www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
التجدد الحضاري 30 ((التجدد الحضاري 30))
المؤتمر القومي العربي
ARAB NATIONAL CONFERENCE
التوزيع: محدود
الرقم: م ق ع 30/وثائق 2
التاريخ: 5/7/2019
 ـــــــــــــ
المؤتمر الثلاثون
5 – 6 تموز/يوليو 2019
بيروت - لبنان

التجدّد الحضاري وتحدّي التعليم في الوطن العربي**
أ. عدنان برجي *
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب العرب، تربوي، نقابي، عضو قيادة المؤتمر الشعبي في لبنان.
** لا تعبر هذه الورقة بالضرورة عن رأي الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي

التجدّد الحضاري وتحدّي التعليم في الوطن العربي
أ. عدنان برجي

أن تكتب عن التجدّد الحضاري يعني أن تكتب عن الإنسان والوطن والزمن، وفي الوقت عينه عن المستقبل والحاضر والماضي. ولكل من هذه الأقانيم معضلاته ومشكلاته في وطننا العربي الكبير. 
فالإنسان العربي مٌمزّق بين هُويّة  يَنشدُها ويبحث عن طريق لتحقيقها، إنّها الهويّة العربيّة الجامعة والحضاريّة، وبين هويّات تُفرض عليه فيعيشها رغماً عنه كالهُويّات الطائفيّة والمذهبيّة والمناطقيّة والإثنيّة، أو هُويّات يتعايش معها كالهُويّات الوطنيّة القطريّة التي ترسّخت على مدى عقود ما بعد الإستقلال.
ان الإنسان العربي ينشد الوحدة لكنه يعيش التمزّق. وينشد التقدّم لكنه يعيش التخلّف بأسوأ مظاهره. وإذا كان لجيلنا أن يعايش عصر المدّ القوميّ أو بعضاً من تجليّاته، فإن الجيل الحالي يعيش ليس فقط داخل أسوار وطنه الصغير، بل في قمّعة الطائفة والمذهب والعرق. واذا كان لجيلنا ان يرفع رأسه مُفاخراً برحيل الإستعمار فإن الجيل الحالي يشهد عودة هذا الإستعمار بطلب ممن يدّعون الحريّة والسيادة والإستقلال أو بسبب إرتهان الأنظمة لعروشها وكراسيّها.
لقد عاش جيلنا عصر المدّ القوميّ العربيّ بإيجابيّاته الكثيرة وسلبيّاته، ومع ذلك فإن كل طالب دَرَسَ أو طالع مادّة المجتمع العربيّ تاريخاً وجغرافيا، في إطار من النظرة السياسيّة دون ان يكون متخصصّا في علم السياسة او الإقتصاد. أمّا الجيل الحالي فإنه بعيد كل البعد عن دراسة هذه المادّة موضوعيّا وعلميّا، فضلاً عن أنّه يعيش اللحظة الراهنة من خلال الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الإجتماعي، دون أن يدري أن وكالات الأنباء الأساسيّة في العالم مملوكة من قبل كارتيل إعلامي وسياسي واقتصادي مرتبط بالصهيونيّة والاستعمار، وبالتالي فإن جُلّ ما يُقدّم الى الإنسان بعامّة، والى الإنسان العربيّ بخاصة، انما يأتي في اطار خدمة اهداف ومخطّطات القائمين على هذا الإعلام.
بعد احداث 11 ايلول 2001، استعرضت مساعدة وزير الخارجيّة الأميركي للشؤون التعليميّة والثقافيّة السيدة باتريشيا هاريسون، أمام لجنة الشؤون الدوليّة في مجلس النوّاب الأميركي، الجهود الديبلوماسيّة لسياسات الإختراق الثقافي في العالمين العربي والإسلامي. وقد جاء على لسان السيدة هاريسون أن الإستراتيجية تقوم على اساس التفاعل مع الجماهير الأجنبية لتعزيزتفهمهم للقيم والسياسات والمبادرات الأميركيّة، وقد تمّ تعديل وجهة التمويلات بهدف الوصول الى النُخب ، لاسيّما المؤثّرين على الشباب، ابتداء من وزراء التربية الى المعلّمين الى رجال الدين. وتضيف السيدة هاريسون: إن مواد مكتب برامج الإعلام الخارجي المنشورة باللغة العربيّة تستخدمها السفارات الأميركية وتزود بها الصحف والأكاديميّين والسياسيّين والاقتصاديّين،... وهناك اكثر من 140 زاوية اميركيّة تعمل ضمن برنامج "اميركان كورنر" في الجامعات او المكتبات تزود الباحث بمعلومات عن الجياة في اميركا  وحول الحكومة الاميركية (1). 
