www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
المقاومة كخيار إستراتيجي للأمة: البُعد العربي (الشعبي) 2009 ((البعد العربي الشعبي 2009))

 المؤتمر العشرون
16 – 19 نيسان/ابريل 2009
     الخرطوم - السودان
 

المقاومة كخيار إستراتيجي للأمة: البُعد العربي (الشعبي) **
 د. ماهر الطاهر *


* عضو الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي.
** لا تعبر هذه الورقة بالضرورة عن رأي الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي.
*** لا يجوز نشر هذه الورقة كلا أو جزءا إلا بموافقة تحريرية من إدارة المؤتمر.


 

المقاومة كخيار استراتيجي في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني
تفعيل الدور الشعبي العربي في دعم المقاومة


 

يتعرض الوطن العربي لهجمة استعمارية صهيونية شاملة تستهدف وجوده ومستقبله لإعادة رسم خرائطه وبما يؤدي إلى المزيد من التفتيت والتجزئة وتدمير المجتمعات العربية بهدف السيطرة الكاملة على المنطقة ونهب ثرواتها ومقدراتها وجعل الكيان الصهيوني هو القوة المسيطرة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ووصلت مستويات الهجوم المعادي إلى مرحلة أدت إلى احتلال العراق وتدميره واقتراف المجازر ضد الشعب الفلسطيني واللبناني ومحاولات تقسيم السودان وزعزعة استقراره من خلال قرار عدواني خطير اتخذته الدوائر الاستعمارية يمس رمز سيادة الدولة.
إن هذا الهجوم المتواصل لا يمكن مواجهته بسياسة الرضوخ والتنازلات والاعتراف بالكيان الصهيوني والقبول بالإملاءات الأمريكية بل من خلال خيار المقاومة كخيار استراتيجي لا بديل عنه في مواجهة التحديات الكبرى التي تطال الأمن القومي العربي ومستقبل الأمة بأسرها.
أكد خيار المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق قدرته على تحقيق انجازات إستراتيجية ملموسة في مواجهة المخططات المعادية وإسقاطها.
فمنذ بدء الغزوة الصهيونية أوائل القرن الماضي وتهديدها للوجود العربي على أرض فلسطين، تواصل الاشتباك مع المشروع الصهيوني ووظيفته الاستعمارية في المنطقة بأشكال وصيغ مختلفة.
قاوم الشعب الفلسطيني مدعوماً من أمته العربية وبإمكاناته المتاحة في ظل الانتداب البريطاني وقام بالعديد من الثورات والانتفاضات لمواجهة مشروع اقتلاعه من أرضه ودياره وقدم تضحيات جسيمة، ولكن وبحكم ظروف وعوامل موضوعية وذاتية تمكنت القوى الاستعمارية والصهيونية من زرع إسرائيل في قلب الوطن العربي وتشريد الشعب الفلسطيني وخلق تحدٍ تاريخي كبير في مواجهة الأمة العربية.
ولدت نكبة فلسطين عام 1948 ردود فعل غاضبة وحالة احتقان شديد في الساحة العربية، حيث ساهمت النكبة في إحداث حالة مد قومي كبير للرد على الهزيمة مما ترتب عليه تغير العديد من أنظمة الحكم العربية وخاصة في مصر وسوريا والعراق.
وقاد الرئيس جمال عبد الناصر معارك ضارية ضد الاستعمار توجت بعدوان 1956 على مصر بعد تأميم قناة السويس وتحققت وحدة مصر وسوريا عام 1958، التي تم إجهاضها بمؤامرة الانفصال، إلى أن جاء عدوان الخامس من حزيران 1967 والذي مكّن إسرائيل من احتلال ما تبقى من الأرض الفلسطينية ومن ثم الاستيلاء على أراضٍ عربية جديدة.
لقد شكلت هزيمة حزيران نقطة تحول كبرى في مسيرة الصراع العربي – الصهيوني وترتب على ضوء وقائعها العسكرية والسياسية نتائج انعطافية على مجمل الوضع العربي.
