www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
مشاركة الأمين العام في مهرجان الوحدة 17/2/2008 ((مواقف 2008))

الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الأستاذ خالد السفياني يشارك في بيروت في
مهرجان جماهيري حاشد في ذكرى الوحدة
الخطباء يشددون على وحدة لبنان ونبذ الفتنة


 

على هامش اجتماعه باللجنة التنفيذية للمؤتمر القومي العربي الذي انعقد في بيروت بتاريخ 16 شباط/فبراير 2008، شارك الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الأستاذ خالد السفياني في مهرجان جماهيري قومي حاشد في سينما فرساي - الحمرا، في الذكرى الخمسين للوحدة المصرية - السورية أقامه تجمّع اللجان والروابط الشعبية بدعوة من المنسق العام للتجمّع الأستاذ معن بشوّر، وتحدّث فيه إلى السفياني وبشوّر كلّ من الأستاذ منير شفيق المنسق العام للمؤتمر القومي - الإسلامي، والأستاذ عبد العظيم المغربي نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، والدكتور محمّد المجذوب رئيس المنتدى القومي العربي في لبنان، والدكتور زياد الحافظ باسم المثقفين الوحدويين.

السفياني
 وكان الأستاذ خالد السفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي قد توجه في بداية كلمته بالتحيّة إلى لبنان المقاوم، ورأى أنْ تزامن ذكرى الرئيس رفيق الحريري مع ذكرى اغتيال المجاهد عماد مغنية يجب أنْ تكون حافزاً للبنانيين للوحدة والتماسك.
وقال السفياني إن ذكرى الوحدة المصرية - السورية كانت جوابا على سايكس بيكو الذي كان مخططاً لتقسيم الوطن العربي، لكن مخطط الشرق الأوسط الجديد هو مخطط للتقسيم المذهبي والطائفي والعرقي والمناطقي، بل هو مخطط لتقسيم العائلة الواحدة، والشارع الواحد، والبيت الواحد، والطائفة الواحدة، والمذهب الواحد، فما أحوجنا لتوحيد البيت والعمارة والشارع والطائفة والمذهب والأعراق، لأن التنوع يشكل مصدر ثراء للأمة.
 وأضاف السفياني: هل يمكن أنْ تكون هذه المناسبة إلا من أجل وحدة لبنان واللبنانيين، ووحدة فلسطين والفلسطينيين، ووحدة العراق والعراقيين، كما وحدة السودان والسودانيين، ووحدة الصومال والصوماليين، وإذا كانت وحدة 1958 رداً على الاحتلال والاستعمار ونهب ثروات الأمة، فأن هذه المناسبة يجب أنْ تكون رداً على التفتيت والانقسام في الأمة.
 بالأمس كانت الوحدة ضدّ المشروع الاستعماري واليوم مطلوب وحدة ضدّ المشروع الأمريكي - الصهيوني في الأمة فلا استسلام لهذا المشروع ولا كرامة لامتنا أمام الاستسلام لهذا المشروع.

شفيق
 الأستاذ منير شفيق المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي (فلسطين) قال إنَّ ذكرى وحدة مصر وسوريا يجب أنْ تسجل في التاريخ العربي المعاصر من أهم الإنجازات، لأنّها اخترقت موازين قوى ومحرّمات دولية وإقليمية وقطرية عربية لم تخترق منذ تقسيمات سايكس - بيكو والسيطرة الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى.
 وأضاف: الوحدة العربية، بِكُلّ ألوان الوحدة، ليست ترفاً ولا مجرد مبدأ وأمنية، وإنّما ضرورة وجود ونهضة بالنسبة إلى العرب، ومن ثمّ للمسلمين كافة كذلك، وهذا ما أكدته مخططات التجزئة وتكريسها في الإستراتيجيات الدولية، وهو ما أثبتته تجربة العمل القطري بعيداً حتّى من أدنى أشكال التضامن والتكامل والعمل العربي المشترك. وابتعدوا عن مشاريع التضامن والعمل المشترك والروح الوحدوية.
 وتابع شفيق: إنَّ إثارة هذه الإشكالية في فهم ما جرى في تجربة الوحدة هو إعادة الاعتبار إلى تلك التجربة باعتبارها إنجازاً عظيماً ما ينبغي له أنْ يضيع عبر ما يسمّى النقد والأخطاء. أنّها تجربة ينبغي لنا الإقدام عليها كلّما سنحت الظروف، فقد كانت خطوة مقدامة شجاعة، وفي مكانها، إذ تحدت إرادة الدول الكبرى، وإستراتيجية تكريس التجزئة العربية وإسقاط الوحدة من الحساب.
