www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
الوضع السياسي بين دورتي المؤتمر 2008 ((الأوضاع السياسية 2008))

المؤتمر التاسع عشر
 10 - 13 أيار/مايو 2008
  صنعاء - الجمهورية اليمنية
 


كلمة الأمين العام حول
الأوضاع السياسية خلال الفترة الممتدة بين دورتي المؤتمر**

إعداد: أ. خالد السفياني*


 * الأمين العام للمؤتمر القومي العربي
 
في البداية، أود أنْ أعبر عن اعتزازي واعتزاز أعضاء الأمانة العامة وأعضاء المؤتمر بانعقاد دورته 19 باليمن العربي وبعاصمتها صنعاء، نظرا لما يمثله اليمن في نفوس العرب والمسلمين كافة. إننا ننظم مؤتمرا قوميا في بلد قومي حتّى النخاع جسد جزءا من حلمنا العربي بوحدة لازالت صامدة أمام كلّ الأعاصير. كما باعتزازنا بتنظيمها تحت رعاية فخامة السيد الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الذي أجدد له الشكر والامتنان لهذا الاحتضان الدافئ والحرص الشديد على توفير كلّ شروط نجاح هذه الدورة.
واليكم أخواتي وإخواني أعضاء اللجنة التحضيرية باليمن برئاسة الأخ والصديق عبد الملك المخلافي عضو اللجنة التنفيذية. إلى كلّ عضو وعضوه منكم، والى كلّ أعضاء المؤتمر وأصدقائه باليمن أتوجه بالتحيّة الصادقة وبكامل التقدير لما بذلتموه من مجهود في إعداد وتوفير كلّ شروط نجاح هذه الدورة.
واليك رحاب تحيّة أخصّ، إليك أوّلاً، والى كلّ الطاقم الإداري والتقني من أخوات وإخوة يمنيين ومن أقطار مختلفة، والذين يوجد بينهم عدد لا يستهان به من شباب مخيم الشباب القومي العربي.
إليك واليهم تحيّة أخصّ تجسد اعترافا بأن ما بذلته من مجهود وإعداد لإنجاح هذه الدورة فاق كلّ ما بذل في دورات سابقة وكان أكبر من طاقة البشر.
ولا بدّ من الإشارة في البداية أيضا إلى إننا كنا نتمنى أن يشارك في هذه الدورة كلّ من قرر المشاركة فيها، وكانت التقديرات تشير إلى مشاركة أوسع بكثير من العدد الحالي، لكن الظروف العصيبة التي يمرّ بها لبنان، حالت دون حضور حوالي ستين من المؤتمرين والإعلاميين كلّهم إخوة أعزاء مثل د. سليم الحص ود. خير الدين حسيب، وأ. منير شفيق وأعضاء الأمانة العامة واللجنة التنفيذية إلياس مطران، ونواف الموسوي، وساسين عساف وعبد القادر غوقة. واللائحة تطول. كما إنَّ أحداث بيروت الأليمة حالت دون مشاركة الفنان أحمد العريان برائعته "الضمير العربي".
لكن هناك من غيبه عنا المنع من السفر مثل الأخوة عبد المجيد منجونة ورجاء الناصر ومتروك الفالح ومجدي حسين، نوجه لهم كلّ التحيّة ونؤكد لهم أن لا شيء يمكن أن يغيبهم عنا لا منع ولا حرمان من السفر، أنتم حاضرون. حاضرون.
في ظلّ أجواء أحياء الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين، تنعقد الدورة 19 للمؤتمر القومي العربي.
بل تنعقد هذه الدورة في ظلّ محاولة متجددة لاغتصاب فلسطين، محاولة إضفاء الشرعية على ميلاد الدولة اليهودية العنصرية، بتزامن مع تشديد خناق الحصار والإبادة الجماعية على من عجزت كلّ محاولات الترهيب والترغيب عن إخضاعهم وتركيعهم، وتوزيع الفتات، إن هو وجد، على من يتسولون حلولا وهمية تحفظ ماء وجههم، ويعضون بالنواجذ المهترئة على تلابيب من يلفظون أنفاسهم الأخيرة - بوش وأولمرت - من أجل الحصول على أي شيء يبررون به هذا الانسياق وليس من أجل تحرير فلسطين وتحقيق الثوابت الفلسطينية.