ورغم النتائج العسكرية والسياسية والفكرية التي ترتبت على الخامس من حزيران، فإن الشارع العربي رفض الهزيمة وكان من أبرز تعبيرات هذا الرفض نهوض الثورة الفلسطينية المسلحة وإعادة استنهاض الشعب الفلسطيني ومسارعة سوريا ومصر لإعادة بناء قواتهما المسلحة تمهيداً لحرب تشرين والتي برهنت على قدرة الجندي العربي والمقاتل العربي على مواجهة الغزاة الصهاينة والتي برهنت بذات الوقت على زيف أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
مثلت حرب تشرين محاولة جادة للرد على هزيمة الخامس من حزيران واستعادة الأراضي العربية المحتلة، ولكن هذه الحرب ورغم كل معانيها وأبعادها الإيجابية والاستراتيجية تم إجهاض نتائجها بعد توقيع اتفاقات كامب ديفيد التي أحدثت خللاً كبيراً واستراتيجياً في مجمل الوضع على الساحة العربية، وبالتالي الصراع العربي – الإسرائيلي.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق نشأ وضع سياسي عالمي جديد حيث واجهت الأمة العربية تحولات عالمية هائلة، بل شهدت البشرية بأسرها موجات وهزات عنيفة طالت بتأثيراتها مجمل مناحي حياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، وكان من الطبيعي أن تنعكس هذه التطورات على الوطن العربي حيث انتقل العالم إلى وضع أهم سماته في المرحلة الراهنة هيمنة القطب الأمريكي في السياسة العالمية.
وبالرغم من هذه التطورات فإن المقاومة العربية للمشروع الإمبريالي الصهيوني لم تتوقف، لا بل إن هذه المقاومة استمرت منذ بدء الغزوة الصهيونية ولا زالت متواصلة حتى الآن.
لقد اتخذت المقاومة العربية في مواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني أشكالاً مختلفة، الحروب النظامية الكلاسيكية – الانتفاضات الشعبية، وخاصة انتفاضة الشعب الفلسطيني عام 1936، وانتفاضة الحرية والاستقلال عام 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000 والمقاومة الشعبية المسلحة في فلسطين ولبنان، والمقاومة العراقية الباسلة في وجه الاحتلال الأمريكي للعراق، هذا الاحتلال الذي لا يمكن عزله عن المشروع الصهيوني واستهدافاته في الوطن العربي.
صحيح أن المشروع الصهيوني وخلال العقود الستة الماضية استطاع تحقيق العديد من أهدافه، ولا شك أن نجاح الغزوة الصهيونية في قيام "إسرائيل" كان حصيلة جهود مكثفة ومتواصلة منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، فقد استطاعت الحركة الصهيونية تحقيق العديد من الأهداف أبرزها قيام إسرائيل عام 1948، واحتلال أراضٍ عربية جديدة عام 1967 واجتياح عاصمة عربية عام 1982، كما تمكن المشروع الصهيوني من ترسيخ وتدعيم البنية الداخلية لكيانه على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والتكنولوجية في إطار خطة استراتيجية شاملة، ولكن رغم كل ذلك، فإن المقاومة العربية للمشروع الإمبريالي الصهيوني برهنت على رفض الأمة العربية للاستسلام والرضوخ وإصرارها على التمسك بحقوقها وأهدافها وهويتها الحضارية وتراثها الإنساني كما برهنت من خلال المقاومة المستمرة والتي اتخذت أشكالاً مختلفة عسكرية وسياسية وثقافية أن القوة العسكرية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ليست كلية القدرة، وأن لهذه القوة حدود، بل أكثر من ذلك استطاعت المقاومة العربية أن تضع المشروع الصهيوني في مأزق وجودي وخاصة بعد الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني على أرضه وانتصار المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله عام 2000 وإجبارها للعدو الصهيوني على الرحيل من أرض الجنوب دون قيد أو شرط، والانتصار التاريخي والاستراتيجي الكبير الذي تحقق في التصدي لعدوان تموز عام 2006 وإفشال أهداف هذا العنوان.