ولو بحثنا في مناهج التعليم المعتمدة حديثا في بلداننا العربيّة، لوجدنا بصمات البنك الدولي في أغلبها. وقد جاءت نتائجها مخيّبة للآمال على المستوى التعليمي في بُعديه الأدبي والعلمي. لقد قُيّض لي وانا استعدّ لكتابة هذا البحث المختصر ان اشارك في بحث آخر مع اخصائيين حول الواقع التعليمي في بعض الدول العربية الغنيّة، التي تَصرف على التربية والتعليم فيها ما يوازي ما تصرفه الدول المتقدمة، إلا أنها تحلّ في مراتب جد متأخرة في السلّم التعليمي العالمي. وما ذلك الا بسبب المنهج التعليمي المُعتمد، مضافا اليه تسفيه مهنة التعليم، وتعظيم استقلاليّة الناشئة وشيوع وسائل التواصل الاجتماعي بغير ضوابط، والسقوط في براثن التعصّب والتطرّف او في براثن الإستهتار واللامبالاة.
يشيرمدير مركز الحوار العربي في واشنطن الأستاذ صبحي غندور الى جزء مهم مما يجب ان يكون عليه المنهج التعليمي فيقول :" يتعلّم طلبة كليّة الإعلام والصحافة في العالم أن الخبر الصحفي الجيّد او القصّة الإخباريّة السليمة بحاجة للإجابة على اسئلة: من، متى، أين ، ماذا، ولماذا، فتكون الإجابات على هذه الاسئلة هي مصدر المعرفة الصحيحة ومعيار الأداء الإعلامي الجيد. لكن سؤال لماذا له اهميّة خاصّة ليس فقط في العمل الإعلامي بل ايضا في الحياة اليوميّة للناس وتحديداً في تربية الجيل الجديد" (2). 
ومن خلال عملي الطويل في مجال التربية والتعليم ادرك ان الحشريّة العلمية وحب الإستطلاع والتدقيق في المعلومات الحديثة والموروثة لا يكون بدون سؤال لماذا، وللأسف فإن اغلب مناهجنا التعليميّة هي تلقينيّة تقوم على القبول بما هو موروث، او بما هو مدّون، كمسلّمات او كحقائق مطلقة لا تقبل النقاش او الشك، لا سيما تلك التي تتعلق بتاريخنا فتكون النتيجة ما قاله الدكتور ساسين عساف :" خطؤنا اننا لم نقرأ تاريخنا، بل قرأناه بعد ان قرأوه لنا، فنشأنا على عداوة له او قطيعة"(3). 
أما الدكتور والشاعر والأديب الهندي محمد إقبال فيذهب ابعد من ذلك بكثير حول اهمية وخطورة المضمون التعليمي فيقول: (إياك وأن تكون آمنا على العلم الذي تدرسه فإنه يستطيع أن يقتـل روح أمّة بأسرها... إن التعلـیم هـو الحامض الـذي يهذّب شخصيّة الكائن الحي ثـم يكونّها كما يشاء. إن هذا الحامض هو أشدّ قوّة وتأثيراً من أي مادة كيميائية، وهو الذي يستطيع أن يحوّل جبلا شامخاً إلى كومة تراب(4).
وللأسف فإن وطننا العربي لا يعاني فقط من سيئّات المناهج التعليمية المعتمدة، بل انه يعاني هجرة الأدمغة العربية بسبب عجز الأنظمة عن استيعابها والإستفادة منها في التنمية والبناء، ومن لم يهاجر من العلماء قضى قتلاً على يد المحتل أو مسجوناً في ظلمات المعتقلات، او عاش منعزلاً،  لأن السلاطين يفضلّون جهالة الأتباع على نصائح العلماء.
