نعى المؤتمر القومي العربي أحد أعضائه المغاربة السيد عبد الله الشرقاوي الذي انتقل إلى رحمته تعالى السبت بتاريخ 30/9/2012، بعد صراع مع المرض تجاوز السنة.
المهندس عبد الله الشرقاوي من مواليد 1935 بمدينة أبي الجعد (جنوبي الدار البيضاء) حيث نشأ بها وترعرع إلى حدود حصوله على البكالوريا، وبعدها انتقل إلى سوريا سنة 1955 ضمن وفد من الشباب الوطنيين المغاربة، ليتابع دراسته بها في أجواء الوحدة بين سوريا ومصر في إطار الجمهورية العربية المتحدة، حيث حصل على الإجازة في الرياضيات. وبعدها انتقل إلى باريس حيث تخرج مهندساً، ليعود بعدها إلى المغرب كأحد الأطر الوطنية التي قادت خطوات مغربة المكتب الشريف للفوسفاط بعد استقلال المغرب عن فرنسا.
شارك المهندس عبد الله الشرقاوي في نضالات الشعب المغربي من أجل التحرر، إذ عاش في أجواء النضال من أجل استقلال أقطار المغرب العربي حيث انتفضت مدينته احتجاجا على اغتيال الشهيد فرحات حشاد زعيم الاتحاد العام التونسي للشغل. وكان من أبرز الشباب المنتفض في مظاهرات 20 غشت/أوت 1955 المطالبة بالاستقلال، حيث أطلقت قوات الاحتلال الفرنسي الرصاص مما أدى إلى استشهاد المئات من المتظاهرين، وكان نصيب الراحل عبد الله الشرقاوي منها رصاصة في إحدى قدميه.
انتمى الراحل في بداية شبابه إلى حزب الاستقلال، ولما قاد الشهيد المهدي بنبركة تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (إلى جانب رفاقه محمد الفقيه البصري، عبد الرحيم بوعبيد، محمد الحبيب الفرقاني، محمد بنسعيد أيت يدر...) كان الشرقاوي من أوائل الملتحقين، حيث تحمل المسؤولية الرئيسة بجمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا في باريس، وكان مسؤولا عن السكن والمطعم التابع لها، إضافة لمسؤوليته عن المطاعم الخاصة التي أنشأها الوطنيون بمنطقة المغرب العربي في الحي اللاتيني، التي كانت تحتضن الكادحين من الطلبة العرب والأفارقة.
شارك الراحل في تأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حيث كان عضواً بلجنته الإدارية ثم أخيرا عضواً بمجلسه الوطني، وتحمل بأسمه مسؤولية رئاسة بلدية مدينة أبي الجعد وبعدها رئاسة بلدية المعارف بالدار البيضاء، كما كان رئيساً للفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين مطلع التسعينات من القرن الماضي. وإضافة إلى نشاطه السياسي عرف الراحل بنشاطه في إطار العديد من الجمعيات الاجتماعية والثقافية آخرها المساهمة الفعالة في تأسيس مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة.
كان الراحل مؤمنا بالبعد القومي للصراع مع المشروع الصهيوني والتدخلات الامبريالية، وتحّمل إلى جانب إخوانه المغاربة عبء تنظيم دورتي المؤتمر القومي العربي لسنتي 1997 و2006 بالمغرب.
ووري الراحل عبد الله الشرقاوي الثرى بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء بحضور وجوه وشخصيات متنوعة من أطياف العمل السياسي والمدني المغربي، وهي رسالة تبرز مكانته وما كان يتمتع به من احترام وتقدير.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

للقيام بواجب التعزية يمكنكم الاتصال من خلال:
البريد الالكتروني:[email protected]
الهاتف الثابت:00212522231026
التاريخ:3/10/2012