إن هذه الورقة لن تقوم بعملية استعراض تاريخي للمقاومة العربية في مواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني فهذا يحتاج إلى بحث واسع للغاية متعدد ومتشعب ولكننا سنتوقف أمام بعض النقاط المحددة، لنؤكد أن هذه المقاومة قد مثلت روح الأمة العربية وجوهرها الرافض للاستسلام والخضوع للمخططات الاستعمارية الصهيونية، ولتؤكد أن هذه المقاومة قد أوقفت اندفاعة المشروع الصهيوني وأطروحاته التوراتية التوسعية العدوانية التي استهدفت السيطرة على المنطقة العربية بأسرها.
- أولاً:
إن المقاومة العربية للمشروع الصهيوني بدأت منذ بداية هذا المشروع الاستعماري الاستيطاني على أرض فلسطين وفي المنطقة العربية وشكلت حالة دفاع عن النفس والهوية والوجود الحضاري للأمة ومثلت هذه المقاومة عنواناً لصراع تاريخي بين المشروع النهضوي العربي المتمثل بتحقيق الاستقلال والتحرر والعدالة والتقدم الاجتماعي والوحدة، والمشروع الصهيوني الاستعماري الهادف إلى السيطرة على المنطقة العربية ومقدرتها وثرواتها وعرقلة وحدتها وتقدمها واستقلالها للإبقاء على واقع التجزئة والتخلف والتبعية، وقد استطاعت المقاومة العربية المتنوعة الأشكال أن تصمد في وجه هذا المشروع الذي اتخذ أشكالاً مختلفة من الغزو المسلح إلى السيطرة الاقتصادية والغزو الثقافي ومحاولات الإخضاع السياسي ولا زالت المعركة مفتوحة ومحتدمة في اشتباك وصراع تاريخي لن يحسم إلا باستمرار المقاومة والممانعة التي تشكل المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية عناوينها البارزة في اللحظة التاريخية الراهنة.
- ثانياً:
إن خيار المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري تم اختباره على أرض الواقع حيث استطاع تحقيق إنجازات كبرى تمثلت بقدرة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على هويته الوطنية التي كانت معرضة للسحق والطمس والتبديد والتي تمثلت بثباته على أرضه في المناطق المحتلة عام 1948 وفي الضفة وقطاع غزة وفي قدرته على القيام بانتفاضات وثورات متواصلة خلال العقود الماضية وتمكنه من توجيه ضربات موجعة للعدو الصهيوني عبر العمل العسكري الشعبي المسلح رغم الاختلال الكبير في موازين القوى.
لقد أكد خيار المقاومة الذي مارسه الشعب الفلسطيني ولا زال استحالة طمس الحقوق الوطنية الفلسطينية التي باتت حقيقة لا يمكن تجاهلها بعد أن حاولت إسرائيل إنكار وجود الشعب الفلسطيني وتدمير مقومات حياته.
وفي لبنان استطاعت المقاومة اللبنانية بعد اجتياح عام 1982 أن تتصدى للاحتلال الإسرائيلي بكل بسالة، فبعد احتلال بيروت وتوقيع اتفاق السابع عشر من أيار اعتقد قادة الإرهاب الصهيوني بأنهم سيحولون لبنان إلى أداة طيعة لخدمة سياستهم وأهدافهم العدوانية في المنطقة، ولم يكن قادة "إسرائيل" يدركون بأن المستنقع اللبناني والمقاومة ستخلق لهم من المشاكل والأزمات ما فاق كل تصوراتهم، حيث أضحت قضية احتلال الجنوب اللبناني والخسائر البشرية الباهظة التي يدفعها جيش الاحتلال الإسرائيلي إحدى أهم المسائل الساخنة التي تحرك الرأي العام الداخلي في الكيان الصهيوني وتخلق تفاعلات عميقة في المجتمع الإسرائيلي الذي تصاعدت داخله قوة الاتجاهات المطالبة بالانسحاب من جنوب لبنان ومن جانب واحد، وقطعاً ما كان لكل ذلك أن يحدث لولا المعادلة الواضحة والبالغة الدلالة التي فرضتها المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله وجوهر هذه المعادلة أن الاحتلال لأرض الجنوب لن يكون دون مقابل، وأن الجيش الإسرائيلي المحتل لن ينسحب إلا إذا وصل إلى قناعة بأن كلفة احتلاله ستكون باهظة الثمن.
