المؤتمر القومي العربي
Arab National Congress
السيد المحترم الاستاذ عمرو موسى
الأمين العام للجامعة العربية
إلى متى سيستمر التفرج العربي على إبادة الشعب الفلسطيني؟
السيد الامين العام المحترم
بعد التحية
وأنا أفكر في مكاتبتكم على عجل، استحضرت تساؤلات عدة تطرح كلما فكرنا في مخاطبتكم أو مخاطبة النظام الرسمي العربي، تتلخص في .. ما الفائدة؟ لكن قررت أن أكتب إليكم، ومن خلالكم إلى كل مسؤول عربي، إمعاناً في تحميلكم مسؤولية حماية فلسطين والقدس ومسؤولية أرواح الشهداء الذين يتساقطون يوميا دفاعاً عن فلسطين، وعن الامة.
أفترض السيد الامين العام، أنكم لم تناموا طيلة ليلة الثلاثاء – الاربعاء (27 – 28) يونيو، ولا في الايام التالية، وتابعتم حشود قوات الارهاب الصهيوني وهي تتجمع حول رفح الصامدة دوماً، وطائراته وهي تقصف الجسور ومحطة توليد الكهرباء الرئيسية والعديد من المواقع والبنى التحتية في قطاع غزة، ثم اخبار الاعتقالات التي طالت وزراء ونواباً ورؤساء مجالس بلدية وشخصيات فلسطينية بارزة تحت سمع العالم وبصره.
وافترضت أنكم فكرتم في الادلاء بتصريح تعاتبون فيه "إسرائيل" على الإفراط في استعمال القوة، أو في اصدار بيان يدين الاعتداء ويطالب بايقافه، مع " مناشدة " الاخوة الفلسطينيين بإطلاق سراح الجندي الاسرائيلي "المختطف".
لكن افترضت ايضا أنكم، وكواحد من أبناء هذه الامة، وككل إنسان، كنتم تتابعون جرائم الارهاب الصهيوني وقلبكم يقطر دماً، وأنكم لا تنازعون في أن ما يجري يشكل قمة الاجرام والارهاب، وفي أن مقاومة الاحتلال حق وواجب، وفي أن الكيان الصهيوني لم يتوقف يوماً واحداً عن القتل والتدمير والاعتقال والاختطاف، وانه يواصل محاصرة وتجويع الشعب الفلسطيني والاجهاز على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وخاصة المسجد الاقصى، الى غير ذلك من الجرائم التي يصر قادة الارهاب على التغني بها، والتي لم تحرك ساكنا لديكم ولدى المسؤولين العرب والمجتمع الدولي.
لكن، كيف يمكن ان نفهم او ان يتفهم المواطن العربي، والمقاوم الفلسطيني اللامبالاة التي تطبع موقف النظام العربي الرسمي تجاه حرب الابادة ضد ابنائنا في فلسطين، وكيف يمكن لكم وللمسؤولين العرب، من مختلف المسؤوليات، أن تبقوا في وضعية المتفرج على ما يجري.
هل اناشد فيكم ومن خلالكم كل الحكام العرب، عروبتكم، أم اناشد فيكم انسانيتكم، هل اناشدكم ان تنسوا للحظة واحدة امريكا، أن تنسوا الارهابي أولمرت وأن تتذكروا المناضلين الشرفاء من ابناء شعب فلسطين وقادته المجاهدين، أن تنسوا للحظة واحدة ان بين يدي الفلسطينيين أسير صهيوني وأن تتذكروا الاف الاسرى الفلسطينيين، الشيوخ من بينهم والاطفال والنساء.
باسمي وباسم الاخوة في المؤتمر القومي العربي، أحملكم، وكل المسؤولين العرب المسؤولية في مواجهة ما يتعرض له ابناء شعبنا الفلسطيني من جرائم متواصلة من طرف عصابات الارهاب الصهيوني، وأؤكد لكم أن في إمكان الامة العربية أن توقف العدوان، وفي إمكانها أن تحبط مخطط حصار وتجويع الشعب الفلسطيني، وفي امكانها أن توجه جهودها لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف، عوض محاولات الضغط على الحكومة الفلسطينية من اجل الخضوع للاملاءات الصهيونية.
أطالبكم بالتحرك الفوري عربياً واقليمياً ودولياً، وباتخاذ المواقف والاجراءات الكفيلة بردع العدوان وحماية فلسطين شعباً وارضاً ومقدسات، وبفك الحصار السياسي والاقتصادي عن شعب فلسطين وحكومته المنتخبة، وقد اعتقل نصفها، كما اعتقل العديد من اعضاء المجلس التشريعي المنتخب، والعديد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية، بل اطالبكم بتقديم كل اشكال الدعم، بما فيه الدعم العسكري، الى الشعب الفلسطيني.
وفي انتظار ذالك تقبلوا فائق التحية والتقدير
الامين العام للمؤتمر القومي العربي
خالد السفياني
|