المؤتمر القومي العربي
ARAB NATIONAL CONFERENCE
بشور يعود من الجزائر:
العرب يعانون من حال اختلال واعتلال ومن احتراب واحتقان،
والرد بتلازم الإصلاح والمصالحة لمواجهة الهيمنة والاحتلال.
اعتبر السيد معن بشور "إن الأمة العربية تشكو في حياتها الداخلية من ظاهرتين ملازمتين أولهما اعتلال واختلال على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية، وثانيهما حال الاحتقان والاحتراب، المعلن أو الكامن، على المستوى الشعبي والأهلي والاجتماعي، وهذا ما سهّل على قوى الهيمنة الأجنبية والاحتلال المباشر تنفيذ مخططاتهما تجاه المنطقة".
واعتبر بشور إن "التلازم بين مواجهة حال الاختلال والاعتلال من جهة وحال الاحتراب والاحتقان من جهة أخرى هو الذي يفرض علينا مهمة التلازم بين انجاز الإصلاح والمصالحة الوطنية، حيث من الصعب انجاز أي إصلاح حقيقي في ظل انقسام أهلي ومن الصعب انجاز أي مصالحة وطنية إذا لم يواكبها جهد واسع لإصلاح الخلل في أوضاعنا العامة".
كلام بشور هذا جاء في مداخلة له ألقاها خلال ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي الذي نظمته حركة مجتمع السلم في الجزائر وحضرته شخصيات عربية ودولية في الذكرى السنوية الأولى لوفاة مؤسس الحركة الشيخ محفوظ نحناح.
ولفت بشور إلى وجود سمات مشتركة بين الإصلاح والمصالحة ذلك أن الإصلاح ليس قراراً بل هو مسار، وكذلك المصالحة، وكلاهما ثقافة وممارسة، حيث ترتكز المصالحة على فكرة القبول بالآخر واحترام الآخر وصولا إلى فهم الآخر والتعامل معه فيما يرتكز الإصلاح على ثقافة التغيير من ضمن ثوابت الأمة.
وقال بشور: إن المصالحة والإصلاح يشتركان في إنهما علاقة بين المجتمع والدولة، كما هما شرطان لمواجهة تحديات النهضة في الأمة، حيث يتصل المفهومان بكل عناصر المشروع الحضاري النهضوي العربي.فالوحدة العربية لا تقوم في ظل الانقسام الأهلي والاستبداد السياسي، وكذلك الاستقلال الوطني والقومي، والديمقراطية، والتنمية، والعدالة الاجتماعية والتجدد الحضاري.
ورأى بشور إن الإصلاح والمصالحة هما عمليتان تحتاجان إلى أن نعتمد أسلوب التنازل المتبادل بين أطراف المجتمع من اجل تحقيقهما كي لا نضطر إلى التنازل أمام الضغوط الأجنبية كما يحصل اليوم، والإصلاح والمصالحة يحتاجان أيضاً إلى تعميق فكرة التوافق الوطني حيث ان الديمقراطية في مجتمعاتنا ليس فقط علاقة بين المجتمع والدولة، وبين المواطن والمواطن، بل هي أيضاً علاقة بين الجماعات المتنوعة التي تتكون منها أقطارنا، بالإضافة إلى أن المصالحة والإصلاح يشترطان قيام كل الأطراف المعنية بمراجعة نقدية جريئة لممارساتها .
وشدد بشور على ضرورة التمييز بوضوح بين إصلاح تحتاجه الأمة وينبع من صميم قواها، وبين إصلاح مفروض علينا من الخارج لتغطية مشاريع هيمنة واحتلال ومخططات تمزيق وحدتنا وتدمير مقومات وجودها وهويتنا وحضارتنا.
ولفت بشور إلى انه لكل من الإصلاح والمصالحة طريقهما الخاص، في كل بلد ومجتمع علينا تلّمسه بدقة، فكما لاحظنا أن حرباً نشبت في لبنان قد أفسحت المجال لاحتلال صهيوني، فإننا نلاحظ في العراق احتلالاً أمريكياً يسعى بكل الوسائل لإشعال حرب أهلية.
وختم بشور إن تمسك العرب اليوم بمطلبي الإصلاح لمواجهة الخلل في كل جوانب حياتنا، وبالمصالحة لقطع الطريق أمام حالات التوتر والاحتقان والاحتراب المعلنة او الكامنة، هو اليوم ردنا الحقيقي على كل مخططات الأعداء، والبداية الحقيقية لأي نهوض حقيقي في حياة الأمة.
عودة بشور
ومن جهة أخرى عاد السيد معن بشور الأمين العام للمؤتمر القومي العربي بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام شارك خلالها في ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي الذي انعقد تحت عنوان "المصالحة الوطنية" الذي نظمته حركة مجتمع السلم (حمس).
وقد التقى بشور خلال زيارته وزير الخارجية السيد عبد العزيز بلخادم بحضور الدكتور زهير الخطيب منسق المنتدى الاقتصادي والاجتماعي، كما لبى دعوته إلى غداء أقامه بلخادم على شرف بشور بحضور الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي السيد عبد الحميد مهري والوزيرين السابقين عبد المجيد مناصرة وعبد القادر بن قرينه وشخصيات جزائرية وعربية.
كما زار بشور الرئيس الجزائري الأسبق السيد احمد بن بله في منزله في الجزائر حيث التقاه والخطيب، والسيد خالد بن إسماعيل (الأمين العام للحركة الاشتراكية من اجل الجزائر ورئيس التنسيقية الجزائرية لمواجهة المد الصهيوني) حيث عبّر بن بله عن سعادته بمبادرة المؤتمر القومي العربي إلى تشكيل "هيئة عربية شعبية لنصرة العراق" نظرا للأهمية الكبرى التي تنطوي عليها قضية العراق بما هي قضية مقاومة للاحتلال، وتداعياتها على المستويات العربية والدولية.
كذلك التقى بشور السيد أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم وعددا كبيرا من قادة الحركة وبينهم وزراء وبرلمانيون.
كما اجتمع بشور خلال وجوده في الجزائر بأعضاء المؤتمر القومي العربي وفي مقدمهم أعضاء الأمانة العامة السادة عبد الحميد مهري الأمين العام السابق لجبهة التحرير الجزائرية، والوزير السابق د. علي بن محمد، والسفير السابق محمد لخضر بلعيد.
التاريخ: 26/6/2004
|