ارتباط التجديد الحضاري بمسألة العلم ليست اكتشافا جديدا، فلطالما كتب المفكرون مُحلّلين ومفسرّين وناصحين، لكن المعضلة تكمن في عزلة اصحاب القرار السياسي عن انتاج اهل الفكر. 
يقول الفيلسوف العربي مالك بن نبي من أن (مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارته، ولا يمكن لشعب أن يفهم أو يحل مشكلته ما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدمها) (5)، ويقول الدكتور محمد عابد الجابري ان " ازمة الإبداع في الفكر العربي المعاصر، هي ازمة بنيوية.... انها ازمة ثقافة ارتبطت منذ بداية تشكلها بالسياسة، فكانت السياسة فيها، لا العلم، هي العنصر المحرِّك، مما جعلها تخضع باستمرار لتقلّبات السياسة وتتأثر بنجاحها وإخفاقها وتنحطّ بانحطاطها" (6).
فيما يذهب الطيب برغوت الى الجزم "ان الجماعات البشرية كلها مسكونة بتحقيق نهضتها الحضارية، بل هي مجبرة على ذلك لارتباط حاجات حياتها ووجودها الحضاري بها، وكل ذلك مشروط بامتلاك الوعي الحضاري وارادة النهضة الحضارية وامكانات النهضة الحضارية" (7).
ويؤكد آخرون أن "مفهوم الحضارة وثيق الصلة بحركة المجتمع وفاعلية أفراده، سواء في إقلاعه في أجواء الرقي والازدهار، أو في هبوطه وتراجعه، ومن أجل ذلك ينبغي أن يتوفر فهم واع وفقه حضاري لكل من يتطلع إلى إعادة الأمة لمجدها الحضاري، ويحقق لها ازدهارها المنشود." (8)  
ونحن كقوى شعبيّة عروبية نمتلك إرادة النهضة الحضاريّة، وندرك أن لدى الأمّة امكانات كبيرة لهذه النهضة، لكننا نفتقر الى الوعي الحضاري الشامل وإلى الإرادة العربيّة الرسميّة التي تملك مفاتيح القرار للإستفادة من الإمكانات او لتوظيفها في المواقع الصحيحة.
عليه، وحتى لا نبقى في موقع الشكوى ورمي الأسباب على الآخرين، ولأن وطننا العربي يعيش في واحدة من اسوأ مرحله الحضارية في التعليم، ولأن التطوير الذي نشهده يغرق في المظاهر العمرانية والفنية والشكلانية على حساب الجوهر، ولأن اغلب المحاولات التجديدية تأتي في سياق ملاحقة الحضارة الغربية ومعاييرها التنافسية التي لا تنسجم بالضرورة مع هويتنا ولا مع حاجاتنا، ولأن الأمم التي انطلقت في نهضتها التجديدية كالصين واليابان وسنغافورة من ميدان التعليم بالإعتماد على الخصائص الوطنية لهذه الدول والأمم ، فإنني اقترح على مؤتمركم الكريم هذا في دورته الثلاثين إيلاء قضايا التعليم اهتماماً اكبر، وان نضغط لإصلاح المناهج ونعمل لبقاء الأدمغة في أوطاننا، وأن نوفّر لها مستلزمات البحث والتطوير، وان نجتهد في تقديم الإستراتيجيات المطلوبة لتطوير التعليم في وطننا العربي انطلاقا من الأسس التالية:
1- اهتمام النظم التعليمية بما هو اكثر من نقل المعرفة، وذلك ببناء الحس النقدي عند المتعلم ودفعه الى الابتكار والإبداع. ولا ينبغي ان يخدعنا ارتفاع نسبة الملتحقين بالتعليم لأن ذلك لا يعني بالضرورة تحسين جودة التعليم. فقد يكون الاهتمام بالكميّة بديلا عن الاهتمام بالنوعيّة. اننا نتذكر جميعا الصورة الكاريكاتوريّة المعبِّرة التي جسدّتها مسرحيّة مدرسة المشاغبين قبل نصف قرن، حيث الطلاب عصابة والمعلّم متخلّف والمدير غبيّ وانتهازيّ.
