www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
الاستقلال الوطني والقومي 24 ((الاستقلال الوطني والقومي 24))

\r\nالمؤتمر القومي العربي
\r\nARAB NATIONAL CONFERENCE
\r\n

\r\n

\r\n
\r\nالاستقلال الوطني والقومي
\r\nخلال الفترة من مايو 2012 وحتى مايو 2013**
\r\n

\r\n

\r\nأ. أحمد الكحلاوي *
\r\nـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
\r\n* عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية بتونس.
\r\n** لا تعبر هذه الورقة بالضرورة عن رأي الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي.
\r\n*** لا يجوز نشر هذه الورقة كلاً أو جزءاً إلا بموافقة تحريرية من إدارة المؤتمر.

\r\n \r\n

\r\n
\r\n
\r\n

\r\nالاستقلال الوطني والقومي
\r\nخلال الفترة من مايو 2012 وحتى مايو 2013
\r\n

\r\n
\r\n

\r\nأ. أحمد الكحلاوي\r\n

\r\n
\r\n

\r\n
\r\nتوطئة
\r\nبني المشروع النهضوي العربي علي ستة عناوين وهي: الاستقلال الوطني والقومي، التنمية المستقلة، العدالة الاجتماعية، الديمُقراطية، الوحدة والتجدد الحضاري، ولقد جاءت هذه العناوين في مضامينها معبرة عن أحوال الأمة ماضيا وحاضرا ومستشرفة لمستقبلها.
\r\nإن المشروع النهضوي العربي الذي قام على جملة هذه المحاور يمثل منظومة متكاملة من المبادئ والأهداف المتلازمة تحمل في جوهرها ما تصبو له الأمة من استقلال وطني تكون فيه فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر وتكون فيه الأمة متحررة من كل أشكال الاحتلال و الهيمنة تحرر يترجمه أمن قومي يحمي الأرض والإنسان من المحيط إلى الخليج و حرية تترجم ما في باطن الأمة من تنوع وتعدد وإبداع ومشروع نهضة يقوم على تنمية مستقلة وعلى تجدد حضاري منفتح على الإنسانية الحرة تلك هي خلاصة طموحات الأمة التي بلورها المشروع النهضوي العربي الذي من شأنه تحقيق الحلم العربي المتمثل في اتحاد العرب وقيام دولتهم القومية وعودتهم للعمل في الساحة الدولية.
\r\nمقاومة مسلحة وانتفاضات شعبية في مواجهة تدخلات عسكرية واعتداءات صهيونية:
\r\nأيها الإخوة والأخوات،
\r\nهذه فلسطيننا الحبيبة تضيع أمامنا شيئا فشيئا حيث يسرق الغزاة المزيد من أراضيها ويهدمون مقدساتها ويدمرون مزارعها ومبانيها ، إنها تهود تقريبا بالكامل حيث سيطر اليهود على ما يناهز الـ80 0/0 من أراضيها ويمتصون ما نسبته الـ85 0/0 من مياهها السطحية والجوفية وهاهو سرطان الاستيطان اليهودي يمتد ليلتهم صحراء النقب وهاهي جحافل اليهود تقتحم الأقصى لاحتلاله وطرد المسلمين منه تكرارا لما فعلته بالحرم الإبراهيمي ،لقد هودوا القدس وطوقوا الأقصى بالكنس والحفريات أسفله حتى فاق عددها العشرين نفقا إعدادا لدفنه تحت الأنقاض ساعة يقررون بحسب مخططاتهم المعلنة ولولا تصدي المرابطين من أهل القدس وكل فلسطين والخلص من أبناء الأمة وأبطال المقاومة لكانت كارثة فلسطين أدهى وأعظم.         