ألف تحيّة لشعبنا الفلسطيني الصامد. ألف تحيّة لأرواح الشهداء. ألف تحيّة لآلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون والمعتقلات الصهيونية. ألف تحيّة لعوائل الشهداء والأسرى. ألف تحيّة للمقاومين المجاهدين المرابطين.
ونقولها في هذه الذكرى بأعلى أصواتنا: نعم، لا مكان لكيان صهيوني عنصري مقيت سرطاني في الجسم العربي. نعم لفلسطين بلداً للديمقراطية والتعايش بين كلّ الأجناس والأديان، ولا بديل لتحرير فلسطين، كلّ فلسطين.
الفترة بين ماي/أيار 2007، وماي/أيار 2008، يمكن أن يكون عنوانها البارز بالنسبة للأمة العربية هو الفرز الواضح بين مشروعين: مشروع المقاومة والمشروع الأمريكي - الصهيوني. الفرز بين خيار مقاومة المشروع الأمريكي - الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية والذي يجسد إرادة جماهير الأمة العربية في التحرر والانعتاق وطرد الاحتلال حيثما وجد، والنضال من أجل الكرامة والحريات والديمقراطية والتوزيع العادل للثروة والتمسك بالهوية الوطنية والقومية والتصدي للتطبيع مع الصهاينة والدفاع عن الوحدة القطرية والعمل من أجل الوحدة العربية، وبين خيار الانخراط في المشروع الصهيوني - الأمريكي والذي يقوم على دعم الاحتلال أو التماهي معه والخضوع لإملاءاته، ويهدف إلى ترسيخ الغزو والاحتلال ونهب ثروات الأمة ودعم الإرهاب الصهيوني في جرائمه المتواصلة ضدّ الشعب الفلسطيني والاجهاز على الحقوق الفلسطينية وتوفير ظروف ميلاد الدولة اليهودية العنصرية التي تسود المنطقة وتتحكم في رقابها، مع ما يتطلبه ذلك من تجريد المقاومة من سلاحها وتجريد الأمة من كلّ وسائل دفاعها عن نفسها، بل واستخدام بعض الوسائل التي تتوفر عليها وتسخيرها لفائدة العدو.
يحدث هذا في سنة اهتزت فيها أوضاع الإدارة الأمريكية الحالية على المستويين الداخلي والخارجي، حيث كان غزو العراق أحد الأسباب الرئيسيّة في هزيمة الحزب الجمهوري في انتخابات الكونغرس لفائدة الداعين للانسحاب من العراق، كما إنَّ انتخابات الرئاسة مرشحة لأن تعرف نفس الهزيمة.
كما أنْ تساقط الحلفاء، والذي شكل انتخاب برلسكوني في إيطاليا اختراقا فيه، والضربات التي يتلقاها الجيش الأمريكي والمشروع الأمريكي في العراق، واضطرابات السياسة الأمريكية تجاه إيران، والصعود الروسي المتزايد والذي أصبح يشكل بداية عودة المارد الروسي إلى الساحة السياسية الدولية، والأوضاع الاقتصادية المتردية. كلّ ذلك جعل وضع الإدارة الأمريكية الحالية مهتزاً، ورغم ذلك نجد استمرار انصياع ما يسمّى بمربع الاعتدال لهذه الإدارة المتآكلة.
ففي فلسطين تميزت هذه الفترة:
1 - بحصار إجرامي ضدّ قطاع غزة يهدف إبادة أهل غزة عقاباً لهم على تمسكهم بخيار المقاومة وعلى رفضهم الانصياع للخيار الإسرائيلي - الأمريكي والقبول بالاستسلام وبالتفريط في حقّه في التحرير والعودة والقدس وفي بناء دولته الفلسطينية على كامل ترابه الوطني.
