاتصالات في ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا بالذات التي لم يستطع المجتمع الدولي تنفيذ تعهداته بحمايتها، والتي انسحبت القوات المتعددة الجنسية من محيطها عشية الاجتياح الشاروني لها وارتكابه مع اعوانه المجزرة الشهيرة فيها، والتي لم يستطع المجتمع الدولي حتى اليوم من التحقيق فيها ومحاسبة مرتكبيها، بل نراه، مع الاسف ايضاً، يفتح منبره، وفي ذكرى المجازر بالذات، لمرتكب هذه المجزرة ويصفه بانه شجاع ورجل سلام .
وللسيد لارسن نقول وبكل بساطة اذا اردت فعلاً نزع السلاح الفلسطيني في لبنان، فلتذهب الى استاذك بيريز وكل المسؤولين الصهاينة، وتدعوهم الى تطبيق القرار الدولي 194 كي يعود الفلسطينيون الى ديارهم، فتحل مشكلتهم ومشكلة سلاحهم في آن.
وبهذه المناسبة، فاننا ندعو المسؤولين اللبنانيين المعنيين، سواء داخل الحكومة اوخارجها، ان يكفوا عن توجيه الانظار من جديد نحو الفلسطينيين، ففي ذلك تكرار لمأساة اليمة لا يريد احد العودة اليها، بل ندعوهم الى معالجة ملف الحقوق الانسانية والمدنية للاخوة الفلسطينيين في لبنان لكي يعيشوا بكرامة وعزّة وبقدرة على مواصلة النضال للعودة الى أرضهم.
فكفى بعضنا اذعاناً لاملاءات تعدها في الاصل مطابخ في تل ابيب، وتتحمس لها اللوبيات في واشنطن، ويتبناها بعد ذلك المجتمع الدولي، ثم تجد من يروج لها في لبنان، سواء كانت هذه الاملاءات تستهدف المقاومة اللبنانية، اوالمقاومة الفلسطينية، وهما يشكلان مع المقاومتين العراقية والافغانية، والممانعة السورية، والقدرات الايرانية، عناصر القوة الرئيسية في المجابهة مع اعداء الامة، خصوصاً اذا نجحنا في قيام محور جهادي يمتد، رغم كل التباينات العقائدية والسياسية، وكل الخلافات والحساسيات التاريخية، من كابول الى غزة.
أنها لمفارقة غريبة ان تشتد التعبئة في اوساط سياسية واعلامية ضد الفلسطينيين والسوريين وضد العروبة، فيما يشتد ترويج هؤلاء لكل اشكال الامركة والتدويل، تدويل الامن، تدويل القضاء، تدويل الاقتصاد، تدويل الثقافة، تدويل السياسة، علما انه ما من مرة اتى التدويل الى لبنان الا وكان مصحوباً بالفتنة، فالفتنة تمهد للتدويل والتدويل يمهد للفتنة.
الرد على الفتنة بالتصويب على العدو
اما
الحقيقة السابعة
فهي ان هذه الانتفاضة قد علمتنا دروساً في كيفية صيانة الوحدة الوطنية رغم كل المؤامرات، وفي كيفية صوغ علاقات داخلية بين اطراف الساحة الوطنية وفي كيفية قيام تكامل ذكي، بين منطق السلطة والاعتبارات التي تتحكم به، وبين منطق المقاومة والمتطلبات التي يمليها.
فلقد راهن الصهاينة بعد اتفاق اوسلو على اقتتال فلسطيني يمزق المقاومة الاصيلة لهذا الشعب، فخرجت عليهم الانتفاضة من رحم الوحدة الوطنية الفلسطينية تعزز هذه الوحدة تماماً كما تصون الوحدة هذه الانتفاضة.
وإذا كان التاريخ يسجل للقائد الشهيد ابو عمار أنه تمسك بنهج الانتفاضة والمقاومة وبالثوابت الفلسطينية حتى الرمق الاخير، ودفع ثمن ذلك حصاراً وسموماً ادت الى استشهاده، فان علينا أن نسجل للاخوة في حماس انهم، بقوا في كل الظروف الصعبة التي احاطت بهم، لاسيّما بعد اوسلو وحتى قبل ايام، امناء على الوحدة الوطنية حريصين على علاقاتهم بالفصائل الاخرى، وفي مقدمها فتح، بل انهم سجلوا في تاريخ حركات التحرر سبقاً استراتيجياً يحفظ لهم اليوم، وينبغي ان يستفاد منه، وخصوصاً في العراق هذه الايام، وهي انهم واجهوا كل ما تعرضوا له على يد بعض اجهزة السلطة من اعتقال وتعذيب واغتيال من خلال اصرارهم على توجيه البنادق نحو العدو، انه سبق استراتيجي شاركهم ايضاً فيه حزب الله في لبنان حين عض على جرحه بعد استشهاد 13 شهيداً من اعضائه في مسيرة شهيرة في 13 ايلول 1993، فلم تصرفه المجزرة عن توجيه سلاحه نحو المحتل، فانتصر على المحتل، وانتصر على الفتنة التي ارادوا ان يستدرجوه اليها.