\r\nأن كل هذه الجرائم في حق فلسطين وشعبها ترتكب تحت نظر وسمع عرب النفط والغاز و تحت نظر وسمع شيوخ الوهابية المشغولين بالحرب على سورية وبشرعنة الاقتتال السني الشيعي الذي كان موضوع مؤتمر "هرتزيليا" الأخير وتحت سمع وبصر الساسة المبشرين بالعثمانية الجديدة من جماعة حلف الناتو، تجري كل تلك الجرائم دون أن يحرك هؤلاء ساكنا فكأن آذانهم قد سدت وأبصارهم قد عميت تدعمهم في تخاذلهم ذلك قنوات التضليل التي سكتت عن مأساة فلسطين وغضت السمع عن نداءات الأقصى الجريح فالأولوية عندهم تتمثل بتدمير سورية وجر المسلمين لحروب الطوائف والتجرؤ، دون حق، على عقد "بلفور" جديد يتم بموجبه تعديل المبادر العربية للتطبيع الشامل مع العدو بمبادلة أراض فلسطينية بعضها ببعض تسهيلا لما يحقق لأصدقائهم في "تل أبيب" "يهودية إسرائيل" أما صفد فلم تعد تعنيهم فقد تكون انتقلت إلى مكان أخر غير فلسطين.
\r\nأيها الإخوة والأخوات،
\r\nإنها لمفارقة غريبة أمام ما يجري الآن: ففي وقت امتلكت المقاومة العربية الكثير من أسباب القوة والإيمان بتحقيق النصر في فلسطين ما جعل كيان العدو يستجدي، لأول مرة خلال حرب الأيام الثمانية الأخيرة، وقف القتال بعد أن دكت صواريخ المقاومة الباسلة مستعمراته وهددت حصونه التي لن تكون قادرة على حمايته من رصاص المجاهدين كما أكدته المواجهات الأخيرة ،لكن وللمفارقة نسأل: أ لهذه الدرجة يتجرأ بعض العرب والمسلمين على الأمة متجاوزين لثوابتها ومتخلين عن حقوقها التاريخية والقومية متحولين بذلك إلى مجرد أدوات تخدم مخططات المعتدين؟
\r\nفلسطيننا هذه أيها الإخوة والأخوات، نسيها عرب النفط والغاز والدولارات وتنكر لها اللاهثون وراء كراسي الحكم والذين انقلبوا على قضايا أمتهم وراحوا ينشرون الفتن في صفوفها ويدمرون المخيمات على رؤوس اللاجئين  الفلسطينيين ويمولون التكفيريين ويسلحونهم لضرب سورية وإنهاء المقاومة الوطنية التي باتت رقما صعبا في وجه المعتدين وعنوانا لصمود الأمة وتحرير فلسطين.
\r\nأيها الإخوة والأخوات،
\r\nلقد تصاعدت التهديدات العسكرية الأمريكية والغربية ضد سورية بعيد انتصار المقاومة اللبنانية التي تمكنت بدعم سوري كامل من طرد المحتلين اليهود سنة (2000) وألحقت الهزيمة بجيشهم سنة (2006) محققتا "انتصارا تاريخيا وإستراتيجيا" أعلن عنه سماحة السيد حسن نصرالله.
\r\nكما تصاعدت تلك التهديدات لسورية بعد احتلال العراق وتدميره وتفكيك جيشه سنة (2003) والزج بشعبه الذي كان موحدا في الفتنة ووضعته على حافة الانهيار والتقسيم الطائفي والإثني وهي الجرائم التي تمت بقيادة السفير نيغروبونتي في بغداد، الذي أطلق موجة الاغتيالات والقتل التي استهدفت المدنيين. والأطباء والمهندسين ومئات العلماء والمثقفين. وضرب المقاومة العراقية على أيدي فرق الموت المتكونة من مرتزقة جرى تجنيدهم وتدريبهم من قبل قوات الولايات المتحدة الأمريكية والناتو وحلفائهم في مجلس التعاون الخليجي. والذين عملوا تحت إشراف القوات الخاصة والشركات الأمنية الخاصة التي تعاقد معها البنتاغون والناتو.
