المؤتمر القومي العربي
Arab National Congress
بيان حول لقاء استنبول
ان لقاء استنبول بين وزير خارجية الباكستان ووزير الخارجية الصهيوني اتى مكافأة مجانية لنهج العدوان الصهيوني ضد شعب فلسطين وابناء الامة العربية والاسلامية، واضعافا غير مبرر لحركة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال من اجل نيل الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، ورضوخا صريحا للضغوط الامريكية المصممة على وضع الباكستان خارج تراثها الحضاري وعقيدتها الدينية ومصالحها الحيوية، وخروجا فاضحا عن ارادة الشعب الباكستاني الواضح في دعم المقاومة والانتفاضة على طريق تحرير الاقصى والمقدسات وكل الارض الفلسطينية المحتلة.
وتعرف الحكومة الباكستانية جيدا ان انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة لم يكن منّة من شارون تستحق المكافأة من اسلام اباد، بل تم اصلا بفضل المقاومة الباسلة لشعب فلسطين وتضحياته الكبيرة وصموده الاسطوري، كما تعرف ايضا ان معظم الارض الفلسطينية، ناهيك عن الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، ما زال محتلا، وان الالاف من ابناء فلسطين والامة ما زالوا في السجون والمعتقلات الصهيونية، وان محاولات تهويد القدس وتدمير الاقصى ما زال الهدف الذي يحرك المشروع الصهيوني، وان الاستعمار الاستيطاني، بتجمعاته الكبيرة ما زال جاثما فوق الضفة الغربية وعلى ارض القدس ذاتها، وان الجرائم والمجازر الوحشية ترتكب كل يوم ضد ابناء فلسطين في كل ارجاء وطنهم.
فهل يجوز ان تتنكر الحكومة الباكستانية لهذه الحقائق، وهل يجوز ان يرحب مسؤولون فلسطينيون وعرب بهذا اللقاء، حسب تصريحات وزارة الخارجية الباكستانية نفسها والتي لم تنفها الجهات المعنية؟
ان مثل هذا الترحيب، اذا حصل، يشكل بالمقابل خروجا عن قرارات الاجماع العربي، بما فيها مبادرة قمة بيروت العربية عام 2002، والتي رغم تحفظنا المبدئي عليها، تشترط الانسحاب الكامل من الارض العربية المحتلة مقابل السلام الكامل، كما ان مثل هذا الترحيب، يفتح الابواب امام دول عربية واسلامية للانخراط في مسيرة التطبيع مع العدو الصهيوني ولاسقاط اخر ما تبقى من اسلحة سياسية بيد العرب والمسلمين.
كما يشكل مثل هذا الترحيب، اذا حصل، خروجا عن اجماع الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه الحية وثوابته الوطنية، والداعي الى تشديد المقاطعة العربية والاسلامية والدولية للكيان الصهيوني كشكل رئيسي من اشكال المساندة لنضال الشعب الفلسطيني.
اننا اذ ندين هذا اللقاء المتناقض مع تراث الشعب الباكستاني المسلم ومواقف اغلبية القوى الباكستانية الحية والحرة، ندعو حكومة اسلام اباد الى التراجع عن السير في هذه الطريق المنافي لثوابت الامة العربية والاسلامية، ونحيي في الوقت ذاته القوى الباكستانية التي تصدت بسرعة وشجاعة لهذا اللقاء واطلقت تحركات شعبية ضده.
ان المؤتمر القومي العربي الذي يضم بين اعضائه اكثر من ستمائة شخصية عربية فاعلة في بلادها، يدعو المسؤولين العرب، وفي مقدمها بعض المسؤولين الفلسطينيين، الى التشدد اكثر من أي وقت مضى بالتمسك بالثوابت الوطنية والقومية والاسلامية، والى مقاومة كل اشكال التطبيع مع العدو، والى احكام الحصار السياسي والاقتصادي عليه، والى قطع ما هو قائم من علاقات معه لا على تشجيع قيام علاقات جديدة.
التاريخ: 2/9/2005
|