 وختم بالقول: لقد كانت الوحدة سباحة ضدّ التيار، تيار الإستراتيجيات الدولية والواقع التجزيئي العربي، وإذا كان ثمن السباحة ضدّ التيار مكلفاً ومعرضاً للنكسات ومحفوفاً بالمخاطر، فأن السباحة مع تيار التجزئة والإستراتيجيات الدولية يلقي بنا إلى المستنقعات ويجعلنا غثاء بين الأمم.
المجذوب
 الدكتور محمّد المجذوب رئيس المنتدى القومي العربي قال من دعائم عقيدتنا في المنتدى القومي العربي الإيمان بالوحدة العربية بقالبها الاتحادي، والعمل من اجلها بِكُلّ ما أويتنا من فكر وجهد وسلوك وموقف. وأن سئلنا عن أسباب إيماننا وسعينا وحماستنا ولهفتنا للوحدة أدلينا بالمبررات الآتية:
 1- أنّها تدعم فكرة قيام اتحاد بضم الأقطار العربية في إطار تنظيم سياسي واحد، 2- أن غالبية الشعب في كلّ قطر عربي هللت لقيام جامعة الدول العربية، 3- ان كلّ قطر عربي عاجز، بمفرده، ولو ملك أضخم الثروات وأعظم الطاقات، 4- أنَّ البعث الحضاري لامتنا لا يمكن أنْ يتم، في عصر التكتلات الدولية العملاقة إلا بالاتحاد، 5- أنَّ الوحدة ليست مجرد تعاون وتشاور بين الأقطار العربية، وإنّما هي عمل ثوري يتفاعل باستمرار مع هدف ثوري أخر، 6- أنَّ الوحدة في الظروف القاسية التي تمر بها الأمة العربية، ضرورة تاريخية ومصرية، 7- أنَّ الوحدة هي وحدها التي توفر للعرب أسباب القوة والمنعة والعزة. 8- أنَّ الجماهير العربية تريد الوحدة، غير ان إرادتها لا تجد تجاوباً لدى الأنظمة العربية، 9- أنْ نجاح الوحدة القومية في بعض الأمم الحية تثبت لنا أن هذا الإنجاز التاريخي لا يتم إلا في أمة تتمتع بمقومات ثلاث: قيادة قومية حكيمة، وإرادة شعبية واعية، واستعداد صادق لدى المسؤولين للتنازل عند الحاجة.
 وهنأ المجذوب الرئيس السوري الراحل شكري القوتل الذي تنازل عن رئاسة سوريا من أجل الوحدة.
الحافظ
 كلمة "المثقفين الوحدويين" ألقاها الدكتور زياد الحافظ الذي قال: من هنا نبدأ، نبدأ من بيروت، بيروت التي نستعيد اليوم تراثها الوطني والقومي، بيروت حاضنة الوعاء القومي، بيروت التي عرفتها والتي اعتقد إنّني ما زلت اعرفها هي بيروت عبد الناصر وبن بللا، هي في طليعة تقديم الشهداء في سبيل الأمة من أمثال عبد الكريم الخليل ومحمّد ومحمود المحمصاني وأحمد طباره وعمر حمد وعبد الغني العريسي وهي التي آزرت دمشق في تقديم الشهداء في نفس اليوم.
 وأضاف الحافظ: هي بيروت القومية العربية، هي بيروت رياض الصلح التي أرادت أنْ لا تكون للاستعمار مقراً أو ممراً، هي بيروت تقي الدين الصلح وصدى "النداء القومي"، هي بيروت صائب سلام والتوافق الوطني بـ "لا غالب ولا مغلوب"، هي بيروت عبد الله اليافي "المقاوم الأوّل"، هي بيروت العلامة عبد الله العلايلي، هي بيروت المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد،هي بيروت محي الدين النصولي وعبد الله والمشنوق ومحمّد النقاش و "بيروت المساء"، هي بيروت عفيف ووفيق الطيبي وجريدة "اليوم" وبيروت "الأنوار" وسعيد فريحة، وبيروت "المحرر" ووليد أبو ظهر، هي بيروت النجادة وعدنان الحكيم، هي بيروت الهيئة الوطنية، هي بيروت التي ضحكت تلك الضحكة الكبرى مع القائد الخالد يوم تأميم قناة السويس، هي بيروت التي احتفلت بالوحدة العربية كأنها في قلبها وبناء السد العالي ليرويها، هي التي بكت يوم الانفصال ويوم غاب القائد الخالد والتي غضبت يوم الهزيمة، هي التي فرحت يوم عيد الجيش العربي في مصر القناة.