والمؤلم في هذا الحصار هو أن تنفيذه يتم بأيدٍ عربية، وخاصة ما يتعلق بمعبر رفح الذي تقفله السلطات المصرية، في موقف ليس له من تفسير إلا التنفيذ العملي للقرار الصهيوني بإبادة أهل غزة. والأكثر إيلاماً هو أن تمنع السلطات المصرية عن غزة الوقود والغذاء والدواء في نفس الوقت الذي تزود فيه العدو الصهيوني بالغاز المصري وبثمن يكاد يشكل عُشر ثمن السوق.
كما إنَّ هذا الحصار لم يحرك ساكناً في السلطة الوطنية التي تسير في طريق مفاوضاتها العارية من أي معنى مع الصهاينة.
لكن جريمة الحصار، بالرغم من كلّ آثارها المأساوية، لم تنل من عزيمة وصمود أبناء غزة، بل وفي سابقة من نوعها، قام سكان غزة باقتحام الحدود الفلسطينية - المصرية في إطار انتفاضة غير مسبوقة، للتزود بالمواد الضرورية من المدن الحدودية المصرية. إلا أن جريمة الحصار، وإن لقيت استنكاراً عربياً وإسلامياً ودولياً، وإن تجلى هذا الاستنكار في فعاليات ومبادرات على مدى الوطن العربي، إلا أن حركة الشارع العربي لم ترق بعد إلى مستوى خطورة الجرم وأسطورية الصمود. لذلك، وفي إطار التفاعل مع قرار الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية المنعقد بالرباط، بتنظيم قافلة مغاربية تنطلق من موريتانيا، إلى معبر رفح لتحمل مساعدات مغاربية لأبناء غزة، قررت هيئة التعبئة الشعبية العربية دعم هذه المبادرة على أن تكون قافلة عربية تنطلق من موريتانيا غرباً ومن اليمن شرقاً وتلتقي عند معبر رفح لنفس الغاية، مع ما يمكن أنْ يصاحب ذلك من فعاليات في مختلف الساحات. ونتطلع إلى أنْ تعرف هذه القضية اهتماماً أكبر من طرف أبناء الأمة في اتجاه فرض إنهاء الحصار وفتح المعابر العربية الفلسطينية وتزويد قطاع غزة بِكُلّ حاجيات أهله، ورفع الحظر عن عبورهم ذهاباً وإياباً.
2 - هذه الفترة تميزت أيضا باحتدام الصراع الفلسطيني - الفلسطيني، وصولا إلى حالة من التمزق والانفصام، أصبح يوحي بأننا نتجه نحو كيانين فلسطينيين، فلسطين غزة وفلسطين الضفة، والى درجة أصبح فيها عناق ومصافحة واللقاء بقادة الإرهاب الصهيوني والحوار معهم ممكنا، بينما يحرم لقاء الفلسطيني بالفلسطيني.
ولم يكن ممكنا تجاهل هذا الوضع من طرف المؤتمر القومي العربي، والقومي - الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، حيث أطلقت مبادرة شعبية من الأمناء العامين الثلاثة الذين كثفوا الاتصالات بالفصائل الفلسطينية كافة، وخاصة بقيادة حماس وفتح، أثمرت عن عقد لقاء كان يعد الأوّل من نوعه بين قياديين من فتح وحماس هما الاخوين نزال ورجوب، كما أطلق المؤتمر بتنسيق مع المؤتمر القومي - الإسلامي والأحزاب العربية وبعض الشخصيات، مبادرة شعبية على أثر أحداث مخيم نهر البارد بلبنان توصلت إلى عقد اجتماع لِكُلّ الفصائل من خلال قياداتها بلبنان، انتهى إلى إصدار موقف موحّد من أحداث النهر البارد ومن التنسيق بالنسبة لباقي المخيمات الفلسطينية ومن العلاقة مع السلطات اللبنانية، وشكلت لهذه الغاية لجنة مشتركة.
