المؤتمر القومي العربي
Arab National Congress
بيان صادر عن
الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي
تكشف القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ضد السودان واخرها القرار رقم 1592 تكشف عن جملة امور بالغة الخطورة:
أولاً: لا يمكن فهم هذه القرارات ضد السودان الا في إطار مخطط شامل يستهدف امن الامة القومي واستقرار دولها ووحدة كياناته الوطنية وحقها في استثمار مواردها، بل نرى فيها تكرارا لمسلسل القرارات الدولية التي مهدت للعدوان على العراق واحتلاله وتدمير دولته وبناه، وتلك التي تستهدف لبنان وسوريا في إطار ضغوط تستهدف مواقع الممانعة والمقاومة في الأمة، كما نرى فيها استمرارا لما تتعرض له إيران من تهديدات لضرب نشاطها النووي السلمي، ناهيك عما يتعرض له شعب فلسطين من مجازر ومؤامرات.
ثانياً: إن المؤتمر القومي العربي يدين كل جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والجرائم السياسية بكل أنواعها، سواء الجماعية منها أو الفردية، التي يرتكبها أفراد أو جماعات أو أجهزة رسمية، ويدعو إلى محاكمة المجرمين أيا كانوا.
كما نحذر، في الوقت ذاته، من الانتقائية في محاكمة المجرمين ، وتحديد الجرائم، واستخدام هذه المحاكمة لخدمة أغراض وأهداف سياسية ولانتهاك السيادات الوطنية واستقلال الدول، كما هو الحال مع قرار مجلس الأمن حول السودان.
ثالثا: من اللافت أن يصدر مجلس الأمن الخاضع للضغوط الأمريكية قرارا بمحاكمة مجرمي الحرب في دارفور أمام المحكمة الجنائية الدولية، فيما نلاحظ أن واشنطن نفسها، ومعها تل أبيب، لم توقعا على اتفاقية روما الخاصة بتشكيل هذه المحكمة التي يبدو ان واشنطن أرادتها لمحاكمة الآخرين فقط، بينما جرائمها في العراق وأفغانستان وغوانتامو، وجرائم الصهاينة في فلسطين لا تخضع لأي مساءلة او محاكمة.
رابعاً: يشكل صدور هذه القرارات انتهاكا سياسيا لميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي ويؤكد من جديد على سيطرة الحالف الغربي وعلى رأسه واشنطن على الامم المتحدة وعلى المنطقة العربية والاسلامية في سياق الاذعان الكامل، كما تكشف من جديد ازدواجية المعايير والمقاييس التي تعتمدها المنظمة الدولية التي تسارع إلى إصدار القرارات وتنفيذها حين يكون الأمر متعلقا ببلد عربي أو إسلامي، وتغض النظر عن حروب ومجازر ترتكبها دول كبرى او الدولة التابعة لها في بلداننا وضد شعوبنا.
خامساً: تتضح خطورة هذه الهجمة الغريبة على السودان، أنها تأتي فيما السودان يحقق إنجازا كبيرا عبر اتفاقية السلام التي أنهت الحرب في الجنوب، وكأنها تؤشر بوضوح أن المخطط الاستعماري يقوم على قاعدة انه اذا أنجز السودان سلامه الداخلي فانه سيصبح عرضة من جديد لحرب خارجية تحول دون استقراره وازدهاره وتنمية اقتصاده وتمتين وحدته الوطنية.
سادساً: أن مواجهة هذه القرارات الجائرة بحق السودان هي مسؤولية السودانيين جميعا في كل مواقعهم الرسمية والشعبية، وهم بالتالي مدعوون إلى تجاوز كل الأسباب والظروف التي حالت دون تلاقيهم وتضامنهم وتفاعلهم وإنجاز مصالحة وطنية شاملة وتحقق انفتاح ديمقراطي واسع، بل أن هذه المواجهة هي أيضا مسؤولية عربية وإسلامية، شعبية ورسمية، لان الأمة كلها مستهدفة اليوم من خلال السودان.
أن المؤتمر القومي العربي الذي سيعقد دورته السادسة عشرة في الجزائر ما بين 6-9 نيسان 2005 سيخصص جزءا من مداولاته لكي يدرس القضية السودانية وسبل مواجهة التحديات والمخاطر التي يتعرض لها السودان من اجل الخروج بالتوصيات المناسبة.
التاريخ: 2/4/2005
|