 وتابع الحافظ: هي بيروت التي احتضنت الأخوة الفلسطينيين النازحين من فلسطين المغتصبة، هي بيروت التي تظاهرت في سبيل استقلال الجزائر ونظمت من اجلها أكثر من مرة حملات جمع معونة الشتاء، هي بيروت التي كانت دائماً حاضنة لحركات التحرر العربي، وصدى لتطوراتها. هي بيروت التي كانت منبراً للفكر العربي التحرري، هي المدينة التي رفضت أنْ يرفع في سمائها العلم الصهيوني عندما اجتاح جيش العدو لبنان بينما كانت صامتة العواصم العربية.
 وختم الحافظ قائلا: هي بيروت ابنها بالولادة وبالانتماء، خالد علوان الذي أطلق أوّل رصاصة مقاومة في شارع الحمرا ضدّ جيش الاحتلال، أسست لخروجه منها، وفتحت الباب للمقاومة التي أجبرته على الانسحاب من الجنوب.

المغربي
 الأستاذ عبد العظيم المغربي نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب (مصر) قال أتيتكم من مصر العروبة إلى بيروت العروبة، بيروت التي يعلم الله كم كان قدرها وعزتها على قلب زعيم الأمة الراحل جمال عبد الناصر، أتيتكم لنحتفل ونتذكر يوماً خالداً من أيام امتنا في العصر الحديث ونتذكر بالمناسبة صاحب هذا اليوم ومآثره ولنستلهم الدروس المستفادة التي تقينا فيما تواجهه الأمة من محن.
 وأضاف المغربي: احيي ذكرى الرئيس رفيق الحريري واقف إجلالاً ووفاء وتقديراً لاستشهاد المناضل القائد المجاهد في سبيل الأمة العربية والإسلامية عماد مغنية (الحاج رضوان)، وأن اربط بين الشهيدين حيث أراد البعض أنْ يفرقنا، أن أوحد حيث أراد البعض أنْ يفرق، لقد كان دماً واحداً من أجل قضية واحدة هي عزة واستقلال لبنان.
 في هذا اليوم نقول إنّ دماء الشهداء تفرض علينا الوحدة، وأن ذكرى الوحدة العربية تتطلب منا أنْ نستلهم الدروس، ونتذكر ما ركز عليه القائد الراحل جمال عبد الناصر صاحب الرؤية الواضحة الثاقبة والمبصرة، أنْ تحقيق الوحدة هو الذي يسترد للأمة حقوقها المغتصبة في فلسطين وأن فلسطين القضية المركزية.
 وتابع المغربي: ولنتذكر عبد الناصر في هذه الذكرى، ونتوقف عند تاريخين، (يوم الانفصال ويوم غياب الرئيس عبد الناصر) لنرى أن الله أراد أنْ يربط بين هذين اليومين، يوم الاستشهاد ويوم الانفصال، عشر سنوات وقلب عبد الناصر ينزف من هذه الطعنة.
 وختم بالقول: يا أبناء بيروت ولبنان، وأحباب عبد الناصر، وحراس الوحدة أحرصوا على وحدتكم الوطنية واحذروا الفتن الطائفية وأن وحدتكم أهم وأغلى وأعلى من أي أمر أخر.

بشوّر
 الأستاذ معن بشوّر المنسق العام لتجمّع اللجان والروابط الشعبية اختتم المهرجان بكلمة بدأها بالقول إنّ كثيرون اتصلوا بنا بعد أحداث بيروت الدامية بالأمس ليسألوا إذا كنا مصممين على عقد المهرجان، فكان جواب الأخوة المسؤولين في التجمّع واحداً: نعم نحن مصممون لأنّنا لا نريد أنْ يكون في بيروت مشهد واحد، هو مشهد الإشكالات والاشتباكات الذي يتكرر هذه الأيام، بل أنْ يكون فيها مشهد التوحيد والوحدة، والتلاقي حول ثوابتنا، ولقد جاء لقاؤنا اليوم ليؤكّد على هذا المشهد.
 وقال بشوّر: إنَّ من استمع إلى تصفيق الجمهور الحماسي حين ذكر الرئيس رفيق الحريري والى تصفيقه الحماسي أيضاً حين ذكر الشهيد القائد المقاوم الحاج عماد مغنية، أدرك أنَّ اللبنانيين موحّدون على القضايا المحقة، وأنّهم يرون في دماء شهدائهم دعوة للوحدة ونبذ للفتنة.