وقد تنوعت المبادرات وتعددت من أجل رأب الصدع بين الإخوة والعودة إلى طاولة الحوار، وكان آخرها المبادرة اليمنية التي كادت تؤتي أكلها بفضل الإشراف المباشر للسيد الرئيس علي عبد الله صالح وإصراره على إنجازها. إلا أنّه يبدو أن الفيتو الأمريكي - الإسرائيلي كان دائما يحول دون وصول المبادرات المذكورة إلى نتائج ملموسة، في إطار مخطط "الفوضى الخلاقة" التي ابتدعتها الإدارة الأمريكية الأصولية.
3 - هذه الفترة تميزت أيضاً بسباق محموم أمريكي - إسرائيلي، بتزامن مع الجرائم المتواصلة ضدّ الشعب الفلسطيني، نحو تعميق الشقّ بين ما يسمّى بمربع الاعتدال ومواقع الصمود والمقاومة، وبالضغط من أجل توسيع دائرة التطبيع مع الكيان الصهيوني ومن أجل إضفاء صبغة الشرعية على الجرائم الإسرائيلية وخلق وهم إمكانية الوصول إلى حلّ يضمن "حقوق الشعب الفلسطيني".
وفي هذا الإطار كانت مجموعة من اللقاءات والاجتماعات كان أبرزها مؤتمر انابوليس الذي أكدت الأيام صحة موقف المؤتمر القومي العربي منه باعتباره مؤتمرا للتطبيع وللاستدراج ولدعم قرار تحويل الكيان الصهيوني إلى دولة يهودية عنصرية ولانتزاع تنازلات اضافية من السلطة الفلسطينية وليكون غطاء لشن عدوان جديد.
وقد عرفت هذه الفترة أحياء مفاوضات عبثية ولا طائل منها بين الكيان الصهيوني والسلطة الوطنية الفلسطينية لم يكن لها من نتائج سوى إضفاء الشرعية على الجرائم الصهيونية أمام الرأي العام الدولي.
كما جرت محاولات لتنفيذ المشروع الصهيوني بالعمل على تفكيك الأجنحة الفلسطينية المسلحة وتجريد المقاومة الفلسطينية من سلاحها من طرف السيد سلام فياض.
وفي إطار عملية التطبيع مع الصهاينة طرحت مبادرة جديدة من طرف الرئيس الفرنسي حول البحر الأبيض المتوسط كما عقدت العديد من المؤتمرات واللقاءات، واستقبل قادة الإرهاب الصهيوني ببعض العواصم العربية، مثلما الشأن بالنسبة لاستقبال الإرهابية ليفني بالدوحة والإرهابي أولمرت بعمان، وقرار قمة دمشق العربية بذهاب وزيري خارجية مصر والأردن إلى الكيان الصهيوني لطرح المبادرة العربية... الخ.
لكن مقاومة التطبيع عرفت، في المقابل، حدة أكبر من طرف أبناء الأمة في مختلف الساحات العربية، وسجلت نجاحات أساسية في هذا المجال.
وقد كان المؤتمر القومي العربي حاضراً وواضحاً في موقفه من مختلف هذه التطورات التي عرفتها القضية الفلسطينية.
وبالإضافة إلى فعاليات مؤسسة القدس على المستوى العربي والإسلامي والدولي، فأن ما ميز هذه السنة بالنسبة لموضوع القدس هو تنظيم الملتقى الدولي للقدس في استانبول والذي عرف نجاحاً كبيراً إن على مستوى الحضور أو التنظيم أو النتائج المتوخاة.
وبالنسبة للعراق تعقد الدورة 19 للمؤتمر القومي العربي وقد مرت خمس سنوات على احتلال العراق. خمس سنوات من الإبادة الجماعية للشعب العراقي ومقوماته الحضارية، ومن الإجهاز على البنى التحتية ونهب ثروات العراق، وملاحقة واغتيال العلماء، وإذكاء الفتن الطائفية والعرقية والمذهبية والعمل الحثيث على ما أسماه الغزاة بالفتنة الخلاقة.
خمس سنوات من التقتيل والتجويع عرفت خلال هذه السنة بناء جدران الفصل العنصري، والاستمرار في استعمال كلّ أسلحة الدمار الشامل، وفاق عدد الشهداء بمرورها المليون ونصف المليون شهيد، وملايين الجرحى والمهجرين ومئات آلاف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وعملائه، والذين مورست وتمارس ضدهم أبشع أنواع التعذيب والتنكيل، وحرمان أهل العراق من خيرات بلدهم في إطار مخطط لنهب ثرواتهم.
