www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
القضية الخاصة 27 ((القضية الخاصة 27))
المؤتمر القومي العربي
ARAB NATIONAL CONFERENCE
       المؤتمر السابع والعشرون
   19 – 20 نيسان/أبريل 2016
        الحمامات - تونس
التوزيع: محدود
الرقم: م ق ع 26/وثائق 4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"القضية الخاصة"
انتفاضة القدس: الأهداف والاستراتيجية **
أ. منير شفيق* 
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب، المنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي سابقاً.
** لا تعبر هذه الورقة بالضرورة عن رأي الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي.

انتفاضة القدس: الأهداف والاستراتيجية
منير شفيق
اقتربت انتفاضة القدس، في النصف الثاني من شهر نيسان/إبريل 2016، من أن تطوي شهرها السابع. الأمر الذي يؤكد، في ما يؤكد، على الحقائق التالية: 
1- لم يقتصر هدف انتفاضة القدس على السبب المباشر الأول الذي أدّى إلى اندلاعها، ألا وهو إحباط تنفيذ قرار التقسيم الزماني للصلاة بين المسلمين واليهود في المسجد الأقصى، تمهيداً للتقسيم المكاني. فقد حققت هذا الهدف (نصرها الأول) منذ الشهر الأول (تشرين الأول/أكتوبر 2015)، إذ أعلن نتنياهو الالتزام بالواقع القائم الـ"ستاتيكو"، وعدم خرقه. مما يعني التراجع عن قرار التقسيم الزماني والمكاني الذي كان قد بوشر بتنفيذه. وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الأمريكية جون كيري كذلك. 
وبهذا يكون استمرار انتفاضة القدس، وبقوّة متصاعدة، ولو بخط متعرّج، طوال ستة أشهر ونيف، ومن دون مؤشر إلى توّقفها، بأنها ماضية في مقاومة الاحتلال والاستيطان. وقد عزّز هذا التصميم فشل استراتيجية المفاوضات والتسوية. ودخل الوضع السياسي الرسمي الفلسطيني، في الدوران حول نفسه، فيما راح الاحتلال يزيد تغوّلاً، والاستيطان يزداد استفحالاً. وتصاعدات الاعتقالات الإدارية، فضلاً عن التمادي في قمع الأسرى واستدامة سجنهم وحرمان أهاليهم من أبسط حقوق الزيارة والاطمئنان عليهم. وهذا إلى جانب تشديد خناق الحصار على قطاع غزة.
فانتفاضة، وبالرغم من كونها جاءت بعد اعتصامات ومواجهات منظمة في المسجد الأقصى وساحات مدينة القدس ضدّ هجمات المستوطنين المدعومة بقوات الجيش الصهيوني إلاّ أنها انطلقت واستمرت من خلال مبادرات شبابية فردية تغلب عليها سمة العفوية، إلى جانب ما اتسمّت به من شجاعة وإقدام وروح تضحية عالية. أما المدهش أكثر فكان ما تكشف من ضعف أفراد جيش العدو في مواجهة الهجمات الفردية بالسكاكين والدهس، وما ساد من هلع عام في الشوارع، ولا سيما، في تل أبيب، بعد العملية التي أقدم عليها الشهيد نشأت ملحم، واختفائه لمدّة أسبوع بعدها. وقد ظنّ سكان تل ابيب أنه موجود فيها، فكان ما يشبه حالة الطوارئ، بالرغم من أنه ألقى سلاحه المتواضع (العوزي) في الحاوية إثر انتهائه منها. 
2- إن استمرار انتفاضة القدس طوال ستة أشهر يؤكد بأنها تجاوزت أن تكون هبّة عابرة، أو مجرّد ردّة فعل غاضب سرعان ما يخبو، أو أن شبابها وشاباتها مجرّد مجموعة صغيرة من اليائسين. 
ومن ثم يجب أن يُنظر إلى انتفاضة القدس، وأن تُعامَل، باعتبارها انتفاضة مستمرة ليُهيأ لها كل دعم، بما في ذلك توسيع المشاركة فيها، وصولاً إلى البلوغ بها لمستوى الانتفاضة الشعبية الشاملة المؤيَّدة من الجماهير العربية والإسلامية والرأي العام العالمي. 