\r\nثم تصاعد التهديد لسورية على إثر اغتيال الحريري عام (2005) ومحاولة الزج مرة أخرى بلبنان في أزمة مسلحة حالت حكمة أطراف لبنانية وعربية وحنكة المقاومة دون نجاح مؤامرة الزج به مرة أخرى في الفتنة والحرب الأهلية خدمة لأمن الكيان ولخطط أمريكا والغرب الاستعماري في المشرق والمغرب العربيين.
\r\nوكما كانت الحال في العراق، وقبيل الحرب الدولية على سورية جري التحريض فيها على العنف الطائفي والتطهير العرقي بصورة حثيثة ، حيث كانت الطوائف العلوية والشيعية والمسيحية أهدافاً لفرق الموت التي كانت ترعاها أمريكا والناتو حيث قامت شركات أمنية خاصة انطلاقاً من دول الخليج بتجنيد المرتزقة وتدريبهم. 
\r\nوتشير التقارير إلى أنه تم إنشاء معسكرات للتدريب في قطر وفي مدينة زايد العسكرية في الإمارات العربية المتحدة أين “جري إنشاء جيش سري” تحت إشراف شركة Xe Services التي كانت تعرف سابقاً بإسم Blackwater. وكانت الصفقة لإنشاء معسكر تدريب عسكري للمرتزقة في دولة الإمارات قد وقعت في جويلية/ تموز 2010، قبل تسعة شهور من نشوب الحرب على سورية.
\r\nلقد أفشلت سورية ، إلى حد كبير،العدوان المدبر ضدها وتم هذا بفضل بسالة جيشها وصمود شعبها وقدرة دولتها على إدارة الصراع إلى جانب تضامن أحرار العرب والعالم معها وفضحت سورية بصمودها دور كيان العدو الصهيوني في المؤامرة والعدوان وذلك حتى قبل قصف المراكز العلمية العسكرية وكشفت علاقة القتلة التكفيريين بالكيان يوم ظهروا على شاشات التلفيزيون الصهيونية مكبرين ومهللين للعدوان على تلك المراكز كما افتضحت العلاقة بالجهات الخليجية التي مولتهم وسلحتهم ونظمت الحملات الإعلامية للترويج لهم وجندت شيوخا للإفتاء بشرعية جرائمهم وهي الفتاوي التي كان من أحد نتائجها المؤلمة اغتيال فضيلة الشيخ العلامة محمد سعيد البوطي رحمه الله.
\r\nيجوز القول الآن أيها الإخوة والأخوات بأن رب ضارة نافعة وأن المؤامرة ترتد على مدبريها فها هو الخير بفضل هذا الصمود يطل على الأمة من الجولان العربي السوري الذي بانطلاق  المقاومة من ربوعه سوف تفتح أبواب جهنم أخرى على كيان العدو الذي سوف تمطره المقاومة من كل الجبهات، في انتظار جبهة الأردن، بوابل من الصواريخ والقذائف وتدك معاقله وتجبر الغزاة على الرحيل عن فلسطين.
\r\nأيها الإخوة والأخوات،
\r\nبعد تفكيك الصومال وإغراق عرب القرن الإفريقي في صراعات لا تنتهي حيث انكشف دور الكيان الصهيوني الذي احتل جزرا عربية هناك وهذا أمر مسكوت عنه للأسف الشديد بعد تفكيك الصومال إذا تم تقسيم السودان، وانفصل جنوبه الذي تحول إلى دولة أقامت ،حتى قبل انبعاثها، علاقة خاصة مع الكيان الصهيوني ومن المتوقع أن تتحول هذه الدولة الوليدة إلى قاعدة عسكرية صهيونية تهدد النيل ومصر والأمن القومي العربي و تفتح أبواب إفريقيا أمام الغرب والصهيونية وتناهض الإسلام فيها.                                                              
