بيان صادر عن المؤتمر 19/5/2005 ((مواقف 2005)) المؤتمر القومي العربي Arab National Congress  بشور في حوار مع شباب فلسطين في الرشيدية في ذكرى النكبة * من غير الواقعي عدم رؤية المأزق الصهيوني في فلسطين والارتباك الأمريكي في العراق. * هيكل قال لي في القاهرة للمرة الأولى منذ سنوات اشعر أن الحراك في مصر جدي ويبشر بالخير. * شهادة غالاواي أمام  الكونغرس الأمريكي دليل على قوة الحق العربي. * المؤتمر القومي العربي ليس تنظيما شعبيا ميدانيا ولكن أعضاءه هم من ابرز قادة الفكر والنضال في أقطارهم.  في حوار له مع العشرات من شباب فلسطين في مخيم الرشيدية – جنوب لبنان نظمته المؤسسة الوطنية للرعاية الاجتماعية – بيت أطفال الصمود   في الذكرى 57 للنكبة الفلسطينية اكد الأمين العام للمؤتمر القومي العربي السيد معن بشور، للشباب إذا كان جيل آبائكم هو جيل النكبة والتشرد فجيلكم حتما هو جيل العودة والتحرير.  وقال بشور إذا كان بعض المتشائمين لا يرى باسم الواقعية إلا الجوانب المظلمة في واقعنا الراهن وهي حتما كثيرة بدءا من الاحتلال والتدخل الأجنبي إلى حال الاستبداد والفساد والتشرذم والتعصب، فان الواقعية الحقيقية أيضا هي التي تستطيع أن ترى أيضا اهتزاز المشروع الصهيوني في جذوره العقائدية وفي استقراره الأمني وفي بنيته الاقتصادية وفي صورته الأخلاقية والديمقراطية التي طالما حاول تسويقها أمام الرأي العام الدولي كضحية لنازية قديمة بات هو نفسه رمزا لصورتها الجديدة وما كان هذا ليتم لولا الانتفاضة المقاومة التي باتت داخل فلسطين. وأضاف بشور أن الواقعية الحقيقية هي القادرة أيضا على رؤية حجم الارباكات والإخفاقات التي يواجهها المشروع الأمريكي الجديد بصورته الإمبريالية والذي اعترف جنرالات البنتاغون انه واجه 27 ألف عملية عسكرية في العراق خلال عامين، لم نسمع عبر وسائل الإعلام سوى عن المئات في واحدة من اكبر عمليات التضليل والتعتيم الإعلامي التي عرفها العالم. وقال بشور أن المشهد العراقي يظهر بكل وضوح حجم هذه الخسائر والإخفاقات الأمريكية على الصعد البشرية والاقتصادية والسياسية والاستراتيجية حيث تطوى المقاومة العراقية الباسلة وبسرعة كل مرحلة من مراحل ما يسمى بالعملية السياسية وتلحقها بسابقاتها كواجهة جديدة من واجهات الاحتلال، وما اضطرار المحتل الامريكي الى استخدام الفتنة في العراق كسلاح اخير في جعبته التي بدأت بالنفاذ من اسلحتها الا التعبير الاصرح عن فشل مشروعه الذي بدأ تحت شعارات الديمقراطية والتحديث والاصلاح فسقط في معسكرات التعذيب، ومفردات العرقية والمذهبية والطائفية والقبلية، وفاحت من جنباته روائح الفساد  الممتدة من المنطقة الخضراء في بغداد الى الدوائر المحيطة بديك  تشيني في البيت الابيض في واشنطن. غير أن الأهم من ذلك كله، حسب بشور، هو ذلك المتعلق بالعلاقة بين المشروع الامريكي والمشروع الصهيوني بعد ان قدم الكيان الصهيوني نفسه، منذ نشأته قبل 57 عاما، كحام للمصالح الاستراتيجية الامريكية في المنطقة وكقاعدة امامية لحراستها، فاذ به بعد كل هذه العقود يتحول الى عبء عسكري وسياسي واقتصادي واخلاقي ثقيل على السياسة الامريكية وسمعتها في المنطقة، وبات على الادارة الامريكية المسيّرة صهيونيا ان ترسل جنودا وضباطا يموتون في العراق كل يوم من اجل حماية "اسرائيل" التي قامت اساسا لكي لا تضطر واشنطن ان ترسل قواتها الى المنطقة. اما الجانب الآخر من المأزق الذي يواجهه المشروع الامريكي هو في الارتباك الحاصل بين شعارات الاصلاح التي رفعها بهدف الضغط على الانظمة وبين واقع التحرك الشعبي الواسع الذي بدأ ينطلق في المنطقة بهدف التغيير الديمقراطي الهادف الى استعادة الشعب لقراره وسيادته ليس من