وهذا الرد الاستراتيجي هو ما نحتاجه اليوم في العراق حيث يحاول المحتل واعوانه جر العراقيين الى فتنة فيما بينهم تحت هذا السبب او تلك، فتنة تشوه المقاومة وتضعفها، وفتنة تخدم المحتل وتطيل بقاءه، فليكن الرد بتوجيه كل البنادق وكل الجهود ضد المحتل، لان كل ما يعانيه العراقيون من ممارسات ومجازر وعمليات مشبوهة اليوم انما جاء مع الاحتلال، وهو سيرحل حتما مع رحيل المحتل.
ديمقراطية "الاتجاه الواحد"
الحقيقة الثامنة والاخيرة
هي ان ما يجري اليوم في غزة من هجمات ومجازر صهيونية هو تأكيد ان ما جرى لم يكن انسحاباً صهيونياً على طريق التسوية السياسية، ولم يكن تحريراً لغزة اقدم عليه الصهاينة احتراماً لحق الشعوب في الحرية، بل كان "تحرراً" صهيونياً من "أعباء" غزة ومن تكاليف احتلالها، وكان اعادة انتشار في قطاع يحاولون ان يجعلوا منه اليوم سجناً كبيراً لشعب كبير.
ولعل هذه الدماء الغزيرة المنهمرة اليوم في غزة وعموم فلسطين بفعل الهجمات الاسرائيلية كفيلة بأن تجعل بعض الحكام العرب والمسلمين يكفوا قليلاً عن الهرولة باتجاه التطبيع مع العدو، فالمعركة ما زالت في اولها،
واذا كنتم عاجزين عن دعم الفلسطينيين، فامتنعوا على الاقل عن دعم المحتلين الصهاينة
.
كما ان هذه الدماء الغزيرة تكشف ايضاً ازدواجية المعايير في المجتمع الدولي، الذي تشيد لجنته الرباعية بشجاعة شارون وتتبنى مطلبه، ومطلب الادارة الامريكية، بمنع حماس والمنظمات المجاهدة من المشاركة في الانتخابات التشريعية، لتكشف من جديد اكذوبة "الديمقراطية الأمريكية"، وأسطورة أن "إسرائيل واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط".
فالديمقراطية الامريكية تعترض على مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وتحرّم على اليساريين والاسلاميين المشاركة في الانتخابات الافغانية، وترفض وجود حزب الله في حكومة لبنان التي جاءت بها انتخابات امتدحت واشنطن نفسها نزاهتها، وتدعو الى اجتثاث البعث في العراق وتحول دون مشاركة مئات الالاف من البعثيين بنص دستوري غير مسبوق باي عملية ديمقراطية، انها "ديمقراطية الاتجاه الواحد"، "والخط الواحد" التي قالت الادارة الامريكية انها تسعى الى محاربتها، فاذا بها وباعوانها يسارعون الى تطبيقها وفق القاعدة " الديمقراطية " الشهيرة التي اعلنها بوش: "من ليس معنا فهو ضدنا".
وفي الختام، التحية كل التحية لارواح شهداء فلسطين والأمة، شهداء انتفاضة الأقصى من الطفل محمد الدره إلى الشيخ احمد ياسين، بل تحية الى شهداء كل الانتفاضات الفلسطينية، وشهداء المقاومة الفلسطينية وكل مقاومة عربية وإسلامية وعالمية.
التحية لكل الجرحى والأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعراقيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني والأمريكي في فلسطين والعراق، وعلى بعد الاف الأميال في قاعدة غوانتانامو التي ستبقى مع سجني عسقلان وابي غريب وغيرهما من السجون الصهيونية وسجون الاحتلال في العراق، رمزاً لعصر "الديمقراطية وحقوق الإنسان" الأمريكي.
التحية لشعبنا الصامد في فلسطين شعب الوحدة الوطنية والديمقراطية الأصيلة، فالوحدة الوطنية في فلسطين هي صانعة الديمقراطية، والديمقراطية هي حامية الوحدة الوطنية.
التاريخ: 2/10/2005