وخلال هذه السنة أيضاً سقطت آخر أوراق المبررات الكاذبة للغزو والاحتلال بعد أن أثبتت تقارير الغزاة كذب الادعاء بعلاقة الشهيد صدام حسين بالقاعدة.
لكن هذه السنة تميزت أيضاً باستمرار المقاومة البطلة للاحتلال، السياسية منها والمسلحة، وبالتطور النوعي لهذه المقاومة، وخاصة العمليات النوعية ضدّ المنطقة الخضراء. كما تميزت بالصمود المنقطع النظير للشعب العراقي، وبعودة التيار الصدري إلى مربع المقاومة، وبالتالي إلى مربع الاستهداف من طرف الاحتلال وعملائه، مما أكدّ من جديد أن الأمر لا يتعلق بشيعة وسنة ولا بعرب وأكراد، وإنما بشعب عراقي يقاوم الاحتلال وعملائه.
كلّ ذلك أدى إلى اهتزاز العملية السياسية وانهيار الإدارة الأمريكية الإرهابية بعد أنْ سقط الطغاة الذين ساهموا في هذا الجرم في أسبانيا وبريطانيا. وما نراه الآن من هزيمة الإدارة الجمهورية في انتخابات الكونغرس الأمريكي والهزيمة المحققة في انتخابات الرئاسة القادمة، كان لغزو العراق وما ارتكب ويرتكب فيه من جرائم التأثير البالغ فيه.
وأمام الهزيمة المحققة لقوى الغزو والاحتلال، والمصير الحتمي لِكُلّ العملاء، عمد الطرفان إلى محاولة إيجاد مخارج لاستمرار الاحتلال بعد رحيله، ولاستمرار نهب ثرواته والسيطرة عليها أيا كانت النتائج، ولخلق واقع من التمزق الطائفي والعرقي، ومن التقسيم الذي لا يترك للعراق مجالا للنهوض من جديد، عراقاً ديمقراطياً موحّداً كامل التحكم في مصيره وفي ثرواته.
وفي هذا الإطار تأتي محاولة إصدار قانون النفط والغاز الذي يهدف تأمين سيطرة شركات النفط الأمريكية على النفط العراقي. وفي نفس الإطار يأتي قانون الاستثمار الأجنبي الذي يهدف لمزيد من نهب ثروات العراق. كما يأتي قانون إدارة الأقاليم كأساس لتقسيم وتفتيت الدولة العراقية، وقانون المساءلة والعدالة الذي يكرس فحوى قانون اجتثاث البعث.
كما إنَّ طرح مشروع المعاهدة الأمريكية - العراقية شكل محاولة للالتفاف على الهزيمة التي أصبحت محققة لقوى الغزو والاحتلال وعملائها.
هذه السنة تأكد خلالها أنَّ الشعب العراقي لم ير من الغزاة وعملائهم في إطار ما يسمّى بالعملية السياسية إلا الدمار والإذلال والإبادة وخلق وتعميق الفتن الطائفية والمذهبية، والحرمان من كلّ ضرورات الحياة، ومصادرة كاملة للحرية والديمقراطية والكرامة.
لكن هذه السنة أثبتت أنَّ الغزاة لم يلقوا ولن يلقوا من الشعب العراقي الا المقاومة والصمود والتصدي لِكُلّ اشكال العمالة والتآمر.
وكشفت هذه السنة أيضاً عن تبعية النظام العربي الرسمي في أغلبه لقادة الإرهاب الدولي وخضوعه الكامل لإملاءاتهم، وعجزه عن القيام بالدور الذي يفرضه عليه الواجب القومي والديني والإنساني، بل وتفرضه عليه اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
وأمام استمرار إيران في مسيرة الأخطاء الكبرى في تعاطيها مع المسألة العراقية، الأمر الذي سبق للمؤتمر منذ احتلال العراق ان استنكره وطالب المسؤولين الإيرانيين بإعادة النظر فيه، بالاصطفاف إلى جانب القوى المناهضة للاحتلال.