هذه المعادلة نجحت المقاومة اللبنانية في فرضها كحقيقة لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن لبنان الذي قدم أغلى التضحيات والدماء لتحرير أرضه، وأرغم العدو على الانسحاب دون قيد أو شرط.
لقد قدمت المقاومة اللبنانية نموذجاً يحتذى في الكفاح يتسم بالتواصل والتنظيم ووضوح الهدف وعمق الإرادة والاستعداد اللا محدود للتضحية والشهادة.
وبعد تحرير الجنوب عام 2000 والذي شكل درساً بالغ الدلالة في قدرة المقاومة على مواجهة المشروع وتحقيق انتصارات ملموسة، حاولت إسرائيل الرد على هزيمتها خاصة في ضوء تنامي قدرات وإمكانيات حزب الله فقامت بعدوانها الوحشي الشامل على لبنان في تموز 2006 وبدعم كامل من الإدارة الأمريكية متوهمة بأنها ستقضي على سلاح المقاومة خلال بضعة أيام وستمهد لقيام ما سمي حسب وزيرة الخارجية الأمريكية مخاض وميلاد شرق أوسط جديد، يتم من خلاله محاصرة وضرب سوريا والمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية للسيطرة على المنطقة بشكل كامل، وبما ينسجم مع المخططات الأمريكية – الصهيونية، لكن حسابات إسرائيل والإدارة الأمريكية باءت بالفشل الذريع، حيث تمكنت المقاومة اللبنانية من تحقيق انتصار تاريخي واستراتيجي كبير كان وسيكون له أعمق النتائج والآثار السياسية والعسكرية والنفسية على إسرائيل، حيث تمكنت المقاومة الشعبية اللبنانية من الصمود أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية الهائلة لمدة (33) يوماً مسجلة حالة صمود أسطوري يعبر عن روح الأمة العربية وقدرتها على تحقيق الانتصار إذا توفرت عوامل وشروط الصمود والإرادة لمواجهة العدو.
إن حرب تموز عام 2006 وانتصار المقاومة اللبنانية والهزيمة التي عاشتها إسرائيل على المستوى العسكري والسياسي والأخلاقي كانت أمر بالغ الدلالة له معاني استراتيجية تتعلق بمستقبل الكيان الصهيوني الذي بات عاجزاً ليس على التوسع واحتلال المزيد من الأرض، بل أصبح يقيم الجدران ويبني جدار الفصل العنصري لحماية وجوده.
لا شك أن حرب تموز قد شكلت محطة بارزة ومرحلة جديدة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، هذه الحرب الذي تحتاج إلى عملية دراسة وتقييم شامل وعميق لمعانيها ونتائجها، لكننا سنحاول إبراز أهم الاستخلاصات والدروس التي أكدتها هذه المعركة التاريخية الكبرى وأبرزها:
- إن هزيمة إسرائيل إمكانية واقعية قابلة للتحقيق إذا توفرت شروط وعوامل الصمود، وهذا ما حققته المقاومة اللبنانية من خلال نموذج حزب الله.
- أهمية توفر العمق الاستراتيجي والدعم للمقاومة وهذا ما تحقق من خلال دعم سوريا وإيران الجاد لهذه المقاومة التي امتلكت العمق الذي ساعدها في تحقيق الانتصار.
- أهمية التنظيم والإعداد والعمل السري البعيد عن الاستعراضات والعمل المكشوف الذي يمكن العدو من توجيه ضربات كبيرة للمقاومة. - إن حرب تموز أكدت بالملموس أهمية دور القيادة.. والخطة والأداة باعتبارها عوامل أساسية لتحقيق الانتصار.
- أهمية توفر عناصر الصلابة والإرادة والإيمان في مواجهة جيش متفوق عسكرياً وتكنولوجياً حيث تمكن بضعة آلاف من المقاتلين من تحقيق مفاجآت كبيرة أذهلت العدو الصهيوني المدجج بكل أنواع السلاح وشلت قدرة هذا الجيش في الكثير من مواقع القتال.