 بشوّر قال أيضاً: إننا نتذكر، بعد نصف قرن، تلك الوحدة المغدورة لأنّنا ندرك أنْ تجزئة الأمة وتقسيم كياناتها وتفتيت مجتمعاتها، والتفرقة بين أبنائها هي أساس بلائنا، وهي مصدر ضعفنا وتخلفنا وجهلنا وجوعنا، وهي ذريعة حكامنا كي يذعنوا لاملاءات المستعمرين والمستكبرين، بل نقول لهم أنّه حين تكون الأمة مصابة في وحدتها، فأن كلّ قطر من أقطارها يكون مهدداً في وحدته، وفي امنه، وفي استقراره، وفي استقلاله، وفي اقتصاده الوطني، بل وفي حرية أبنائه وكرامتهم وعيشهم.
 وأضاف بشوّر: فأحياء هذه الذكرى أذن ليس عودة بنا إلى الماضي، كما يظن البعض، بل هو دعوة حارة إلى المستقبل، وهو ليس خطاباً خشبيا أكل الدهر عليه وشرب، كما يدعي البعض، بل هو رغبة جامحة في مواكبة العصر الذي لا مكان فيه الا للتكتلات الكبرى، ولا قوة فيه إلا للأمم الموحّدة، ولا مستقبل فيه إلا للدول المتكاملة في كلّ جوانب حياتها.
 والوحدة، وطنية أولاً ثمّ قومية، هي بوصلتنا نحو النهضة، ووجهتنا نحو التقدّم، وسلاحنا في وجه الغزاة والطامعين، وطريقنا نحو التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية، بل أنّها حصن ديمقراطيتنا وسبيل تجددنا الحضاري...
 واستطرد بشوّر إذا كانت أوروبا الغنية القوية لم تجد طريقا لاستمرار تطورها، وصون أمنها، غير الاتحاد الأوربي رغم كلّ الفروق والحروب التي استمرت لمئات السنين، وإذا كانت أفريقيا المثخنة بالفقر والجوع والويلات والحروب الأهلية اختارت الاتحاد الأفريقي طريقاً لمجابهة كلّ التحديات، وإذا كان العالم بِكُلّ قاراته يزخر بِكُلّ أنواع التجمعات الاقتصادية والمنظومات الدفاعية من أقاصي الشرق إلى أمريكا اللاتينية، ألا يحقّ لنا نحن العرب ان نرى اتحاداً بين دولنا، يحقق التكامل بين مواردنا، ويبنى القوة في وجه أعدائنا، ويحرر أرضنا من محتليها، ويعيد لنا مكانتنا بين الأمم، ويحترم الخصوصيات في كياناتنا الوطنية، وإذا كانت إستراتيجية أعدائنا تقوم على التجزئة في الأمة، والتفتيت في المجتمع، فأن إستراتيجية المواجهة والخلاص تقوم على الوحدة داخل مجتمعاتنا والاتحاد على مستوى الأمة.
 وأضاف بشوّر: أنّها لمفارقة كبرى هي تلك التي نعيشها وتعيش في كلّ جوانب حياتنا، فحين يتعامل معنا أعداؤنا كأمة واحدة نتعامل مع أنفسنا كأجزاء متناثرة متنافرة متناحرة، وحين يخططون لمواجهتنا بالجملة، نتصرف نحن في مواجهة مخططاتهم متفرقين ممزقين، وحين ينظرون إلى الغابة بأسرها ليروا كيف يحرقوها، لا نرى نحن إلا الشجرة التي نقف إلى جانبها مغلقين عيونها عن كلّ ما هو حولها، وهكذا يتغلبون علينا قبل أنْ تبدأ المعركة، لأنّهم يتفوقون علينا بالرؤية قبل أنْ يواجهونا في الميدان.
 أما المفارقة الكبرى الأخرى التي تفسر الكثير من خيباتنا وانكساراتنا وإذعاننا ورضوخنا، هي ضعف ثقة الكثير منا بأنفسهم وانبهارهم بقدرة أعدائنا وتشكيكهم الدائم بِكُلّ ظاهرة إيجابية تبرز بيننا.