\r\nأما في باب المندب وإذا ما دققنا النظر في حركة الأساطيل العسكرية لدول حلف الناتو التي تدعى حماية حركة الملاحة الدولية من القراصنة وهي في الحقيقة من يمارس القرصنة الحديثة في منطقة تكاد تكون الأخطر في العالم وفي خصوص القرصنة واللصوصية الدولية نورد في كلمات موجزة الصورة الكاملة كما جاءت على لسان "جون بيركنز" الخبير الاقتصادي الذي شارك في صنعها وحاول أن ينقلها إلينا في كتابه (اعترافات قرصان اقتصادي)فيقول "الدهاء الذي تتسم به الإمبراطورية الحديثة يتجاوز قوى الاستعمار الأوروبي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فنحن - قراصنة الاقتصاد- على درجة عالية من الاحتراف، نحن اليوم لا نحمل سيوفا، ولا نرتدي دروعا، أو ملابس تعزلنا عن غيرنا". 
\r\nنعم تلك هي الأهداف الحقيقية لعشرات الأساطيل التي تحطّ هناك بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية دون أن يحرك مجلس التعاون الخليجي ساكنا. 
\r\nأما في بلاد المغرب العربي فبعد أن داهم حلف الغرب ليبيا و ألحق بها دمارا هائلا وقتل عشرات الآلاف من أبنائها وسيطر على مقدراتها من النفط والغاز وحول جنوب الصحراء إلى ميدان للحروب الطائفية واستهداف أقطار المغرب العربي منطلقا من شمال دولة المالي أين تدخل الجيش الفرنسي ومارس التصفية العرقية ضد العرب المسلمين وصولا إلى تجنيد التكفيريين ومحاولة زرعهم بتونس لزعزعة أمنها وإرباك شعبها ومحاولة إفشال حراكها الشعبي يضاف إلى ما سبق ما يدبر الآن ضد الجزائر من مكائد بعد مرورها بعشرية دموية أشغلت بلد المليون شهيد وتسببت في خسائر فادحة هذا إلى جانب محاولات إثارة النعرات الإثنية على أيدي الصهاينة ودعاة حركات الانفصال الأمازيغية وخاصة المتأمركين والمتصهينين منهم.       
\r\nأيها الإخوة والأخوات هكذا ندرك من خلال ما تقدم حجم المؤامرة الدولية على أمتنا وما يدبر ضدها، بالليل والنهار، من خطط خطيرة تتعلق بمصيرها وتهدد وجودها .
\r\nأيها الإخوة والأخوات،
\r\nإن في تكالب قوى الاستعمار والصهيونية على وطننا العربي وتشديد هيمنتها على معظم أرجاءه، ومحاصرته بالأساطيل والقواعد العسكرية والأقمار الصناعية واستهدافه بقنوات الفتنة والتضليل وخاصة في المناطق الزاخرة بالنفط والغاز وغير الخاضعة لسيطرتها نجد في ذلك التكالب تأكيدا لحدة الأزمات التي يواجهها النموذج الغربي والذي يبحث عن حلول لأزماته من خلال ما ينفذه من خطط لإغراق مشرق الوطن ومغربه في الفتنة والصراع الطائفي والإثني وهذا يؤكد تراجع النفوذ الأمريكي في مختلف أنحاء العالم، حيث بدت الأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة والدول الأوروبية في كثير من المجالات أكثر خطورة مما كانت عليه لعدة سنوات فارطة، فالركود الاقتصادي الذي بدأ منذ مطلع 2001 أكد عجز الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عن معالجة أزماتهما المالية والاقتصادية وما ترتب عنهما من احتقان