الحاكم المستبد فحسب، بل ايضا من المحتل والمتدخل والمهيمن الاجنبي. وكشف بشور ان العديد من قادة حركة "كفاية" المصرية والاخوان المسلمين الذين يقودون التظاهرات اليوم في مصر هم من الذين قادوا على مدى السنوات الماضية حملات التضامن مع فلسطين والعراق، وبالتالي فان آفاق تحركهم لن تكون محلية فحسب، بل ذات بعد قومي واسلامي واسع تستعيد من خلاله مصر دورها الذي فقدته عبر العقود الثلاثة الماضية، وكلنا يعرف ان نقطة التحول في مجمل الوضع العربي الراهن انما تبدأ من مصر، والارهاصات الكفاحية والجهادية التي تشهدها الامة في ساحات اخرى انما تعجل بهذا التحول المرتقب. واضاف بشور في حوار ان الكاتب المصري الكبير الاستاذ محمد حسنين هيكل قال له قبل ايام في القاهرة انه يشعر للمرة الاولى منذ سنين طويلة ان الحراك الحقيقي في مصر نحو التغيير قد بدأ، وانه ربما يستغرق فترة غير قصيرة لكنه حتما يسير بالاتجاه الصحيح. واشار بشور الى ان انعقاد الاجتماع الثاني للهيئة الشعبية العربية لنصرة العراق في القاهرة بحضور حشد من ممثلي المؤتمرات والاتحادات النقابية والمهنية واللجان الوطنية لدعم العراق وفلسطين في كل الاقطار العربية، وبحضور النائب البريطاني الشجاع جورج غالاواي هو تعبير ايضا عن مناخ جديد في مصر ينبغي ان نتابعه جيدا. وبشور اضاف ان نجاح  غالاواي في تحويل جلسة الاستماع اليه في مجلس الشيوخ الامريكي من جلسة اتهام له الى جلسة اتهام للسياسة الامريكية ذاتها، وجلسة دفاع عن قضايا امتنا امام العالم، هو دليل آخر على اننا لم نعد وحدنا في هذا العالم، بل ان الحركة العالمية المناهضة للعولمة والهيمنة الاستعمارية والعنصرية باتت ترى في فلسطين والعراق عنوانين لمعظم نضالاتها، بل عناوين لاهم معارك العصر بوجه اعداء الانسانية. بشور اوضح ان المؤتمر ااقومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي، والمؤتمر العام للاحزاب العربية ليسوا تنظيمات شعبية تقود تحركات ميدانية، بل هم اطر للتلاقي بين تيارات كانت متخاصمة ومتباعدة، واطر للتحاور حول مجمل التحديات التي تواجهها الامة للخروج برؤى وتصورات لمواجهتها، ودعوات لحمل مشروع النهوض الحضاري العربي كمشروع خلاص لهذه الامة، ولكن من يتابع الحركة الفكرية والثقافية والنضالية والجهادية العربية يدرك ان معظم قادة هذه الحركة ووجوهها الابرز هم اعضاء في هذه المؤتمرات التي لو لم تكن تشكل عنصر مواجهة جدي، لما تعرضت لكل هذه الهجمات الاعلامية المتلاحقة، او التعتيم الاعلامي المدروس. بشور قال ان مستقبل الفلسطينيين في لبنان يتجه في احد خيارين اما العودة وهذا ما سنناضل معا لتحقيقها، او التهجير وهو ما سنعمل معا للحيلولة دونه، اما دعوات التوطين فهي دعوات تستبطن فتنا مستمرة بين اللبنانيين والفلسطينيين وفق معادلة كتبت عنها  في احدى الصحف منذ عشر سنوات وهي "فتنة التوطين وتوطين الفتنة"، أي توطين يمهد لفتنة، وفتنة توطن نفسها في لبنان. وختم بشور ان هدف قرار 1559 عام 2004 الحقيقي هو استكمال ما عجز عن تحقيقه الغزو الاسرائيلي عام 1982، مضافا اليه الثأر من انتصار المقاومة اللبنانية، والنيل من الصمود الرائع، للمخيمات الفلسطينية بوجه مجازر واهوال فتحتم عيونكم على مشاهدها، وعانيتم مع شعبكم من محنها. وختم بشور بضرورة تمتين الوحدة الوطنية الفلسطينية اولا، وتمتين روابط الاخوة اللبنانية – الفلسطينية على قواعد المراجعة النقدية الجريئة للتجربة السابقة ثانيا، وما استضافة مخيمكم قبل ايام لمهرجان شارك فيه ممثلون عن ابرز القوى السياسية اللبنانية الا الدليل على تمسك اللبنانيين بحق اخوتهم الفلسطينيين في العيش بكرامة وفي النضال من اجل العودة والتحرير. التاريخ: 19/5/2005