3- لقد صَمدت انتفاضة القدس التي لا تقتصر على القدس وإنما تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة أمام كل المحاولات لوقفها وإنهائها من جانب حكومة نتنياهو وجيشه وأجهزته الأمنية. فلم تتمكن سياسات إعدام الشباب والشابات في الشوارع وعلناً، وعلى الشبهة، من أن توقف الانتفاضة. بل زادتها اندفاعاً كما لو كانت تصبّ الزيت على النار. 
اعترف عدد من القادة الأمنيين في الكيان الصهيوني أن من غير الممكن المواجهة المسبقة لعمليات الطعن والدهس بسبب فرديتها وعفويتها وارتجاليتها، وقوّة فاعليتها. وقد اعتُبِرَت النسبة بين شهدائها الفلسطينيين من جهة وقتلى العدّو من جهة أخرى، وكانت ستة إلى واحد عالية جداً في غير مصلحة الجيش الصهيوني. وذلك إذا ما قيست هذه النسبة بمثيلاتها في الحروب السابقة، أو بمقاييس موازين القوّة العسكرية البحت. 
4- أثبتت انتفاضة القدس أن من الخطأ تسميتها انتفاضة السكاكين، كما أن الإعلام ظلمها أشدّ الظلم حين اقتصر على الاهتمام بأخبار الطعن والدهس فقط. وذلك لأنها في الواقع تشمل أشكالاً من المقاومة أخرى لا تقلّ أهمية وفعالية مثلاً: (أ) الصدامات الأوسع انتشاراً من خلال الحجارة والمولوتوف والأكواع على الحواجز المنتشرة في الضفة الغربية والقدس أو حدود قطاع غزة. (ب) مواقف أمهات الشهداء والشهيدات وآبائهم في الدفاع عنهم، والإصرار على أن يُواروا الثرى بما يليق باستشهادهم من قِبَل الحشود الشعبية. (حـ) جنائز الشهداء والشهيدات، كلما اضطرّ العدّو لتسليم الجثامين، ضمّت عشرات الألوف. مما يشير إلى أن الانتفاضة مؤيّدة من جماهير واسعة جداً في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة. وهذا يدّل على إمكان تحوّلها إلى انتفاضة شعبية شاملة. 
5- تمتعت انتفاضة القدس بدعم كل الفصائل الفلسطينية، والمشاركة فيها، بشكل أو بآخر، إلى جانب الدور الهام لحراكات الشباب التي شكّلت حتى الآن عمودها الفقري. ولكن هذا الدعم وتلك المشاركة من جانب فصائل المقاومة لم يتحوّلا بعد إلى وحدة وطنية ترتفع بالانتفاضة من خلال قرار مشترك إلى مستوى أعلى، مثل إطلاق التظاهرات والإضرابات العامّة وصولاً إلى إغلاق شوارع المدن والقرى والمخيمات وإعلان العصيان المدني الشعبي السلمي حتى تحقيق الأهداف التي عملت وتعمل الانتفاضة من أجلها. وهنا يمكن تلخيصها: بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات من القدس والضفة الغربية، وبلا قيدٍ أو شرط، إلى جانب إطلاق كل الأسرى وفك الحصار عن قطاع غزة. 
ملحوظة: هذه أهداف آنية ملحّة لإنقاذ القدس من التهويد والضفة الغربية من الاستيطان كخطَريْن داهمَيْن، ولا تعني حلاً للقضية الفلسطينية. لأن حلّ القضية الفلسطينية لا يكون إلاّ بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر وعودة كل اللاجئين إلى ديارهم ما قبل 1948. 
وكما سبق وأشير فإن الأهداف التي تفرض نفسها من أجل التحقيق في هذه المرحلة من مراحل النضال ومواجهة الكيان الصهيوني، وقد أخذت انتفاضة القدس ببلورتها هي: دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات وإطلاق كل الأسرى وفكّ حصار قطاع غزة، وبلا قيدٍ أو شرط. وذلك بمعنى تحقيقها مع الالتزام باللاءات الثلاث: لا مفاوضات ولا صلح ولا اعتراف.