 وتابع بشوّر: لقد نجحت المقاومة العراقية الباسلة، رغم كلّ محاولات التشويه التي تحيط بها، في أنْ تخترق مجتمع أكبر وأقوى دولة في العالم، وتحّول الحرب العدوانية على بلدهم إلى السجال الأبرز في السباقات الانتخابية الأمريكية، فيتقدم الصفوف إلى الرئاسة الأمريكية شاب أسود يحمل راية التغيير، كلّ رصيده أنّه وقف وحده في الكونغرس ضدّ حرب بلاده على العراق، ودعا وحده في مجلس الشيوخ إلى سحب فوري لقواتها من بلاد الرافدين.
 وسواء نجح بأراك اوباما في سباق الرئاسة الأمريكية أم لم ينجح، فلقد كشف عن عمق الحاجة إلى التغيير في المجتمع الذي ظن كثيرون أنّه عصي عن التغيير، وكشف ان هذه الحاجة لم تكن واردة لولا سنوات خمس من التضحيات والبطولات التي قدمتها المقاومة العراقية.
 وعلى المقلب الآخر، كشف تقرير لجنة فينوغراد قبل أسابيع، رغم أن ما لم يكشفه يبقى الأخطر والأهم، كيف أن بضعة آلاف من المقاتلين اللبنانيين صمدوا في وجه أكبر جيش وأقوى دولة في الشرق الأوسط، وكيف أنْ تفاعلات ذلك الانتصار التاريخي ما زالت تتفاعل داخل كيان العدو حتّى اليوم، وقد ظن العدو أنّه باغتيال أحد صناع هذا الانتصار الشهيد القائد عماد مغنية. قادر على وقف مفاعيله، وقد بتنا نراها اليوم في تصاعد مقاومة شعبنا البطل في قطاع غزة، وعموم فلسطين، والذي مازال مصراً على تصعيد المواجهة، رغم قوافل الشهداء، ورغم قسوة الحصار، ورغم مرارة الصراع بين أبناء الخندق الواحد، وهو صراع يسيء أساساً إلى القضية آلام، والى دمّ الشهداء المتدفق وبينهم شهداء كبار كابي عمار والشيخ أحمد ياسين اللذين ما رضيا يوماً ان تصل الأمور بين فتح وحماس إلى ما وصلت إليه.
 فإذا لم تكن إنجازات مقاومتنا العربية والإسلامية في العراق، وفي لبنان، وفي فلسطين، وفي الصومال، وفي أفغانستان مصدراً لثقة كبيرة بالنفس، ودعوة لاستمرار المقاومة حتّى النصر، فمن أين يمكن أنْ تأتينا هذه الثقة التي لا تتعزز إلا إذا أدركنا أن وحدة المقاومة في كلّ ساحاتها هي الطريق لمقاومة أعداء الأمة في كلّ أقطارها.
 وقال بشوّر: لو كان جمال عبد الناصر بيننا اليوم ماذا كان سيقول لنا من قصر القبة في القاهرة حيث كانت الأمة تجتمع كلها حول "صوت العرب" لتستمع إلى خطبه، بل ماذا كان سيقول لنا من شرفة قصر الضيافة في دمشق حيث كنا نزحف من لبنان من كلّ لبنان من طرابلس وكل الشمال أللآبي من صيدا وصور وكل جبل عامل الشامخ من الشوف وكل الجبل من بعلبك والهرمل وزحلة وجب جنين وراشيا وكل البقاع، بل من بيروت بالذات من كلّ أحياء بيروت، ومن ضاحية بيروت، بيروت التي هي توأم دمشق وشقيقتها في الروح والمصير ولن تفسد العلاقة بينهما لا مرارة الأخطاء ولا مكائد الأعداء.
كان عبد الناصر سيقول لنا: المقاومة وجدت لتبقى وستبقى...
وكان سيقول لنا ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة...
وكان سيقول لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف
وكان سيقول: ارفع رأسك يا أخي فلقد ولى عصر الاستعباد،
كان سيقول: من يساوم في حقوق بلده مرة يعيش ابد الدهر سقيم الوجدان، كان سيقول لا فضل لعربي على عربي الا بالجهاد والبناء، إلا بالمقاومة والكفاح، كان سيقول: الله أكبر فوق كيد المعتدي، كان سيقول شهداء الأمة هم منارات الحياة فيها.
فهل مازلنا في لبنان، وعلى امتداد الأمة، نسمع صدى تلك الكلمات التي هزت العالم يوماً، وأعزت العرب دوماً، أم ان نار العصبيات الضيقة قد أحرقت عقولنا، والحروب الصغيرة قد أعمت أبصارنا، والعنعنات التافهة قد طوقت ضمائرنا.