اجتماعي و تراجع سياسي أكدته مشاهد الإفلاس التي انتشرت في دول أوروبا بل وفي قلب "وول ستريت" وسوق الأوراق المالية التي فقدت سطوتها حيث ظلت قيم الأسهم والسندات في انخفاض مريع وشاهد العالم  مئات آلاف الأمريكيين وهم يرفعون على طريقة المنتفضين التونسيين والمصريين الشعارات المطالبة بالشغل والعدل الاجتماعي وبالحرية أيضا كما شاهد العالم انتفاضات الأوروبيين ضد سياسات دولهم المنهارة.
\r\nإن فشل الغرب المتواصل في التصرف حيال أزماته من المنتظر أن يسفر عن تراجعه في شتى النواحي المتعلقة بسياسة الهيمنة والنفوذ وعن صعوبة استمراره في ممارسة الحروب والعدوان عالية التكاليف المادية والسياسية وافتضاح تدخلاته في شؤون الدول وحبك المناورات للزج بشعوبها في الصراعات الداخلية وتحريك الفتن الطائفية.
\r\nإن "تكتيكات" الغرب السياسية لن تجديه نفعا فقد كشفت اعتداءاته الدموية التي ذهب ضحيتها عشرات آلاف الضحايا العرب والمسلمين نفاقه وزيف ادعاءاته الديمقراطية وسقطت فزاعة حقوق الإنسان التي طالما استعملها سلاحا للتدخل في شؤوننا الوطنية والقومية وتعريض أمتنا لقنابله العنقودية وحتى النووية ولشن حملات التقتيل والصدمة والترويع والفوضى الخلاقة وهي الجرائم التي ارتكبها ضد امتنا تحقيقا لمصالحه القومية وتكريسا لسياساته العنصرية ولن يكون بوسعه الاستمرار في ارتكاب تلك الجرائم ونهب خيراتنا والتحكم بمصائرنا فالصحوة القومية التي تعيشها الأمة لن تنطفئ شعلتها ما دامت مقاومتها حية متمسكة بسلاحها وما دام شبابها يحرص على انتفاضته ويتجه بها نحو تنفيذ مطالبه و تحقيق طموحاته.
\r\nاعتداءات وفوضى هدفها مزيد التجزئة لتنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الجديد"و"شمال إفريقيا":
\r\nأيها الإخوة والأخوات،
\r\nإن العنف الطائفي و الإثني يتفشى داخل النسيج المجتمعي للأمة ويتم هذا بالرغم عن الانسجام المعاش منذ زمن بعيد بين أبنائها بحكم ارتباطهم الوثيق بثوابتهم القومية وبمقدساتهم الإسلامية والمسيحية التي تجسدت في هيئة الدولة الوطنية وفي تركيبة مؤسسات الحكم والمجتمع.
\r\nإن العنف الطائفي كمفهوم وممارسة بات يمثل مصدرا مثيرا لأزمات الدولة القطرية ومهددا صريحا للهوية القومية الجامعة، فعلى إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية ومنذ الاستقلال الوطني للأقطار العربية والذي صاحبه غزو فلسطين وطرد شعبها من بلاده بعد احتلالها من طرف الإنجليزي ومن عصابات الإرهاب الصهيونية، في خضم تلك الأحداث تَشكلت أغلب دولنا القطرية نتيجة سياسة تصفية الاستعمار في منتصف القرن الماضي من جهة ولكن ومن جهة أخرى على خلفية التفاهمات التي جرت بين الدول الاستعمارية منذ الحرب العالمية الأولى وبعد فشل الثورة العربية الكبرى وتنفيذا لاتفاقية "سايكس – بيكو"الاستعمارية وإعلان قيام كيان يهودي صهيوني غير شرعي على أرض فلسطين إثر الحرب العالمية الثانية، فالألغام التي زرعها الاستعمار في بلداننا والتي نعيش اليوم إفرازاتها ونتلقى ضربات شظاياها المعدة لتفجير أزمات مفـتعلة وخطيرة على هويتنا القومية والدينية تجد لها مع الأسف الشديد أتباعا جندهم مال سياسي وهيآت أجنبية اخترقت مساحات واسعة من فضاء المجتمع المدني داخل أقطارنا العربية والإسلامية.