هذه الأهداف وضمن هذا الالتزام تستطيع أن توحِّد كل فصائل المقاومة وكل الشعب الفلسطيني. وذلك مع احتفاظ كل فصيل ببرنامجه الخاص ليعرضه على الشعب الفلسطيني بعد تحرير القدس والضفة الغربية. فمن جهة يتفق الجميع على لا شرعية الاحتلال ولا شرعية الاستيطان، وعلى ما يمثلانه من خطر وجودي على القدس والأرض وعلى أهل البلاد الفلسطينيين. وكذلك ثمة اتفاق عربي وعالمي على لا شرعية الاحتلال والاستيطان. ومن ثم حصر أهداف الانتفاضة بهذين الهدفين وتحقيقهما بلا قيدٍ أو شرط مسألة مسلماً بها لا تناقش (وبالطبع يلحق بهما تلقائياً إطلاق كل الأسرى وفك حصار قطاع غزة).
وبهذا يمكن أن تحلّ مشكلة الانقسام من حيث جوهرها السياسي أي الانقسام حول هدف حلّ الدولتين مقابل هدف التحرير الكامل، كما الانقسام حول استراتيجية التفاوض والتسوية مقابل استراتيجية المقاومة والانتفاضة والتمسك باللاءات الثلاث. فالمطروح هنا، ومن خلال انتفاضة القدس التي راحت تفرض نفسها أهدافاً واستراتيجية بأن يتحدّ الجميع تحت راية الانتفاضة: أي التوافق على دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات وإطلاق كل الأسرى وفكّ حصار قطاع غزة، وباعتماد استراتيجية الانتفاضة الشعبية الشاملة: العصيان المدني الشعبي السلمي إلى جانب مبادرات المقاومة الشبابية العفوية.
لم يعد باستطاعة قيادة م.ت.ف. أن تستمر على نهج اتفاق أوسلو بعد أن سدّ نتنياهو كل الأبواب في وجهه. ولم يعد في الساحة الفلسطينية إلاّ شواذ الذين لا يعلنون فشل طريق التسوية والمفاوضات. ومن ثم ليس أمام الشعب الفلسطيني وفصائله إلا الانخراط في الانتفاضة وتبني الأهداف المذكورة، واعتبار الانتفاضة الشعبية الشاملة، وبوحدة وطنية تضم الجميع، هي الاستراتيجية القادرة على تحقيق الأهداف.
وبهذا تكون انتفاضة القدس قد بلورت الأهداف الراهنة والملحة والتي يمكن أن تحقق أوسع وحدة وطنية لا تستثني أحداً، بما في ذلك شكل النضال الرئيسي (الاستراتيجية) الذي يؤدي المضيّ به إلى تحقيق تلك الأهداف.
أن أهمية حصر الهدف بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات ومن خلال الانتفاضة التي تضم كل الفصائل سيؤديان إلى وحدة الفلسطينيين في كل مناطق تواجدهم داخل فلسطين وخارجها، كما سيدفعان إلى تشكيل أوسع دعم شعبي عربي وإسلامي ورأي عام عالمي، وهذا بدوره سيفرض تغييرات في مصلحة القضية الفلسطينية من جانب الموقف العربي الرسمي الذي غرق في انقساماته وأزماته ووضع القضية الفلسطينية على الرّف والبعض ذهب إلى حدّ تطوير علاقاته بالعدو الصهيوني.
هذا وإن أهمية حصر الهدف بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات يُسقط أية مناورة من جانب أمريكا أو أي طرف دولي بإحالة الوضع للمفاوضات الثنائية أو المؤتمرات الدولية. لأن ما من أحد يستطيع، أو يحقّ له، أن يناقش في موضوع بقاء الاحتلال والاستيطان أو المفاوضة عليها، أو تأجيل الحديث عنهما، أو المساومة حولهما. وذلك إذا ما كان الموقف من الجانب الفلسطيني قيادة وشعباً وفصائل يلخص بكلمة واحدة غير قابلة للنقاش: وهي على الاحتلال أن يرحل، وعلى المستوطنات أن تفكك، وعلى الأسرى أن يطلقوا، ويرفع حصار قطاع غزة، وبلا قيدٍ أو شرط، فالاحتلال يجب أن لا يكافأ والاسيتطان لا يكافأ، تماماً كما حدث مع الاحتلال في جنوبي لبنان وكما حدث مع الاحتلال والاستيطان في قطاع غزة (بالرغم من الحصار).