وقال بشوّر: إنَّ قتلة الحاج رضوان هم مالكو قرار الحروب المستمرة على لبنان، وعلى الأمة، وهم الذين شنوا حروب الاستيطان في فلسطين قبل قرن ونيف، وهم الذين شنوا حرب حزيران 1967 على مصر وسوريا والأردن وما تلاها من اعتداءات، هم الذين شنوا على لبنان الحروب والغزوات والاغتيالات والمجازر منذ أواخر الستينات حتّى العام 2006 مرورا بالغزو الكبير عام 1978 والغزو الأكبر عام 1982 وعدواني 1993 و 1996.
فهل يجوز أنْ نهرب من الجواب الساطع كالشمس، الواضح كالحقيقة، فندخل أمراً بهذه الخطورة في سجالات الداخل فلا نتقي الله في الوطن، ولا في الحقيقة، ولا في المقاومة، ولا حتّى في وصية الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي قال: أقدم استقالتي، واترك بلدي، ولا أوقع قراراً بنزع سلاح المقاومة إذا لم تكن المقاومة موافقة على هذا القرار.
إنَّ المقاومة المتكاملة مع جيشنا الوطني والمستندة إلى وحدة الشعب اللبناني هي سلاح فعال بيد لبنان بوجه اعتداءات الصهاينة ومطامعهم، وهي اليوم هدف الأعداء جميعاً الذين يريدون استدراج رجالها إلى نزاعات الداخل فيتخلصوا منها، ومن لبنان كلّه، عبر إغراقها وإغراقه في حروب أهلية دامية.
أليس هذا ما فعلوه قبل ثلاثة عقود بالمقاومة الفلسطينية؟ وبالحركة الوطنية اللبنانية؟!
وقال بشوّر: فلنحم أذن مقاومتنا الباسلة من العدو ولتحصّن مقاومتنا نفسها من مخطط الاستدراج هذا، فإذا كانت المقاومة درع الوطن وفخره، فالوحدة الوطنية هي ضمانة المقاومة وصمام امانها، والطريق إلى صون المقاومة والوحدة الوطنية تبدأ اليوم بإنجاح المبادرة العربية المتكاملة في بنودها، فننتخب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان دون إبطاء، ونشكل حكومة الوحدة الوطنية دون أنْ يمتلك أي فريق القدرة على الاستئثار أو التعطيل، ونجري انتخابات مبكرة هي الفيصل في كلّ أزمة سياسية تمر بها الدول الديمقراطية الراقية، ونتمسك بالنقاط الأساسية في البيان الوزاري الأخير لاسيّما لجهة التمسك بشرعية المقاومة.
وختم بشوّر قائلا: أنْ تجمّع اللجان والروابط الشعبية، وهو إطار وطني تنسيقي للمبادرات الشعبية والثقافية والاجتماعية والشبابية، الوطنية والقومية، يعتز بأن الوحدة عنده ليست خطاباً في مناسبة، أو شعاراً في مظاهرة، بل أنّها نهج في سلوكه، ورؤية لممارسته، وإطار لبنيته الجامعة، ومنطلق لمبادراته الوطنية القومية، لذلك حرص دائماً أنْ يكون جسراً بين اللبنانيين وبينهم وبين أشقائهم العرب وسداً بوجه الفتنة والانقسام والحرب الأهلية بل بوجه كلّ أعداء لبنان والأمة، يحمل قضية لبنان إلى دنيا العرب ويحمل قضايا العرب إلى ضمير لبنان.
لقد وقف التجمّع باعتزاز مع كلّ المؤسسات التي يتآخى معها في وجه الحرب اللعينة ومشاريع الفدرالية والتقسيم، وكان في قلب حركة السلم الأهلي في أواخر الثمانينيّات التي مهدت لإنهاء الحرب في اتفاق الطائف، وهو اليوم سيقف بالقوة ذاتها في وجه دعوات الفتنة، ولغة الشتائم، وحروب الزواريب، ومنطق الانقسام، مدافعاً عن وحدة لبنان وهي مبرر وجوده، وعن عروبة لبنان وهي معنى رسالته، وعن مقاومة لبنان وهي درع استقلاله، وعن السلم الأهلي وهو ضمانة استقراره، فتلتقي مع كلّ من يجعل من هذه الثوابت أهدافاً لحركته، ونخالف من يحيد عنها أو ينقلب عليها، مدركين أنَّ الاختلاف في الآراء ضرورة لكن الخلاف على المصير ضرر كبير.


التاريخ: 17/2/2008