\r\nإن استهداف وطننا العربي الكبير وأقطاره الحالية وتهديد هويتنا العربية والإسلامية من طرف قوى الاستعمار والصهيونية ليس بالأمر الجديد ،فمنذ أن اعتمد الغرب سياسة الاستعمار والهيمنة وضع نصب عينية مهمة تحطيم هويتنا باعتبارها تمثل عامل وحدة وقوة واستنهاض للأمة،وتحقيقا لهذا الهدف الاستعماري لجأت دوله الى كل الوسائل كالتشكيك في تاريخ الأمة والحط من مقوماتها الحضارية والإساءة لرموزها موظفة كتابات المستشرقين التي تضمنت ما يثير النعرات الطائفية والإثنية ومستميلة فئات عديمة الوطنية للانخراط في مشروعها الاستعماري على حساب إقصاء أغلبية مكونات الأمة وأبرمت اتفاقات سايكس- بيكو 1916 تنفيذا لهذا المشروع الاستعماري.وكان الفلسطينيون المستهدَفون الأوائل عند تنفيذ هذا المشروع غداة صدور وعد بلفور 1917 لذلك تصدر أهل فلسطين وأبناء الأمة مقاومة هذه الهجمة الاستعمارية الصهيونية مدعومين بحركة التحرر الوطني العربية وأحرار العالم.
\r\nلقد طاولت قوى الغرب الاستعمارية بتدخلاتها "الخشنة" و"الناعمة" كل مناحي الحياة حيث وصلت الأمور إلى حد تحريض مؤيّدي "شهداء الديمقراطية" ضدَّ أنصار "شهداء مقاومة الاحتلال"، وكأنّ الخيار في الأمَّة يجب أن يكون بين الكفاح من أجل المواطنة أو الدفاع عن الوطن، لكن خابت مساعيهم فأبناء الأمة يناضلون من أجل الحريات ولكنهم يضعون الوطن فوق كل اعتبار.
\r\n أيها الإخوة والأخوات،
\r\nإن أقطارنا العربية ومنذ أن تخلصت من الهيمنة العثمانية وتحررت من الاستعمار الغربي المباشر وأنشأت كياناتها  على الشاكلة الحالية ،اضطرارا وليس اختيارا بسبب "سايكس - بيكو، تشهد منذ سنوات مخاضا ولد حراكا شعبيا انطلق من تونس وانتشر في عدد من الأقطار العربية رفعت خلاله الجماهير المنتفضة شعارات راوحت بين المطالب الاقتصادية والاجتماعية كالتشغيل والتنمية ووضع حد للتفاوت بين الفئات والجهات والمطالب السياسية كحرية التعبير والتنظيم كما برزت بالمطالبة بتحرير فلسطين وتحقيق الوحدة العربية إنه حراك شعبي من شأنه إذا ما جعل من أهدافه مهام التحرير ودعم المقاومة وهيأ لذلك ما يلزم من ظروف ملائمة لقيام توافق وطني وقومي وسلام اجتماعي وإذا ما سار هذا الحراك على طريق البناء والتجديد وراهن على سواعد أبناء الأمة واستفاد من إمكانياتها الهائلة غير معتمد على أموال الأجنبي وعلى نصائحه المسمومة وتضامن مع الأحرار في العالم وواجه بحزم مزالق العنف والحروب الأهلية ومخاطر الانقسامات وتفكيك المجتمع وقاوم ثقافة الإلغاء وسياسة الإقصاء التي يحاول الأجنبي المتربص بنا استغلالها بل وافتعالها لتتسرب من خلالها وسائطه الإعلامية والمخابراتية وماله السياسي وأدواته المحلية لإحداث الفوضى والتفجير وإضعاف الجبهات الداخلية للنيل من الأمة وضرب أمنها الوطني والقومي وإنهاء مقاومتها فإذا تحققت هذه الشروط فإن هذا الحراك الشعبي يمكن أن يفتح أمام الأمة طريق التحرر الوطني والقومي والوحدة العربية والنهضة القومية وسيمكنها من استئناف العمل على نشر رسالتها الخالدة إلى الإنسانية وبهذا يتجدد موعدنا مع التاريخ. 