لقد أثبتت التجربة أن الدخول في حلّ للقضية الفلسطينية عبر المفاوضات أدّى عملياً إلى تهويد القدس واستيطان الضفة الغربية وتثبيت الاحتلال وإلى فشل التوصل إلى حلّ حتى لو كان ظالماً للشعب الفلسطيني بمستوى ثمانية إلى اثنين أو عشرة إلى واحد. وإذا ما استمرّ على المنوال الذي ساد منذ اتفاق اوسلو إلى اليوم (23 عاماً) سيصل عشرة إلى صفر للفلسطينيين.
ولهذا يجب ألاّ يُناقش أي موضوع يمسّ حلاً للقضية الفلطسينية، أو التفاوض حول الاحتلال والاستيطان. فالاحتلال يجب أن يرحل والاستيطان يجب أن يفكك ونقطة على السطر. وبعد ذلك لكل حادث حديث.
ولكي تمضي هذه الأهداف إلى الانتصار يجب أن يُصار إلى الاتفاق الفلسطيني على أن تتحوّل انتفاضة القدس إلى انتفاضة شعبية شاملة تغلق المدن والقرى والمخيمات في القدس والضفة وقطاع غزة بالجماهير التي تملأ الشوارع، وصولاً إلى العصيان المدني السلمي إلى جانب أشكال المقاومة الشبابية العفوية التي لا سلطان لأحد عليها، ولا يحق لفلسطيني أن يعترض عليها، ولا تتعارض مع قرار فلسطيني موحّد بالنزول إلى الشوارع عبر تظاهرات واضرابات سلمية وعصيان مدني سلمي واسع.
الأمر الذي سيُعجز جيش الاحتلال عن مواجهته، وسيُضطر إلى الانسحاب وبلا قيدٍ أو شرط إذا ما تأكد بعد بضعة أشهر، أو في أبعد تقدير بعد سنة أن لا تراجع إلاّ بانسحاب الاحتلال وتفكيك المستوطنات، ولا سيما إذا صحب ذلك دعم جماهيري عربي – إسلامي – رأي عام عالمي. وهو متوقع بالتأكيد إذا ما اتحدّت جميع القوى الفلسطينية وراء الانتفاضة. وهو ما سيسحب نفسه إيجاباً على مواقف كثير من الدول.
وبكلمة، عندما يجد العدو نفسه أما معادلة تجعل من الانسحاب وتفكيك المستوطنات أقل خسائر من استمرار الاحتلال والاستيطان سوف يرضخ لا محالة. فالسياسة لا تحكمها الرغبات ولا الايديولوجية وإنما موازين القوى وحسابات الخسائر والأرباح؟
تبقى نقطتان تحتاجان إلى وقفة:
النفطة الأولى تتعلق بتقدير الموقف بالنسبة إلى وضع الكيان الصهيوني في مواجهته للانتفاضة الشعبية الشاملة. وهو ما يدعم القول بإمكان إنزال الهزيمة بنتنياهو وحكومته وجيشه وأجهزته الأمنية وتحقيق تحرير القدس والضفة الغربية، بلا قيدٍ أو شرط. كما إطلاق الأسرى وفك الحصار عن قطاع غزة.
 وهذا التقدير للموقف يقوم على ما يلي:
1- الانتفاضة تواجه جيشاً مهزوماً في أربع حروب، في لبنان 2006 وفي قطاع غزة في 2008/2009 و2012 و2014، بالإضافة إلى انسحابه بلا قيدٍ أو شرط من جنوبي لبنان ومن قطاع غزة (مع تفكيك المستوطنات). وذلك بعد تحوّله إلى قوات شرطة بسبب انخراطه في مواجهة انتفاضتين الأولى والثانية. فهو قوّة مطاردة للمقاومين وللمطلوبين طوال 27 عاماً. وهو ما أفقده موقع الجيش البرّي الخامس في العالم، وجعله عاجزاً حتى عن احتلال قطاع غزة وجنوبي لبنان وهما يتحوّلان إلى تراسانتين من الصواريخ (مع الفارق) ومقاومة دفاعية – هجومية. وهو الجيش الذي كان مُعدّاً لاحتلال العواصم العربية أو إرهابها.
