المؤتمر القومي العربي
Arab National Congress
ادلى مصدر مسؤول في الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي بما يلي:
فوجئت الاوساط الشعبية العربية بالتصريح المنسوب الى "مصدر مسؤول" سعودي حول الاوضاع في لبنان والذي يحاول تحميل المقاومة مسؤولية العدوان الصهيوني على لبنان.
اننا اذ نتطلع الى توضيح رسمي من الحكومة السعودية حول صفة هذا "المصدر"، وحول الموقف الرسمي للعاهل السعودي وحكومته مما يجري في لبنان نود التأكيد على الامور التالية:
1 – ان عملية الوعد الصادق البطولية التي نفذها مجاهدو المقاومة اللبنانية وادت الى اسر جنديين صهيونيين وقتل عدد آخر لم تكن مغامرة غير محسوبة ولخدمة اطراف اقليمية، بل هي عملية نوعية رائعة اعتزّ بها كل عربي ومسلم بعد سنوات من الشعور بالخيبة والاحباط، وبعد اسابيع من الصمت الرسمي المريب ازاء العدوان الوحشي على غزة، وهي عملية محسوبة تخطيطاً وتنفيذاً في اطار الهدف المحدود لها وهو اسر جنود لمبادلتهم مع الاسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.
2 – ان قيادة المقاومة لم تخفِ منذ فترة طويلة نيتها الاقدام على اسر جنود صهاينة لانجاز عملية التبادل، وهو ما ينفي اي ادعاء بان احداً في الحكومة اللبنانية او الشعب اللبناني او في المحافل العربية او الدولية لم يكن على علم بنية المقاومة، ولم يصدر اي بيان عن اية جهة يرفض هذه النية لدى المقاومة، اما وضع الجميع في تفاصيل العملية وتوقيتها فهو امر غير معقول كما يعرف الجميع.
3 – ان التشكيك عن توقيت العملية يتجاهل ان المقاومة حاولت مراراً اسر جنود صهاينة، وفي بعض الاحيان كانت تجري اشتباكات على هامش هذه العمليات.
ولذلك نرى ان توقيت العملية لم يكن مرتبطاً اذن الا بظروف نجاحها وليس باعتبارات اخرى وهذا ما اكدته المقاومة.
4 – ان آخر ما نتوقع منه صدور مثل هذا الموقف عنه هو ان يأتي من جهة رسمية سعودية، لان التعامل الصهيوني والامريكي منذ اكثر من اربع سنوات مع مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز والمعروفة "بمبادرة السلام العربية" الصادرة عن قمة بيروت العربية، يكشف بوضوح ان اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو هي لغة المقاومة، فيما كانت كل الجهود الديبلوماسية العربية والسعودية خصوصاً تتبدد امام العناد الامريكي والصهيوني.
فما من مبادرة نجحت في تحرير شبر واحد من الارض، او اسير من ابناء فلسطين والامة، او في وقف عدوان، بل ان الرد الصهيوني على "المبادرة العربية" – التي نتحفظ عليها من موقعنا المبدئي والقومي – كان باعادة احتلال مدن الضفة الغربية ومحاصرة الرئيس الشهيد ابي عمار حتى الاجهاز عليه.
ان المؤتمر القومي العربي يعتبر ان هذا الموقف، الذي يأمل ان لايكون الموقف الرسمي السعودي، موقف مدان بكل المقاييس لانه يصب مباشرة في خدمة الموقف الصهيوني – الامريكي، ويغضّ الطرف عن الاجرام الصهيوني الممارس ضد ابناء لبنان وبنيته التحتية ومنشآته المدنية، كما غضّ الطرف ولم يتحرك احد عندما وقع العدوان على غزة والاراضي الفلسطينية.
وهو ايضاً موقف مدان لانه اختير له ان يعلن يومين قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب في اطار جامعة الدول العربية، في محاولة للحيلولة دون اتخاذ موقف حازم تجاه العدوان على فلسطين وعلى لبنان.
اننا اذ نضع هذه الملاحظات، فاننا نتطلع الى توضيح سريع من الحكومة السعودية يبدد القلق الكبير الذي اثاره تصريح المصدر السعودي، آملين ان لا يترك هذا التصريح آثره على موقف وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم غداً السبت، ولا على الموقف الداخلي في لبنان، لان لبنان ومقاومته الباسلة خصوصاً، يحتاج من العرب الى دعم ومساندة لصموده الاسطوري ولمواجهته الاستثنائية، فلو تحرك الرسميون العرب لحظة العدوان على غزة، لما رأينا العدوان اليوم على لبنان، وتحركهم اليوم ضد العدوان على لبنان لن يحمي لبنان فقط بل سيحمي غداً دولاً عديدة من العدوان المتعدد الاهداف والعناوين والاساليب.
التاريخ: 14/7/2006
|