- الإعلام وأهميته الكبرى في المعركة.
- تلاحم الشعب والأمة مع المقاومة شكل عامل أساسي في رفع المعنويات والقدرة على الصمود وتحقيق الانتصار.
- إن انتصار تموز 2006 عمق الفهم والقناعة الوطنية والقومية بأن المقاومة هي الطريق والخيار الاستراتيجي للمواجهة مع المشروع الإمبريالي الصهيوني ومخططاته العدوانية.
وفي العراق فقد استطاعت المقاومة العراقية الباسلة في تصديها للاحتلال الأمريكي الذي أراد تدمير العراق كبلد عربي أساسي لإضعاف الأمة العربية في مواجهتها مع المشروع الصهيوني الاستعماري في المنطقة، استطاعت المقاومة العراقية وبسرعة قياسية النهوض ومقاومة الغزو الاستعماري وإيقاع خسائر جسيمة بقوات الاحتلال مما أدخل هذا الاحتلال في مأزق عميق انعكس على الأوضاع داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها حيث تتصاعد حركات الاحتجاج داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها مطالبة بانسحاب القوات الأمريكية والبريطانية.
تمكنت المقاومة العراقية من إيقاع خسائر ملموسة في صفوف قوات الاحتلال الأمريكي – البريطاني حيث كانت حسابات الإدارة الأمريكية أنها ستتمكن بعد احتلال العراق من السيطرة على المنطقة والقضاء على قوى الممانعة والصمود وسحق المقاومة اللبنانية والفلسطينية لكن حسابات إدارة بوش ومخططاتها دخلت في مأزق عميق، وواجهت مقاومة باسلة من الشعب العراقي الذي استطاع ليس إدخال المشروع الأمريكي في مأزق شديد التعقيد فحسب، بل تمكن من أن يشكل سياجاً حامياً لقوى الممانعة والصمود والمقاومة على امتداد الساحة العربية.
لعبت المقاومة العراقية وصمود الشعب العراقي دوراً أساسياً في إسقاط ورحيل الحزب الجمهوري ومجيء إدارة جديدة اضطرت الإعلان عن خطط للانسحاب من العراق ما كان يمكن أن تعلن لولا المقاومة العراقية وما أحدثته من آثار ونتائج داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
- ثالثاً:
إن المقاومة العربية في مواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني من الناحية العسكرية اتخذت شكل حرب الجيوش النظامية الكلاسيكية، وشكل حرب المقاومة الشعبية، وعلى صعيد الحرب النظامية استطاعت إسرائيل بما تتلقاه من دعم عسكري وتكنولوجي ومادي لا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص ومن الغرب بشكل عام، أن تتفوق في حروبها مع الدول العربية.
صحيح أن حرب تشرين شكلت صدمة كبيرة للجيش الإسرائيلي وقيادته السياسية التي فوجئت بمبادرة مصر وسوريا وقدرة الجيش السوري والمصري على تحقيق انتصارات عسكرية بارزة وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وتسطير ملاحم بطولية كبرى وإنهاء أسطورة الجيش الذي لا يقهر، لكن الحصيلة العامة للحروب النظامية كانت لصالح التفوق العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي.
إن إسرائيل تمتلك السلاح النووي وترتبط عضوياً مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه محددات ووقائع غير قابلة للتغير في المدى القريب والمنظور بسبب الواقع العربي والوضع الدولي، ومن هنا اكتسبت المقاومة الشعبية في فلسطين ولبنان والعراق أهمية استراتيجية وتاريخية في ظل اختلال موازين القوى، واستمرت المواجهة العسكرية الشعبية مع المشروع الصهيوني. "وهي مواجهة ومقاومة مرشحة للاستمرار خاصة في ظل رفض إسرائيل لكل عروض الحلول السياسية العربية.
