ما أن غادر الرئيس الأميركي جورج بوش أرض فلسطين، بعد محادثاته مع كلّ من أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض، حتّى شنّ الكيان الصهيوني حملة عسكرية شرسة وسد معابر الإمداد بالوقود والغذاء والدواء في قطاع غزة، إلى جانب اقتحام مدينة نابلس، وقد أسفر ذلك عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، والهجمة الإجرامية ما زالت مستمرة ما يؤكّد أنّها إحدى نتائج زيارة بوش المرفوضة أصلاً من شعوبنا.
وقد تفاقمت هذه الحملة فاتخذت شكل حرب إبادة شاملة ضدّ القطاع الذي يتعرض الآن إلى قطع التيار الكهربائي فضلاً عن التجويع والمجازر في عمليات عقاب جماعي تعني إصدار حكم شامل بالإعدام الفوري على الأطفال والمرضى والنساء والشيوخ، فيما تتواصل عمليات التوسع في الاستيطان والاستمرار في بناء الجدار. ودون أن يدعو هذا كلّه إلى موقف من السلطة الفلسطينية حدّه الأدنى وقف هذه المفاوضات التي يعلن المفاوض الفلسطيني عن فشلها في أي شيء عدا استمرارها.
إن الشعب الفلسطيني قيادات وفصائل وجماهير وفي المقدمة حماس وفتح، مدعوون إلى الاتّحاد ومواجهة هذه الهجمة الصهيونية والأميركية الإجرامية بحكومة وحدة وطنية، وإلى ضرورة الضغط على الرئيس محمود عباس لوقف المفاوضات فوراً والاستجابة للإرادة الوطنية والشعبية الفلسطينية والعربية، لأن استمرارها هو إعطاء غطاء لهذه الحرب الصهيونية- الأمريكية التي وضعت حياة أكثر من مليون ونصف مليون في القطاع في خطر داهم، وتجعل القضية الفلسطينية عرضة للتصفية.
والمؤتمرات الثلاث في إزاء هذا العدوان تؤكد على ما يأتي:
1- تكرار إدانتها لاستقبالات بوش في المنطقة، ولهذه الحرب العدوانية التي نجمت عنها على قطاع غزة، وللاغتيالات والاقتحامات والاعتقالات في الضفة الغربية.
2- مطالبة الرئيس محمود عباس بإعلان الانسحاب الفوري من المفاوضات كأقل ردّ على هذا العدوان وعلى التوسع الاستيطاني والاستمرار في بناء الجدار
3- دعوة كلّ من حركتي فتح وحماس إلى العودة الفورية للحوار الجاد والمخلص، وأن تكون الخطوة الأولى الإعلان عن وقف الحملات الإعلامية.
4- الدعوة إلى وحدة الموقف مع سائر الفصائل والقوى الفلسطينية في مواجهة العدوان، فالوحدة الوطنية لم تعد في هذه اللحظة مطلباً تحتمل الجدل والتأجيل، والتعبير عنها يقتضي تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة.
5- دعوة الشقيقة مصر إلى فتح معبر رفح ومد القطاع بالوقود وبالكهرباء فليس معقولاً أن يضخ نفط مصر العربي إلى دولة العدو فيما يبيت أهل غزة في الحصار والظلام ويموتون جراء انقطاع العلاج والدواء.
6- مطالبة الشعوب العربية والإسلامية وجماهير الأمة بوقفة نصرة قوية لشعبنا الفلسطيني في القطاع والضفة، والضغط على الحكومات العربية لكسر الحصار المفروض وكل أشكال الدعم له.
إن المؤتمرات الثلاثة إذ تحيي صمود ومقاومة غزة الباسلة والضفة الغربية الأبية فإنها لواثقة من أنّ أهلنا سيهزمون العدوان بإرادتهم التي لن تلين وستكسر شوكة العدو. فهذا شعب لا يعرف إلا التضحية والفداء والشهادة ولا يعرف للاستسلام سبيلاً.
ولينصـرن الله مـن ينصـره إن الله لقـوي عـزيـز
عبـد العزيز السـيد الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية
منيـر شـفيق المنسق العام للمؤتمر القومي -الإسلامي
خالد السـفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي
التاريخ: 21/1/2008