أمام ذلك، فقد استمرت الإدارة الأمريكية في محاولة تحويل الصراع من صراع احتلال - مقاومة، صراع عربي - أمريكي، إلى صراع عربي - فارسي.
كما استمرت في محاولة اقحام العرب والمسلمين من خلال من يخضعون لامتلاءاتها، في المستنقع العراقي، وتحويلهم إلى دروع واقية لقوات الاحتلال والى أداة لتبييض الجرم التاريخي ضدّ العراق.
ولم يمرّ المؤتمر القومي العربي بمناسبة دون أنْ يؤكّد إيمان أبناء الأمة بأن النصر في العراق آت وبأن مصير الغزاة وعملائهم الاندخار والفرار من أرض العراق.
كما أكدّ المؤتمر في كلّ مناسبة بأنه لا حلّ في العراق الا بطرد الغزاة وعملائهم، وأن لا سبيل إلى ذلك إلا بوحدة قوى مقاومة الاحتلال، السياسية منها والمسلحة، ودعم كفاح الشعب العراقي في معركته من أجل التحرير والكرامة.
كما طالب المؤتمر ويطالب النظام العربي الرسمي بأن ينتبه إلى خطورة الاستمرار في موالاته للاحتلال وعملائه. وبأن يطرد حكومة الاحتلال من الجامعة العربية لأنّها تمثل الاحتلال الأمريكي - البريطاني وليس الشعب العراقي، والى تبني شعار تحرير العراق من الاحتلال وتقديم كلّ اشكال الدعم إلى الشعب العراقي من أجل تحقيق هذا الهدف.
ونود التأكيد على موقفنا الواضح من أنْ آية مصالحة وطنية يجب أنْ يكون أساسها وبرنامجها طرد الغزاة، وبناء العراق المستقل الديمقراطي والموحّد والمتحكم في مصيره وثرواته، وأن ما عدا ذلك فلن يكون الا افرازا آخر من افرازات الاحتلال.
كما نؤكد تحذيرنا المتواصل من السقوط في فخّ الاحتراب الداخلي أو الاقتتال العرقي أو المذهبي أو الديني أو العربي - الفارسي.
وأن على القيادة الإيرانية أنْ تغير تعاطيها مع الشأن العراقي بعيدا عن الاحقاد أو عن المصالح الظرفية، وأن تدعم المقاومة وتتوقف عن تقديم الدعم لعملاء الاحتلال. لأن المصير هو مصير العمل المشترك والمواجهة المشتركة لقوى الإرهاب الدولي.
وفي لبنان، فقد كانت السمة البارزة هذه السنة هي الفراغ الرآسي والإصرار على التحريض على تعميق الخلاف والحيلولة دون الوصول إلى أي اتفاق أو توافق وعرقلة كلّ تسوية تخرج لبنان من أوضاعه البالغة الخطورة، وتعميق الانقسامات الداخلية بهدف تطويق المقاومة اللبنانية الباسلة ومحاولة إفراغ النصر التاريخي الإستراتيجي الذي حققته المقاومة على الكيان الصهيوني في صيف 2006 من محتواه، وتحويل الصراع من صراع سياسي إلى احتراب طائفي.
وما جرى طيلة هذه السنة في لبنان لا يمكن فصله عن السياسية الأمريكية والصهيونية في المنطقة، لا سيّما في فلسطين والعراق، والتي تتسم أساسا بمحاولات ضرب الوحدة الوطنية، وخلق الفتنة الداخلية، وتشويه صورة المقاومة الوطنية بمحاولة اضفاء طابع الطائفية أو المذهبية عليها، وترك لبنان بؤرة لعدم الاستقرار الدائم، مما يسهل بسط الهيمنة عليه وتسخيره في الاتجاه الذي تريده قوى الإرهاب العالمي.