وربما نظر البعض إلى هذا النمط من المقاومة الشعبية المسلحة باعتباره مجرد ممانعة دفاعية ضد الاحتلال وضد الاستسلام لا تشكل بديلاً فعلياً للحرب النظامية الكلاسيكية. ولكن هل يستطيع أحد أن يتجاهل قيمة تلك المقاومة التاريخية والاستراتيجية خاصة في ظل سلبيات الواقع العربي الرسمي.
إن هذه المقاومة الشعبية المسلحة تعبر عن رفض الجماهير العربية للاستسلام، وبالتالي فهي حاجة وخيار استراتيجي تفرضه طبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني، كما تعبر عن حاجة مباشرة تمليها وظيفة المقاومة الشعبية المسلحة في استنزاف العدو بشرياً واقتصادياً ومعنوياً وفي زعزعة استقراره النفسي وتنمية حس المواجهة وثقافة المقاومة، ولذلك لا ينبغي التقليل من شأن هذه المقاومة الشعبية المسلحة وخاصة في مثل هذا الصراع الحضاري والتاريخي الذي تخوضه الأمة العربية، بل ينبغي الرهان الاستراتيجي عليها للرد على الصلف الصهيوني الإمبريالي.
وإذا كان من الصعب تصور حسم الصراع العربي مع المشروع الاستعماري الصهيوني عسكرياً دون استنهاض طاقات الأمة الشاملة، فإن وظيفة المقاومة ودورها التاريخي هي في عدم حسمه سياسياً وثقافياً ضد الأمة وفي خلق حالة النهوض العربي الشامل لمواجهة المشروع المعادي وإحباط أهدافه ومخططاته العدوانية".
إن بعض الذين لا يؤمنون بخيار المقاومة، يدعون للتكيف مع المتغيرات العالمية والتعامل مع موازين القوى وكأنها موازين جامدة غير قابلة للحركة والتغير وبالتالي يدعون لتقديم التنازلات.
إن الدعوة للتكيف مع المتغيرات لأننا نعيش في عالم متغير باستمرار كما يقولون تتطلب منا أن نتعامل مع ميزان القوى الراهن وكأنه ميزان ثابت لا يخضع هو الآخر لقانون التغير ذاته وكأننا لا نستطيع بجهود وصمود وتمسك بالثوابت وإمكانات نحشدها وتضامن عربي حقيقي وفعال أن يسهم في تغيير هذه الموازين، ومن هنا أهمية المقاومة كخيار استراتيجي أثبت فاعليته للنهوض بأوضاعنا.
صحيح أن موازين القوى ومعطيات الوضع العالمي والظروف الراهنة تميل لصالح الطرف المعادي، ولكن ذلك لا ينبغي أن يبرر سياسة التنازلات والرضوخ تحت حجة أن ليس أمامنا من بديل، فهناك خيارات وبدائل واقعية ومساحات واسعة للصمود والمقاومة.
من أخطر القضايا التي قد تواجه أمة من الأمم هو أن تأسر نفسها بخيار واحد لا بديل عنه، بل عليها أن تمتلك البدائل والخيارات المتعددة فمن يعمل للسلام القائم على العدل واستعادة الحقوق عليه أن يعد نفسه للحرب ويملك إمكانات القوة والردع التي تمكنه من حماية حقوقه وأهدافه العادلة.
ولو ألقينا نظرة على تاريخ الشعوب لوجدنا أنها قاومت الاستعمار والظلم، فالمقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي حققت نتائج كبيرة ولم تستعد فرنسا حريتها إلا بالمقاومة ولم ينجح الفيتناميون في توحيد شعبهم والانتصار على ثلاث دول كبرى تناوبت على استعمارهم إلا بالمقاومة ولولا المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا لما تحررت سوريا وحققت استقلالها، ولولا المقاومة التي تمثلت بجبهة التحرير الوطني الجزائرية لبقيت الجزائر تحت نير الاستعمار الفرنسي.
- رابعاً:
إن المقاومة الشعبية المسلحة في مواجهة المشروع الصهيوني شكل رئيسي من أشكال النضال، ولكنها ليست الشكل الوحيد، بل هي أحد الأشكال المرتبطة بكافة أشكال المواجهة الأخرى السياسية والاقتصادية والثقافية والديبلوماسية والجماهيرية والإعلامية.