\r\nإن الغاية الأكبر لأمتنا كانت منذ عقود خلت ومازالت ولسوف تبقى تحرير فلسطين وكل الأراضي المحتلة وإزالة القواعد العسكرية الأجنبية،وإنهاء السيطرة الدولية على مقدراتنا والتخلص من المعيقات التي تكبل نهضتنا وتحقيق الوحدة القومية للأمة كافة.
\r\nالإستقلال والنهضة وتحرير فلسطين تستوجب المصالحة القومية - الإسلامية :
\r\nأيها الإخوة والأخوات، 
\r\nإن قضية توتر العلاقة الى حد وقوعها في القطيعة بل والعداء بين التيارين القومي والإسلامي القائمين صلب الخط العروبي العام ،وهي أخطر قضايانا الوطنية على الإطلاق ظلت معلقة منذ زمن بعيد وهي تمثل المعضلة الحقيقية التي تـنهك أمتنا وتهدد استقلالنا الوطني وأمننا القومي وتعرقل مقاومتنا وتؤجل تحرير أراضينا وإنجاز وحدتنا وتفسح المجال للأجنبي كي يتدخل في شؤوننا ويؤجج الصراع فيما بيننا ويختلق المشكلات في وطننا مدعيا وجود أخطار تهدد أمنه وتمنع مصالحه مصدرها ،كما يزعم، حضارتنا العربية الإسلامية و مضامين رسالتنا الخالدة للإنسانية ، لذلك فإن تحقيق المصالحة بين التيارين العروبيين تمثل الشرط الذي على حكماء الأمة وقادة التيارين إيجاد حلول صلبة للإيفاء به إنهاء للصراع في صفوف الأمة أو على الأقل التخفيف من تأثيراته السلبية على مصالحها العليا.
\r\nإن المصالحة التي تعزز الاستقلال الوطني والقومي تبدأ بوقف تبادل الاتهامات والامتناع عن التكفير والتحريض المذهبي والطائفي ووضع حد للصراعات الأيديولوجية ولكل أشكال العنف المادي واللفظي واعتماد الحوار الديمقراطي أداة وحيدة لحل ما يطرأ من مشكلات صلب الأمة وبين قواها المختلفة ووضع رزنامة للاتفاق على أولويات وطنية وقومية تضع على رأسها قضية دعم المقاومة ومناهضة التطبيع والصهيونية وتحرير فلسطين وتلغي كافة المعاهدات المبرمة مع كيان العدو وتنشر ثقافة مقاومة تحافظ على الموروث القومي والإسلامي وتتواصل  مع المكتسبات الإنسانية وتعتمد تعليما وطنيا يعزز أسس الانتماء والهوية ويفتح العقول على العلوم والمعارف وتتفق على نموذج تنمية مستقلة ومستدامة قابلة للتنفيذ وغير مجتزأة تشمل المجالات العلمية والمعرفية توطن التقانة وتنتجها وتدعم البحث العلمي في كل الاختصاصات
\r\nوعلى طريقة الشعب يريد فإن أجيالنا الحالية إذا أرادت فعلا استقلالا وطنيا وقوميا حقيقيا ونهضة للأمة وتحرير فلسطين فإنه لا مناص لها من المصالحة بين التيارين حتى وإن كان ذلك على مراحل ويمكن تكليف هيئة تتكون من شخصيات قومية وإسلامية للإعداد للمصالحة والوحدة القومية  الاسلامية .
\r\n

\r\n