2- بناء مهارات الإنسان العربي بما يتواءم ومنطلقات المشروع النهضوي  العربي وغاياته. يقول الدكتور عبد العزيز الحر بأن" مشكلة التعليم تتمثل في اللاهُويّة ، واللارؤية، واللااستراتيجيّة، واللاتحدّي" (9). إن إعادة تعليم مادّة المجتمع العربي اكثر من ضرورة كي يعرف الجيل الجديد مكامن القوة والضعف، وكي يدرك ان التكامل بين الوطنيّات العربيّة يوفّرمثلاُ: الأمن الغذائي وكلنا يعلم نسبة الفقر في اقطارنا، كما يوفّر فُرص العمل للملايين من الشباب العربي الذين لا يجدون املاُ الا بالهجرة من الوطن، ويحمي استقلال الأقطار العربيّة ويحقق التنمية التي عجزت عن تحقيفقها أنظمة الدول الغنيّة كما أنظمة الدول الفقيرة.
3- تعزيز تعليم اللغة العربيّة واعتماد تعليم جميع المواد العلميّة بهذه اللغة. فقد اثبتت الدراسات ان المتعلّم يُتقن العلوم أكثر إنْ تعلّمها بلغته الأم. وهذا  ما يظهر جليّا في البلدان التي نهضت من كبوتها وجدّدت حضارتها، فلا الصينيّون الذين ينافسون الولايات  المتحدة الأميركيّة على الصدارة اقتصاديّا وتجاريّا وعلميّا تعلّموا العلوم باللغة الانكليزيّة ولا ايضا النمور الآسيويّة تعلموا العلوم باللغة الانكليزية، بل تعلّموها بلغتهم الأم. دون ان يعني ذلك تخلّينا عن اتقان اللغات الأجنبيّة باعتبارها لغات تمكين اما لغتنا العربيّة بالنسبة لنا فهي لغة تكوين.  
ختاما نقول: لا يتحضَّر شعب إلاَّ إذا امتلك وعيًا حضاريًّا يُميِّز بيْن البناء والتكديس، وبيْن الإنتاج والاستيراد. ان المال يتيح لنا استيراد المنتجات لكن الحضارة هي التي تلِد منتجاتها، فيما امتلاك المنتجات المستوردة لا تعني امتلاك الحضارة.
وننهي أننا أمةٌ حيّةٌ تملك إرثاً ـ ولا أقول تراثاً ـ حيّاً. فإرثنا حيٌّ فينا، هو ديننا وثقافتنا وحضارتنا وأمجاد تاريخنا الذي هو رصيدٌ دائم لا ينفد، يمدّنا بالأمل والقوّة ، وبالثقة بالنفس.
1) (كتاب خبايا مكشوفة ص 131 وص 132 للباحث الصادر عن المركز الوطني للدراسات 2018).
2) صحيفة البيان الإماراتية 2 /5/2019 (مركز الحوار العربي – واشنطن).
3) الدكتور ساسين عساف، كتاب المشروع النهضوي العربي- رؤية وحدويّة ص 11
4) حكم نت : اقوال محمد إقبال/ 13 اقتباس من كلام محمد اقبال
5) مالك بن نبي: شروط النهضة . ابراهيم رضا: مالك بن نبي وفلسفة الحضارة الإسلامية الحديثة، موقع الإسلام.
6) مركز دراسات الوحدة العربية/ الدكتور محمد عابد الجابري/ اشكاليات الفكر العربي المعاصر ص.61
7) النهضة الحضارية ومركزية شرط الوعي الحضاري فيها/الجزء الأول./موقع السننية/ اخبار السننية.
8) معالم مدرسة التجديد الحضاري في الفكر الإسلامي المعاصر – مالك بن نبي نموذجا (الجزء الأول)/ دار الفكر.
(9)9) واقع التعليم في العالم العربي/ د.عبد العزيز الحر استاذ المناهج في جامعة قطر.. موقع برق/ الإصدارات.