المقاومة بمفهومها الواسع لا تعني المقاومة المسلحة فحسب، بل تعني المقاومة المجتمعية الشاملة التي تستنهض طاقات الشعب والأمة بأسرها.
لقد كنا نركز في تحليلنا ورؤيتنا لأسباب نكبة فلسطين وقيام إسرائيل على العوامل الخارجية والظروف الموضوعية ومخططات الاستعمار والصهيونية لنلقي باللوم دائماً على الآخرين في الوقت الذي لا نركز فيه على أمراضنا وسلبياتنا.
إن معركتنا معركة شاملة، معركة مع التخلف في كافة مظاهره، من التخلف المعرفي إلى التخلف الاقتصادي والاجتماعي والعلمي ودون أن نسلط الضوء باستمرار على هذا التحدي، فإننا لن نستطيع خوض صراع تاريخي شامل وجاد كالصراع العربي الصهيوني، ولذلك فإن المقاومة بمفهومها الواسع ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمشروع النهضة العربية الشاملة.
- إن ترابط وتكامل كافة أشكال النضال والمقاومة يشكل شرطاً أساسياً من شروط المواجهة مع المشروع الاستعماري الصهيوني الذي تمكن من تجميع طاقاته العسكرية والاقتصادية والعلمية لمواجهة العرب وبالتالي فإن مقاومة هذا المشروع تستوجب مجابهة مجتمعية شاملة ترتكز لاستنهاض كامل طاقات المجتمع والأمة بجميع مكوناتها وعناصرها، ولا ينبغي التقليل من أهمية أي شكل من أشكال المقاومة سواءاً كانت مقاومة سلمية أو جماهيرية، أو ثقافية أو سياسية أو اقتصادية أو إعلامية لأن هذه الأشكال جميعاً تصب في الحصيلة النهائية في مشروع المواجهة التاريخية الشاملة مع المشروع الاستعماري الصهيوني، ولنا في تجربة مواجهة ومحاربة التطبيع مع إسرائيل خير دليل على ذلك.
- خامساً:
إن أي قراءة موضوعية لصمود المقاومة العربية وقدرتها على تحقيق إنجازات ملموسة في فلسطين ولبنان والعراق، وإن أي قراءة موضوعية لمسيرة المواجهة والمقاومة العربية في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني لا يمكن أن تتم دون الحديث عن دور سوريا القومي في توفير البيئة الإستراتيجية التي وفرت الحماية لهذه المقاومة ودعمها بمختلف الأشكال والوسائل.
إن المقاومة العربية بكافة أشكالها وتجلياتها عبرّت وتعبر عن جوهر الأمة العربية الحضاري في صراعها واشتباكها التاريخي المتواصل مع المشروع الصهيوني القائم على التوسع والظلم والعدوان. وكما قال قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله، تنتقل الراية من حركة إلى حركة ومن اتجاه إلى اتجاه لكن جوهر الأمة وماهيتها هي المقاومة واستمرارها لمواجهة المعتدين.
تفعيل الدور الشعبي العربي في عدم المقاومة:
إن المقاومة كخيار استراتيجي ومفهوم وثقافة شاملة تطال المجتمع، فلا مقاومة شعبية جادة ومستمرة دون مجتمع مقاوم، الأمر الذي يتطلب توظيف الطاقات والإمكانات الشعبية فما هو الدور الشعبي لدعم المقاومة.
- نشر وتعميم ثقافة المقاومة بكافة الوسائل المتاحة الإعلامية الجماهيرية التربوية والتعليمية والتحريض والتعبئة الدائمة في ظل عدوٍ واحتلال استيطاني أو إمبريالي يستهدف ثروات الأمة ويحاول مصادرة مستقبلها واحتجاز تطورها على كافة الأصعدة.
- وضع وتبني برامج تعليمية تربوية وحصص مدرسية تمجد المقاومة والمقاومين خاصة للتنشئة الجديدة من الأجيال في ظل غزو إعلامي وثقافة استهلاكية استسلامية تحاول قتل روح المقاومة في أطفالنا وشعوبنا.