ولعل ما وقع في الأيام الأخيرة أكبر دليل على هشاشة الوضع اللبناني ودرجة الاحتقان في صفوف أبنائه، إذ كان صدور قرار خاطئ للحكومة كافيا للاقتراب من فتنة لا يمكن لا حدّ أنْ يعرف إلى أين تصل.
ورغم ان هذه السنة تميزت بتوافق وطني على رئيس للبنان هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي اهلته روح الوطنية والقومية ونزاهته ونضجه لأن يحظى بإجماع اللبنانيين، فأن تعثر الاتفاق على قضايا أخرى مثل الحكومة وقانون الانتخاب... الخ، حال دون الخروج من الازمة السياسية المستمرة، والتي يمكن أنْ تكون الظروف قد تهيأت للخروج منها.
إنَّ المؤتمر القومي العربي يعتبر أنَّ الطريق الاسلم لحماية لبنان ووحدته ومقاومته وصون استقلاله واستقراره يمرّ عبر الصيغة التي تجمّع اللبنانيين وتستجيب لتطلعات كلّ الفرقاء اللبنانيين وتوفر الاطمئنان لهم جمعياً وترفض آية وصاية خارجية من الأعداء والأصدقاء.
ويناشد المؤتمر كلّ الفرقاء اللبنانيين حقن الدماء وإيقاف الفتنة وتعويض الاحتراب بالحوار الداخلي.
ويناشد المؤتمر مجددا اللبنانيين جميعا بِكُلّ مشاربهم واتجاهاتهم وتياراتهم وأد الفتنة، وصون الوحدة الوطنية، وحماية المقاومة، فالوحدة والمقاومة في لبنان، كما هو الحال في فلسطين والعراق، هما العاملان الأساسيان الضامنان للانتصار على المشروع الأمريكي - الصهيوني بِكُلّ تجلياته وأدواته وافرازاته.
أما الجامعة العربية التي تردد أنّها بصدد الإعداد لاجتماع وزراء الخارجية العرب، فإن المؤتمر يدعوها إلى أن تكون قراراتها حاضنة لِكُلّ اللبنانيين وبعيدة عن أي انحياز لطرف دون آخر، لأن أي انحياز من شأنه أن يعمق الانقسام في لبنان بدل من أن يحله.
وفي الصومال، وبعد أن قامت الجيوش الأثيوبية باحتلال الصومال بالوكالة، واعتبر أنّه تمّ القضاء على اتحاد المحاكم الإسلامية، عرفت سنة 2007 وبدايات 2008 عودة للمحاكم الإسلامية بعد أن أعيد رص صفوفها كرافد أساسي لمقاومة وطنية ضدّ الاحتلال الأثيوبي، واستطاعت توحيد صفوف المقاومة الصومالية في الداخل والخارج.
كما إنَّ الممارسات الاستبدادية للحكومة الاتحادية الانتقالية أدت إلى انتفاضات شعبية عارمة ضدّ نظام الاستبداد.
وكان التغيير الجوهري في المعادلة الصومالية هو انتقال مقاومة من نظام مستبد إلى مقاومة وطنية للاحتلال، وهو ما ساهم في توحيد القوى الوطنية، مما ينبئ بتطور نحو تحرير الصومال من الاحتلال والاستعباد.
وفي السودان ارتفعت وتيرة التكالب على وحدة السودان سواء تعلق الأمر بشمال جنوب أو بشمال غرب أو بشمال شرق، في وقت استمر فيه البحث عن صيغة للوحدة الوطنية وللبحث عن مقومات الدولة المدنية - الديمقراطية وسبل تحقيق التنمية.
واشتدت أزمة دارفور، وأصبح واضحاً تأثير التدخل الأجنبي الذي يسعى إلى تقسيم السودان، والى تنمية النعرات الطائفية والعرقية والدينية فيه، واعتمادها في استمرار تحريك دعوات التقسيم، والحيلولة دون انجاح الاتفاقيات المبرمة بين الأقاليم السودانية، والتي شكلت في حدّ ذاتها خطراً على مستقبل السودان الموحّد.