من هنا  سيجد الجيش الصهيوني نفسه عاجزاً عن مواجهة انتفاضة القدس لا سيما إذا ما تحوّلت إلى العصيان المدني السلمي الشامل. الأمر الذي يسمح بالقول إن ميزان القوى العسكري والسياسي، والحالة هذه، يجعل إمكان انتصار الانتفاضة ممكناً تماماً بإذن الله.
بل يمكن لصهيوني استراتيجي، بعيد النظر، أن يقول أن من مصلحة الجيش الصهيوني الانسحاب من القدس والضفة والعودة إلى مواقع هدنة الـ48 من أجل أن يُعيدَ بناء نفسه مرة أخرى جيشاً ذا شأن كما كان في الماضي. طبعاً سينشأ على الجهة الأخرى الفلسطينية وضع فلسطيني عربي وإسلامي آخر غير الذي ساد ما بين 1948-1967. فالعالم وموازين قواه اليوم غير عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية. 
2- قيادة حكومة نتنياهو وبرلمانه وحتى قيادات المعارضة متخلفة، وقصيرة نظر، وغارقة في الفساد، ومرتكِبة للأخطاء والحماقات (قرار الإعدامات في الشوارع مثلاً، وإغلاق الأبواب في وجه التسوية) ومن ثم يمكن أن تصبح لقمة سائغة لانتصار الانتفاضة عليها، فضلاً عن علاقاتها شبه المأزومة حتى مع أمريكا والدول الغربية.
3- ثمة رجحان في موقف الرأي العام العالمي، ولا سيما الغربي، في مصلحة الشعب الفلسطيني وضدّ سياسات حكومة الكيان الصهيوني. ولعل من أمثلة ذلك توسّع المقاطعة واستطلاعات الرأي العام العالمي، ولا سيما الغربي، تعطي رجحاناً في مصلحة الفلسطينيين أو ضدّ السياسات الصهيونية يتراوح بين 60 و70%. الأمر الذي سيمارِس ضغوطاً هائلة على حكومة نتنياهو حتى من الجاليات اليهودية في الغرب في حالة اشتداد القمع في مواجهة شعب يطالب برحيل الاحتلال وتفكيك المستوطنات. 
النقطة الثانية: مشكلة الإنقسام الفلسطيني الذي أخذ يمتد إلى أن يصبح انقساماً حول الانتفاضة إذا ما استمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسياسة مناهضة الانتفاضة والتنسيق الأمني الذي راح يرتفع إلى مستويات غير معهودة. وذلك بالرغم من قرار المجلس المركزي، وبإجماع، والداعي بوقف التنسيق الأمني. مما يشير إلى أن الاتجاه العام لفتح ولفصائل م.ت.ف هو مع الانتفاضة ووقف التنسيق الأمني. الأمر الذي يُفترض به أن يُوقف سياسة محمود عباس في مناهضة ما يسمّيها "انتفاضة السكاكين" وفي استمرار التنسيق الأمني الذي وصل إلى حد تفتيش حقائب تلامذة المدارس بحثاً عن سكاكين كما جاء في مقابلة محمود عباس في القناة الثانية الإسرائيلية. 
هذه معادلة غير قابلة للاستمرار، ولا يجوز أن تستمر. وهي العائق الأساسي أمام تحوّل الانتفاضة إلى انتفاضة شعبية شاملة تصل إلى العصيان المدني السلمي (وهو ما لا يترك حجة لعدم الانضمام إليها حتى من قِبَل المنظمات اللاحكومية الداعية إلى "اللاعنف"). لأن الإحجام عن الانضمام إلى العصيان المدني يكشف زيف ادّعاء المقاومة السلمية، إن لم يكشف التواطؤ مع الاحتلال. 
بكلمة المطلوب إنهاء هذا الانقسام حول الانتفاضة بسبب العناد في تبني سياسة العودة إلى المفاوضات مع نتنياهو واستمرار التنسيق الأمني. 
إن عدم إنهاء هذا الانقسام قد يضيّع فرصة سانحة لتحرير القدس والضفة الغربية وإطلاق كل الأسرى وفك الحصار عن قطاع غزة. الأمر الذي يوجب أن تتضافر كل الجهود الفلسطينية والعربية لإنهائه.