- إحياء المناسبات وإقامة الأنشطة الوطنية والقومية – ذات الصلة بمحطات نضالية مقاومة. مثلاً:
* الاحتفال بذكرى الانتفاضة الأولى والثانية والمناسبات الوطنية (يوم الأرض).
* ذكرى انتصار المقاومة اللبنانية.
* انطلاقة المقاومة العراقية...الخ.
وهنا يمكن اعتبار وتحديد يوم سنوي للاحتفال بذكرى انطلاقة المقاومات العربية يتم إحياؤه شعبياًَ في كل أنحاء الوطن العربي.
- الاحتفاء والتخليد لذكرى رموز للمقاومة والاستشهاديين الذين قضوا على طريق المقاومة- زيارة مقابر الشهداء – قبر ونصب الجندي المقاوم المجهول..
- إطلاق أسماء مقاومين، معارك بطولية على عدد من الشوارع العربية والمدارس والروضات.
- الاهتمام والتزاور للجرحى المعاقين الذين أصيبوا في مواجهات بطولية مقاومة.
- التفكير بإنجاز لسجل الخالدين العرب من كافة شهداء المقاومات العربية يتم تأمين معطياته (أسماء – صور – نبذة عن العمليات) من قبل قوى المقاومة.
- زيارات المناضلين (قدامى – محاربين قدامى) قدموا إسهامات للمقاومة كنوع من الوفاء لهم.
- إقامة نُصب تذكارية لملاحم بطولية مقاومة في عواصم المقاومة – نصب المقاوم المجهول يتم زيارته سنوياً وفي المناسبات الوطنية.
- الاحتفاء بيوم الأسير العربي الذي اعتقل وناضل في صفوف المقاومة.
- إمكانية إنشاء صندوق شعبي يذهب ريعه لدعم المقاومات العربية والاستفادة من الزكاة والتبرعات الشعبية، وتوضع لائحة تنظم عمله.
- إنجاز درع (تصميم درع موحد) وأوسمة للمقاومين يجري تكريم حالات مقاومة وفق لائحة وآلية متفق عليها.
- إنجاز لوحة شرف (لوحة الشرف العربي) أو بانوراما يٌسطر فيها أسماء شهداء المقاومة العربية.
- برامج ثقافية، إعلامية، فنية (مسلسلات) تمجد المقاومة وتحيّ ملاحم المقاومة والفداء العربي.
- لقاءات إعلامية (مقروءة – مسموعة – مرئية) مع رموز المقاومة أو تغطية ملاحم بطولية (شاهد على المقاومة).
- تشكيل تجمع قانوني من المحامين المتطوعين للدفاع عن المقاومين العرب والدفاع عن الحق بالمقاومة – والدفاع عن المعتقلين المقاومين..الخ.
- كل ما تقدم يتطلب تشكيل لجان دعم للمقاومة في كافة الساحات العربية تضع البرامج والخطط التي تحقق دعماً شعبياً متواصلاً للمقاومة على كافة الأصعدة وتسخير الفضائيات والإذاعات المقاومة لخدمة خط المقاومة وثقافة المقاومة.
- العمل مع الدول والبرلمانات والأحزاب والمنتديات على طرد الكيان الصهيوني من كافة المنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك المنظمات المنبثقة عن الأمم المتحدة.
- تنظيم حملات إعلامية بأشكال وصور مختلفة تبين لكل الشعوب والأمم حقيقة الصهيونية وكيانها العنصري وحقيقة الإمبريالية والمجازر التي اقترفتها في العراق.
- إن ما جرى ويجري على أرض قطاع غزة أعاد الصراع إلى المربع الأول، الذي يؤكد أن لا تعايش ولا حلول مع العنصرية الصهيونية وأن الصراع الجاري لن ينته إلا بانتهاء المشروع الصهيوني على ارض فلسطين.
- تنشيط حملات الدعم والتبرعات ليس فقط من المنظمات والأحزاب، بل شمولها أوسع قطاعات شعبية من المتضامنين مع قضايانا العادلة في كل دول العالم.
- العمل على مقاطعة البضائع الصهيونية والإمبريالية في كل أوساط الرأي العام.