وفي المسألة الديمقراطية لم تحدّث تغييرات جوهرية خلال الفترة الفاصلة بين دورتي المؤتمر، بل يمكن القول بأن قضية الحريات عرفت تدهوراً في الكثير من الأقطار العربية، وشهدت تراجعات بالنسبة لبعض المكتسبات في مجالات شتى، واستعمل القمع عوض الانفتاح على مكونات المجتمع، وعرفت هذه السنة اعتقال للعديد من الفاعلين السياسيين، واستعمال القضاء في حلّ الصراعات السياسية، مما يشكل تراجعاً خطيراً في مجال استقلال القضاء. وللمؤتمر أعضاء في أقطار عربية متعددة اعتقلوا لأسباب سياسية. وتعرضت الصحافة والصحفيين في العديد من الأقطار العربية إلى التضييق والملاحقة والمتابعة القضائية وإصدار إحكام في حقهم لا معنى لها الا محاولة الاجهاز على حرية الصحافة.
وفي المقابل، عرفت العديد من الأقطار تحرّكات شعبية واسعة ضدّ قمع الحريات، كما بالنسبة للتنديد بالفساد الذي استشرى بشكل مهول، كما بالنسبة لانتفاضات الخبز التي طالها القمع في أغلب الأحيان، وهي الانتفاضات التي جاءت نتيجة تردي الأوضاع المعيشية في أغلب الأقطار العربية، والتي ترجع أسبابها في الأغلب إلى سوء التدبير وتفشي الفساد، والى سياسات اجتماعية غير شعبية وغير منصفة. والمؤتمر القومي إذ يتوجه بالتحيّة إلى كلّ المعتقلين من أجل آراءهم أو لأسباب سياسية ويوجه تحيّة خاصة لأعضائه منهم في كلّ قطرا وجدوا فيه خلف القضبان، فانه يطالب بالإفراج الفوري عنهم، كما يطالب بإلغاء كلّ القوانين والمحاكم الاستثنائية، المدنية والعسكرية، وقوانين الطوارئ.
ويؤكّد المؤتمر من جديد لِكُلّ نظام عربي يعتبر ان حمايته تمر عبر البوابة الإسرائيلية أو عبر الإدارة الأمريكية، أنَّ الحماية الحقيقة هي حماية الشعوب.
كما يؤكّد ان مواجهة التحديات التي تتهدد الأمة، كما تتهدد أي قطر فيها، لا يمكن مواجهتها الا بشعب حرّ كريم مشارك فعليا في اتخاذ القرار وتنفيذه، مما يتطلب مصالحات وطنية صادقة وعاجلة، على قاعدة الحرية والكرامة ودولة القانون والمؤسسات، وعلى أساس إيقاف كلّ اشكال النهب، وتوفير شروط التوزيع العادل للثروة.
أما بالنسبة للعمل العربي المشترك فأن الإصرار الأمريكي والصهيوني على تعميق الفرقة بين الأخوة، وعلى محاولة تعميق الاعتقاد بأن هناك دول عربية معتدلة، بما يعني في مفهومها دول عربية تأتمر بأوامرها وما، يترتب عن ذلك من انجرار نحو مواقف متناقضة مع الأمن القومي العربي، ومتعارضة مع تطلعات الجماهير العربية، مما كاد يؤدي إلى انهيار الجامعة العربية والدخول في احلاف شبيهة بحلف بغداد السيئ الذكر. وأصبح معه مجرد انعقاد قمة دمشق مكسب كبير وانتصار على التعليمات الأمريكية المعلنة والداعية إلى مقاطعة القمة، رغم أنَّ العديد من القادة العرب خضعوا لهذه التهديدات ووصل بهم الأمر إلى انتداب سفرائهم لدى الجامعة العربية لتمثيلهم في القمة.
أمام هذا الخطر الداهم الذي يهدد بقوة كلّ أمل في تحقيق تكامل عربي، أو حتّى في استمرار أي شكل من اشكال التضامن العربي كيفما كان، وايا كانت مؤاحذتنا عليه.
أمام كلّ ذلك، ارتأى المؤتمر أنْ يكون الموضوع الرئيسي لهذه الدورة هو العمل العربي المشترك.

صنعاء: 9 / 5 /2008